رأي

“السيد الشهيد”.. يقود إنتفاضة 23 شباط!(نسيب حطيط)

 

كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

بعد خمسة أشهر من الإنتظار في كمينه المؤقت “كوديعة”، خرج “السيد الشهيد” الى مثواه الأخير، وقاد إنتفاضة23 شباط الشعبية السلمية ، لمواجهة المشروع الأميركي-الإسرائيلي ،ما أضطر العدو الإسرائيلي للإغارة مرتين على تابوته والمشيعين الذين استطاعوا اسقاط طائراته بقبضاتهم وحناجرهم.

أعلن التحالف الأميركي-الإسرائيلي ،انتصاره وهزيمة المقاومة وصفّق بعض الحاقدين والعملاء الذين ظنّوا ان المقاومة قد انتهت وماتت ،كما مات “السيد الشهيد” يوم اغتالوه ، لكنهم فوجئوا بإنتفاضة “الجثامين وجمع الأشلاء” وتحرير الارض التي كانت الإرهاصات الأولى ،لاستعادة المجتمع المقاوم قوته وحضوره، رغم الأثمان الكبيرة من الشهداء والجرحى.

 جمع التحالف الأمريكي الإسرائيلي، المعلومات عبر الأقمار الصناعية والمخبرين وبمشاهداته، وتفاجأ أن أهل الجنوب قد خرجوا طواعية، كما خرجوا إكراهاً في حرب 66 يوما، ولم يبق أحد في القرى، وكذلك أهل البقاع الذين زحفوا الى بيروت تحت الثلج والصقيع،  وأهل الضاحية قد تركوا انقاضهم وبيوتهم وتوجهوا خارج الضاحية، وأن عدد الوافدين الى المطار أكثر من المغادرين …وتساءلوا ماذا يجري؟

لكن الناس أعلنت انها ذاهبة للإستماع الى “السيد الشهيد” ولمرافقته من” كمينه” الى” مثواه”، وانهم لن يتركوه وحيداً اثناء انتقاله وهو لن يتركهم حتى لو كان شهيداً!

استطاع المجتمع المقاوم في 23 شباط في هجومه وإنتفاضته ،خداع العدو ،فبدل ان يواجهه على الحدود الجنوبية قام بهجوم إلتفافي  على حصنه في بيروت التي يقيم فيها سفارته، وقد حقّقت “إنتفاضة 23 شباط” وبدون رصاص أهدافها :

– تكريم “السيد الشهيد” كرمز، لتكريم الشهداء الخمسة آلاف ومن سبقهم .

– الإعلان بأن مجتمع المقاومة لم يمت، وسيقاتل بسلاح او بدون سلاح، وان المقاومة ليست تنظيماً، بل هي فكر وشعب.

– ان المشروع المقاوم في لبنان باقٍ، وان لبنان لن يكون اسرائيلياً او اميركياً

– الإعلان عن “سلاح بديل” عن الصواريخ والرصاص وهو المقاومة الشعبية السلمية الشجاعة والواعية والمنضبطة.

 – تسخيف القوى المؤيدة او العاملة ضمن المشروع الأميركي، وانها عاجزة عن مواجهة المجتمع المقاوم

– تنقية المجتمع المقاوم من الوصوليين والمقاولين وإلزام الثنائية بعدم تكرار الأخطاء بالتعامل مع اهل الغدر.

-اعطاء الأمل للشعوب العربية والإسلامية وللشعب الفلسطيني خصوصاً، ان المقاومة في لبنان ما زالت بخير، رغم كل الضربات القاسية والمؤلمة. وطالما انها بخير سيكون المشروع المقاوم العربي والاسلامي بخير.

– إظهار المجتمع المقاوم بأن حِرفتيه بالحرب الناعمة والمقاومة المدنية الشعبية، توازي احترافيته للعمل العسكري الذي لا يزال قائما وفق المصلحة.

في رحلته القصيرة التي لم تتجاوز 24 ساعة بين كمينه المؤقت “كوديعة”، ومثواه الأخير على ثغور الضاحية خطب “السيد الشهيد” بلسان مليون مشارك وملايين المتابعين عبر الحدود في العراق واليمن وإيران والبحرين وباكستان ومصر وفلسطين وكل احرار العالم ،معلناً ان المقاومة باقية.. باقية.. وأنها لم تنهزم وأنها مستمرة بالمواجهة، ولن ترفع الراية البيضاء ولن تستسلم.

قبل حوالي 50 عاماً فقد الشيعة اللبنانيون قائدهم السيد موسى الصدر، بالخطف والغدر بأيدًٍ عربية- ليبية وبقرار أميركي، لكنه لا يزال يقود “الاجتماع الشيعي” رغم غيابه .

وبعد 50 عاماً، يفقد الشيعة قائداً استثنائياً هو “السيد الشهيد” والذي سيبقى “أميناً عاماً” لحزبه، وكل الأمناء العامين سيكونون بالإنابة.

إن التاريخ الشيعي وقبل السيدين “المخطوف” و”المقتول قصفاً” ، مليء بالطعنات والإغتيالات منذ الأئمة عليهم السلام، ونادراً ما يموت الإمام او القائد او الفقيه  بالوفاة، بل بالسيف او السجن او بثمانين طنّاً من المتفجرات  !

إن “إنتفاضة 23 شباط” هي المعول الأول في نعش المشروع الأميركي للسيطرة على لبنان، ويمكن ان نقول ان الحشود المليونية توازي ضربة تفجير المارينز ومقر الحاكم العسكري في صور ولتكن  يوم “المجتمع المقاوم”!

لقد اثبت المجتمع المقاوم قدرته من موقع الوعي والصبر والإرادة والشجاعة، أن يستوعب كل الضربات القاسية ويعيد ترميم نفسه ويبدأ بالهجوم المضاد، وقد ربح معركة جمع الجثامين والاشلاء وتحرير القرى ومعركه تشييع “السيد الشهيد”، وسيستمر في معاركه ،محتفظاً، بسلاحه الى اللحظة المناسبة التي تستدعي زغردة الرصاص.

لا تحزنوا من “المسامير الإسرائيلية الخمسة”… فرب ضارّة نافعة!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى