السيد الرمز..والتضامن الوطني المنقوص (مارك بخعازي)

كتب الصحافي مارك بخعازي على منصته “ورد الآن” يقول:
السيد حسن نصرالله تحول إلى رمز، وذكره كالشمس التي لا تغيب الا لتفسح للقمر مكانا، ولكل نوره والدفء. لن تستطيع الحملات التي تتناوله وهو المضرج بالشهادة أن تنال من أهمية ما يمثل في وجدان مكون لبناني رئيس.
لن استرسل كثيرا في وصف ما كانه السيد. هناك من يفعل ذلك افضل مني. ولكن لدي كلمة اقولها بمناسبة التشييع: ألم يكن أجدى بالافرقاء جميعا، وخصوصا أخصام ” حزب الله” إحتراما لحرمة الموت، وتقديرا لموجبات التضامن الوطني مع شريحة كبرى في الوطن ومنه، أن تعلن مشاركتها في التشييع ، وإغلاق كل المؤسسات التي تعمل في مثل هذا اليوم في مناطقها، لترسيخ مفهوم التضامن الوطني بين الاخوة في المواطنة، وعدم مراكمة شعور المرارة والتباعد.
وهذا الكلام موجه للجميع، ولكن اخص به القوى المسيحية،لا سيما منها من لا يزال يصوب على المناسبة والسيد معا بجارح الكلام. والمطلوب أن يتحلى سياسيو الوسط المسيحي،ورابطاتهم واتحاداتهم بالحد الأدنى من بعد النظر، والتصرف بذكاء. وعليهم ألا يلوموا انفسهم مستقبلا عندما يجدون انفسهم في مأزق ما، فيواجهوا الإعراض الذي واجهوا به طائفة أساسية في الوطن.
في اي حال دم السيد حسن نصرالله شهد له،وادخله مدار الشهادة، وهو دخل التاريخ من باب التضحية التي بلغت حد بذل النفس في سبيل عقيدته وقناعته،من دون أن يستأذن أحدا. رحمه الله رحمة واسعة.