بلهجة حازمة هدد الرئيس المصري حسني مبارك من يغنيهم الأمر من المساس بحق مصر في مياه نهر النيل ،وقال “إن المساس بهذا الأمر خط أحمر وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها”،وذلك في إشارة الى أثيوبيا التي تعتزم ملء سد النهضة في محلتها الثانية.
وعلى هامش زيارته لقناة السويس بعد استئناف الملاحة فيها قال السيسي: “لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول ،وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا”.
وأشار السيسي إلى أنه لا يهدد أحدا بتصريحاته، مؤكدا أن “العمل العدائي أمر قبيح وله تأثيرات طويلة لا تنساها الشعوب”.وقال إن التفاوض هو الخيار الذي بدأته مصر وأنها في مسألة التفاوض بخصوص أزمة سد النهضة، وتأمل في التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق الكسب للجميع.
وأوضح أنه سيكون هناك تحرك في مسار المفاوضات في الفترة القريبة المقبلة، مضيفا أن الأمور تحكمها القوانين الدولية ذات الصلة بالمياه العابرة للحدود.
وكان وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، قد التقى المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، ومبعوث الاتحاد الأوروبي ،مارينا فرايلا، لبحث الموقف الراهن لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي وسبل إعادة إطلاق المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد.
وأكد عبد العاطى دعم مصر الكامل للمقترح السوداني والداعي لتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية وتشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط بين الدول الثلاث، مشيرا لأهمية أن تتسم المفاوضات بالفعالية والجدية لتعظيم فرص نجاحها.
ودخلت السودان ومصر في محادثات غير مثمرة مع أثيوبيا بخصوص سد النهضة، منذ أن بدأت العمل فيه عام 2011.وتقول إثيوبيا التي حققت أهداف العام الأول في تخزين المياه، إنها ستمضي قدما في ملء خزان السد سواء توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق في ما بينها أم لم تتوصل.
ويعد نهر النيل عصب الحياة في 10 دول يعبرها، إذ يوفر لها المياه والكهرباء.ويخشى السودان ومصر من أن يجفف السد مواردهما المائية.
وتعتمد مصر على نهر النيل في الحصول على حوالي 97 في المئة من مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر سد النهضة تهديدا للحياة فيها، بينما ترى إثيوبيا أن المشروع ضروري لتزويدها بالكهرباء ولتحقيق مشروعات التنمية فيها، وتطالب بما تسميه استفادة عادلة من مياه النيل.
ويلتقي النيل الأبيض والنيل الأزرق في الخرطوم قبل أن يعبر مصر ليتدفق نحو البحر الأبيض المتوسط.
زر الذهاب إلى الأعلى