الشرتوني في المؤتمر ال23 للجامعة الثقافية : مؤامرة دولية دمرت سورية وتسعى لإغراق لبنان

الحوارنيوز – باريس

أطلق الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نبيه الشرتوني صرخة إغترابية – وطنية من أجل لبنان، داعياً إلى وحدة اللبنانيين في الوطن والخارج لإنقاذ لبنان من مؤامرة تحاول أن تغرقه بعد أن دمرت سورية.

كلام الشرتوني جاء خلال المؤتمر الثالث والعشرين للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (المسجلة في نيويورك) والتي انتخب في ختامه روجيه هاني رئيساً للجامعة بالاجماع وجورج أبي رعد أميناً عاماً.

تخلل المؤتمر مداخلات إغترابية وأخرى سياسية عكست استياء عدد من المغتربين من الواقع الداخلي اللبناني.

وتعتبر ولاية الشرتوني مفصلية لجهة تثبيت هويتها الاغترابية، بعيدا عن السياسة ولغة الانقسام الطائفي، حيث أكد في كلمته أن الجامعة تمثل الاغتراب، لا الأحزاب ولا الطوائف.

كما شهدت ولاية الشرتوني انفتاحا على مختلف المجموعات الاغترابية، من دون استثناء، بعضها استجاب لنداء الوحدة كالجامعة اللبنانية الثقافية ( العودة الى الجذور) حيث جرى دمج الإطارين في مؤسسة واحدة، وبعضها رفض.

كلمة الشرتوني

وتنشر الحوارنيوز في ما يلي كلمة الشرتوني كاملة والتي ألقيت في المؤتمر الذي استمر ليومين في العاصمة الفرنسية، باريس:

حضرات الرؤساء السابقين

حضرات ألأمناء العامّين السابقين

ايها الحضور، شكرا لوجودكم معنا هذا الصباح

أهلا وسهلا بكم

نرحّب بكم في مؤتمرنا الثالث والعشرين والشرق الأوسط يلتهب حقدًا وكراهيّة في حالة حرب معلنة.

لبنان اليوم يحتاجنا صفًّا واحدًا و يدعونا أن نجدّد الإيمان بوطن واحد لجميع أبنائه.

موقعي كرئيس وكمؤتمن على الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم،  

وحيث أن الجامعة هي الممثل الأوحد للاغتراب اللبناني،

وحيث أن الجامعة ترافق الأوضاع اللبنانيّة في جميع مراحلها،

حيث نرى الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الإنسانية إلى انهيار متواصل في الوطن، وأهل السياسة كأنهم في غياب عمّا يحدث، أو كأنهم ليسوا على علم أن لبنان يمر بمرحلة صعبة جدا تهدّد ليس فقط الاقتصاد ونمط الحياة والمجتمع عامّة، إنما هي مرحلة تهدّد الكيان والهوية.

.

‏أصدقائي،

‏. لبنان في خطر وسياسيو لبنان يتلهّون في أمور مثل فئة الملائكة او حتى جنس الملائكة، يتصرّفون كأنهم لا يعلمون بالمؤامرة، وكل أفكارهم، مَن أو مَن منهم سوف يصل إلى سدة رئاسة الجمهورية، وهنا اسألهم: أي رئاسة؟ وأي جمهورية؟ يتبارون من أجل منصب كاد أن لا يكون.

‏وكأن نزوح ما يزيد عن 3,000,000 سوري يعيشون في مخيّمات مموّلة من الأمم المتحدة وطبقا لتصريحات بعض الساكنين في هذه المخيمات سمعناهم يردّدون أنهم مدرّبون ولديهم السلاح للدفاع عن أنفسهم إذا دعت الحاجة..

‏وأنا أسأل الدفاع ضد من؟ ‏يا هل ترى ضد الذين أهّلوا بهم واسكنو هم ديارهم وقالوا لهم أهلا وسهلا كما تقضي أصول الضيافة اللبنانية والعربية..

‏ تبيّن أنها ‏ ‏مؤامرة دوليّة أغرقت سوريا  وها هي تغرق لبنان في معركة دموية.

‏منظمة الأمم المتحدة لا تساعد النازحين السوريين للهجرة فحسب ‏بل تدعوهم للمجيء إلى لبنان كنازحين وتساعدهم بأموال مغرية لا يربحونها في بلادهم، في حين أن مهمتهم الأساسية هي تقديم المساعدات لهم مع البقاء على أراضيهم في مساحة حرة وآمنة، حيث أن مساحة بلادهم تعادل 18 ضعف مساحة لبنان.

وأكبر دليل على ذلك أن النازحين السوريين يعيشون في مخيّمات أفضل من بيوت الكثيرين في لبنان. مستقبل أولادهم مؤمّن ولهم الحق أن يذهبوا إلى المدرسة في لبنان، بينما لا تعطى لأولاد اللبنانيين التسهيلات ذاتها، والأفضليّة للطالب السوري، وما هذا العدد الهائل من اللاجئين في بلد يعيش أوضاعا اقتصادية محزنة سوى مؤامرةعلى لبنان وعلى شعبه، وقد تولّى تنفيذها الاتحاد الأوروبي  ونتساءل كيف قبل أن يكون على راس هذه المؤامرة وهو الذي يعيش في بلاده أوضاعا لا تتناسب مع المجتمع الأوروبي..

‏واتساءل ‏كيف ولماذا هذه الوقاحة من الاتحاد الأوروبي ‏لتبنّي هذه التوصية ببقاء السوريين النازحين في لبنان. وإذا فعلا يهمهم أمر ومستقبل النازحين لماذا لا يستقبلونهم ويعطونهم حق الإقامة في بلادهم حيث تتوفّر جميع الإمكانيّات الإجتماعيّة، الإنسانيّة والإقتصاديّة  وحاجتهم الماسّة إلى اليد العاملة.

قرار صارخ وخطير ويعتبر تدخلا في شؤون بلد كأنه لا يعرفه، وإذا كان الاتحاد الأوروبي على علم بديموغرافيّة لبنان  فالمصيبة أعظم.

‏انه قرار خطير جدا ويثبت أبعاد مؤامرة دولية تفهم من عنوانها كأنها تقول: روح فل حتى اقعد مطرحك..

‏كأننا على أبواب معارك وجودية مع النازحين السوريين لا نريدها ولا نتمناها أن تكون معارك بين اخوة، ‏تتقدم المؤامرة بخطى سريعة ورهيبة.

هذا، دون أن نتناسى الوجود الفلسطيني المسلّح والمعارك الأخيرة مع اسرائيل التي تعمل كقوّة إقليميّة عظمى مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط والنوايا البغيضة التي تعمل للقضاء على ما تبقّى من الإقتصاد والأمان والثقة في لبنان.

سؤال يتردّد، لماذا توقّفت شركة توتال عن التنقيب؟ لا أحد يصدّق المَقولة الكاذبة، هذا التوقّف وكل هذه التصريحات لمصلحة من؟ ربّما تكون لمصلحة اسرائيل.

والأزمات في لبنان أصبحت مصائب يوميّة يعيشها اللبنانيّون بجميع مظاهر حياتهم الغني والفقير والسياسي، كأنّها عدوى نفسيّة تُعايش المجتمع اللبناني.

كل هذا، والحكومة دون صلاحيّات دستوريّة تخوّلها القيام بالواجب، وممثّلو الأمّة يتلهّون في أعذار كاذبة ولايجتمعون لانتخاب رئيس للجمهوريّة.

لبنان في خطر وهويتنا في خطر، متى يجتمع أهل السياسة في لبنان للإتفاق على مصلحة لبنان لتقديم مصلحة لبنان الوطن على مصالحهم الخاصة؟

‏

كل هذا يعيشه لبنان، ولبنان في خطر ونحن الجامعة اللبنانية الثقافية أيضا في خطر.

‏لبنان يحتاجنا يريدنا أقوياء وواجبنا أن نكون متحدين وأقوى من أجل لبنان، كل لبنان، وكل من يفتخر بهويته اللبنانية.

نحن لانمثّل الطوائف ولا الخلافات الداخليّة،

اننا نمثّل ضمير الأمّة.

وخلال المؤتمر كرمت الجامعة الدكتور شكيب رمال وقدمت له تمثال المغترب اللبناني الذي يعتبر أعلى وسام مرتبة من التقدير والشرف للشخصية المكرمة.

وعلقت مصادر اغترابية على نتائج المؤتمر “بأن المؤتمر بنتائجه يشكل خطوتين إلى الوراء بعد أن تقدم الشرتوني بالجامعة خطوة إلى الأمام.