الشرير أقوى.. والأنذال أنجس (أحمد عياش)
كتب د.أحمد عياش – الحوارنيوز
البارحة وبينما كان العدو الأصيل يقصف الفدائيين في لبنان وفي الضفة الغربية، كان هناك من يستمرّ بالطعن والتشويه والتشكيك وبث الفتن والاحقاد، معتبرا نصرة المقتول والمظلوم الفلسطيني خطيئة وجريمة، أما الصمت والحياد والخيانة فحنكة وذكاء ومرونة وحُسن تدبير حال.
هكذا هم الناس، إما شرفاء وشجعان ومخلصين، او جبناء وضباع وسماسرة سياسة يحضرون دائماً عندما يسقط الفارس.
انهم يحضّرون المسرح للتطبيع والخيانة العظمى بهمّة طائفيين لم يطلقوا ولو رصاصة واحدة ضد العدو الأصيل، ويأملون دخول الجنة.
ليس لأن الفارس قد سقط عن جواده أصبح سيفه ودرعه غنيمة وصار شعره محضر اتهام ضدّه.
احياناً تتحوّل المروءة والتضحية والإقدام لدعم موقف مشرّف بالدم والارواح والممتلكات، لضرورة دفاع عن النفس أمام حثالة من الحاقدين ومن العسس ومن الزبانية.
احيانا من الأفضل هجر المشهد عندما يقتحم المسرح مهرّجون واشباه رجال وخونة حاضر وتاريخ وجغرافيا.
لا حيرة بأمرهم.. تعرف وكلاء العدو الأصيل من وحشيّتهم وقساوتهم و نذالتهم ضد أهلهم وشعبهم، بينما تجدهم عقلاء ورحماء وأهل صبر وحياء وحكمة ضد العدو الأصيل وضد افرنج الغرب وتتر ومغول الشرق.
حب السلطة أقوى من اي موقف مشرّف.
كل الذين فعلوا الخير وقدّموا التضحيات مع من لا يستحقّونهم دفعوا الثمن غالياً، إلى حدّ قطع رؤوسهم أمام جماهيرهم.
وحده الراعي الذي خان الثائر لأن رصاصاته ارعبت غنمه.
العالم لا يصفق الا للشرير.
الناس تفضّل الجلوس على مائدة القاتل بدل الصلاة خلف شهم شريف.
الناس لم تنصر الا قلّة من الأنبياء والصالحين، بينما الآخرون ماتوا قتلا اما بالسيف او بالسم او حرقا بالنار او مصلوبين.
لا غرابة.
لا عجب.
هم أنفسهم يتكررون ويتقمّصون أدوار الخيانة منذ “ابي رغال” أمام جيش ابرهة الحبشي، ومن اجل “باراباس” وصولا لآخر حاقد يتمنى ان يجتاح العدو الأصيل كل لبنان، ليهنأ له عيش، وان ينجح الرئيس الاسبرطي الإله من طرد كل اهل فلسطين من بلادهم لتحويلها لمنتجعات سياحية.
المبادىء الشريفة تنهزم دائما، ولو انها تنتصر قليلا ومؤقتاً لأن الأشرار أقوى اينما كانوا.
هجر المشهد أجدى، عندما تقتحم القرود المسرح .
إنّه زمن تهريج القرود و نجاسة الخنازير، وما على الشرفاء الا ان يحموا رؤوسهم قدر الإمكان، ومن لم يقتنع بالعمل السرّي والتقية الامنية-السياسية مكابر وناكر لواقع ومساهم من حيث لا يدري في اغتيال نفسه بنفسه.
كثر المتآمرون والسلاح ملك الجماهير لتحمي نفسها، من دير ياسين ثانية، ومن غزة ثالثة، ومن ثغرة دفرسوار رابعة، ومن قانا خامسة.. ومن صبرا وشاتيلا عاشرة.
هل رأيت احداً يكمن لنفسه بنفسه ليغتال شخصه؟
هذا ما يحصل.
للأسف طبعاً.
الشرير والحاقد أقوى وأنجس.
المجد للفدائيين، والعار للأنجاس المناكيد.
والله اعلم..