
بقلم د.عماد عكوش – الحوارنيوز

رفض مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون التمويل الحكومي المؤقت الذي طرحه الحزب الجمهوري في مجلس النواب ، ما يعني ان أمد الإغلاق الحكومي طويل ولا حل يلوح في الأفق ، وتعتبر هذه هي المرة الثانية في أقل من 24 ساعة التي يصوت فيها المشرعون في مجلس الشيوخ على مشروع قانون “Continuing Resolution”، والذي من شأنه تمويل الحكومة حتى 21 تشرين الثاني.
لقد أدّى رفض مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون التمويل المؤقت الذي قدمه الجمهوريون إلى استمرار الإغلاق الحكومي ، ما تسبب في تداعيات اقتصادية وسياسية واسعة ، وتصاعد التحذيرات من تدابير أكثر حدة مثل تسريح الموظفين الحكوميين .
لقد بدأ الإغلاق الحكومي رسميًا في بداية هذا الشهر وذلك بعد فشل الكونغرس في إقرار قانون تمويل جديد قبل نهاية السنة المالية في 30 ايلول . أما الاسباب الحقيقية لهذا الفشل فهو رفض مجلس الشيوخ مشروع قانون التمويل المؤقت الذي كان سيمدد التمويل حتى 21 تشرين الثاني، وكان المشروع بحاجة إلى 60 صوتًا للموافقة، لكنه لم يحصل عليها بعد أن صوتت الغالبية العظمى من الديمقراطيين ضده .
الخلاف الجوهري لعدم الاقرار يتمحور حول رفض الجمهوريين تمديد فترة استحقاقات الرعاية الصحية لملايين الأميركيين التي تنتهي صلاحيتها بنهاية هذا العام ، بينما يصر الديمقراطيون على إدراج هذه المسألة في اتفاقية التمويل .
يتبادل الحزبان الديمقراطي والجمهوري الاتهامات بشأن المسؤولية عن الإغلاق ، فالجمهوريون يتهمون الديمقراطيين بأنهم صوتوا رسميًا لصالح الإغلاق ، مشيرًين إلى تأثير ذلك على برامج التغذية والمحاربين القدامى .
أما الديمقراطيون فمن جانبهم وعلى رأسهم الزعيمان الديمقراطيان في الكونغرس ، تشاك شومر وحكيم جيفريز، أصدرا بيانا مشتركا قالا فيه “دونالد ترامب والجمهوريون أغلقوا الآن الحكومة الفدرالية لأنهم لا يريدون حماية الرعاية الصحية للشعب الأميركي” .
بالنسبة للتداعيات ، يحذر مسؤولو الإدارة من إجراءات أكثر صرامة إذا طال أمد الإغلاق منها تسريح الموظفين حيث قال نائب الرئيس ، جيه دي فانس: “سنضطر إلى تسريح بعض الموظفين إذا استمر الإغلاق الحكومي”، مؤكدًا أن الإدارة ستبذل ما في وسعها لضمان استمرارية الخدمات الأساسية ، كما أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن عمليات التسريح قد تبدأ “خلال يومين” .
كما يحذر المسؤولون من التأثير على الخدمات حيث حذر مدير مكتب الإدارة والميزانية، راسل فوت، من أن تمويل برنامج التغذية التكميلية للنساء والرضع والأطفال WIC) ) سينفد بحلول الأسبوع المقبل إذا استمر الإغلاق .
بالنسبة للتأثيرات الاقتصادية وأسواق المال فقد بدأت التأثيرات الاقتصادية للإغلاق في الظهور، حيث يحاول المستثمرون تقييم آثاره المحتملة ومنها تحرك الأسواق حيث شهدت الأصول ذات المخاطر تقلبات ، وصعد الذهب كملاذ آمن ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا. كما شهدت الأسهم الأوروبية والأسيوية تباينًا، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية .
من ناحية أخرى فأن التأثير المحتمل على العملات ، خاصة الدولار الاميركي سيكون كبيرا، حيث أشار بعض المحللين إلى أن عمليات التسريح الجماعية للموظفين قد تؤدي إلى مزيد من التراجع في قيمة الدولار، ما يشجع تدفقات رؤوس الأموال نحو اليورو والين .
لا يوجد مخرج واضح من المأزق حاليًا، وتشير التوقعات إلى أن الإغلاق قد يستمر لفترة أطول من الإغلاقات السابقة. كما أن عطلة مجلس النواب التي تستمر طوال الأسبوع، وعطلة مجلس الشيوخ يوم الخميس بمناسبة عيد الغفران اليهودي، ستؤخر أي محاولة لحل سريع للأزمة .


