السيد ومعركة الفساد: لا خطوط عودة
استمع جمهور المقاومة لرسالة سيد الأخلاق، واطمأن ان إحتلال الدولة من جيش الفاسدين والسارقين والناهبين والقتلة الاقتصاديين سيواجهون مقاومة لا تقل قوة عن مقاومة اللبنانيين الوطنيين الشرفاء للعدو الاسرائيلي، ولا تقل عزيمة عن مقاومة حزب لله للتكفيريين في بلاد الشام والعراق.
في ذكرى الثلاثين لتأسيس "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، أعلن "سماحة الأخلاق" عن إنطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية للفساد وسلاحه هذه المرة ليس الصواريخ المدفونة في الأرض ولا الأنفاق من تحت الأسوار عند الحدود بل سلاحه هنا القضاء اللبناني الذي يتمنى الشعب ان يثبت قضاته انهم على قدر الأمانة.
اليوم قال السيّد:
انظروا الى الوطن وشاهدوا زورق الفساد، ساعر القتلة في الدولة، كيف يحترق وسيغرق براكبيه.
دعوة السيدّ من كان بيده حجر ليرميه على زجاج حزب لله، دعوة قائد واثق من عدم تلوث قياديه شخصيا بالمال الحرام في الدولة. لقد وضع السيد الحزب بقيادته وأفراده وجمهوره أمام خيار الإلتزام بمكافحة الفساد تحت طائلة إنهيار القيم الأخلاقية للحزب وبالتالي الحزب نفسه!
لم يسبق أي من الأحزاب حزب الله الى هذه المرتبة من الجدية في مكافحة الفساد وبهذه الشفافية، حتى تكاد أن تنقلب الآية، فمن كان ينادي ببناء الدولة يتبين أنه غير متحمس، إلا إذا كانت الدولة هي دولته ودولة مشاريعه العامة والخاصة؟
يبدو ان انطلاقة المقاومة الوطنية للفساد لن تقف عند حدود الطوائف بل ستجتاح حتى قيادات تاريخية انتظرت طويلا عند حافة النهر مرور جثث لقادة.
ازمة زجاج حزب الله لن تكون في وزرائه السابقين بل ربما في وزراء حلفائه المقربين، ما سيجعل الحجارة تهطل كالمنجنيق وسيمتد الرمي والقذف ليصل مسؤولين سوريين وغيرهم ومنهم من مات ومنهم ما زال حيا …
المقاومة الوطنية للفساد انطلقت وسيشهد لبنان معارك قانونية محلية شرسة وربما مقابل معارك قانونية دولية طاحنة، لن يتراجع أحد، كل طرف سيطالب بتسليم المتهمين وسينادي كثيرون بأن ذلك المتهم خط احمر ليرد الباقون بأن المتهم منهم ايضا خط احمر وقوس قزح ايضا.
قال الامام علي (ع):
ما أبقي لي الحق من صاحب. وقال ايضا:
لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.