طلال الامام / السويد
بعد نقاشات مستفيضة صوت البرلمان السويدي بأغلبية مطلقة أمس الاربعاء 22 آذار /مارس 2023 على انضمام السويد لحلف الناتو.يمثل هذا القرار انتهاء لسياسة الحياد التي اتبعتها السويد على امتداد 200 عام.
وافقت على هذا القرار جميع الاحزاب السويدية الممثلة في البرلمان ( الاشتراكي الديموقراطي بمخالفة لقرار مؤتمره الاخير بعدم الانضمام للناتو ) والاحزاب اليمينية بما فيها حزب ديموقراطيي السويد العنصري ذو الجذور النازية . رفض القرار حزبا اليسار والبيئة .
جاءت نتيجة التصويت : 269 عضوا وافق على الانضمام ، ورفضه 37 بينما تغيّب 43 عضواً .تركز النقاش ايضا،على مسألة المظلة النووية الدفاعية التي يتضمنها حلف الناتو، وسط رفض السويد نشر الأسلحة النووية فوق اراضيها، وقد جدد الحزب الاشتراكي الديموقراطي تأكيد تمسكه به مع امنياتنا ان يستمر هذا الموقف الرافض .
لقد تم اتخاذ القرار الذي يعد مصيريا من دون نقاش شعبي ومن دون استفتاء ” .فعندما تم التحول في السير من اليسار لليمين جرى استفتاء شعبي، وكذلك عند الانضمام للاتحاد الاوربي او التحول لليورو .
ماذا يعني هذا القرارالذي جاء بعد حملات تجييش واسعة قامت به حكومة الاشتراكيين الديموقراطيين، وطبعا الاحزاب اليمينة المعتدلة منها او المتطرفة، وذلك لتأليب الرأي العام وتخويفه من بعبع موجود في مخيلتها.
يعني القرار :
أولا – انتهاء سياسة الحياد التي اتبعتها السويد عبر تاريخها ، فقد صارت طرفا في الصراعات الدولية ومايترتب على ذلك من مخاطر عسكرية وسياسية او اقتصادية عليها .
ثانياً- فقدت السويد امكان لعب دور الوسيط في النزاعات الدولية بسبب حيادها .
ثالثا – في حال انضمام السويد للناتو ستتحول بعض الاراضي السويدية الجنوبية ( المتاخمة لروسيا) او الشمالية ( القطب الشمالي ) الى قواعد لنشر قواعد للناتو، الامر الذي يعني انخراطها في الصراعات الدولية .حلف الناتو بحاجة للسويد من اجل الحرب وليس من اجل السلام .
رابعا – انضمام السويد لهذا الحلف العدواني، يعني ايضاً ارهاق الميزانية السويدية بنفقات اضافية لانتاج السلاح والانخراط في نزاعات دولية ، في وقت تعاني فيه السويد كما دول الاتحاد الاوروبي الاخرى من أزمة اقتصادية بنيوية تتمثل في غلاء تكاليف المعيشة بشكل كبير .كما يعني ايضاً ان السويد ستوفر من ميزانيتها المخصصة للصحة ، التعليم ، السكن والمواصلات العام لصالح تلبية شروط حلف الناتو الحربية .
اخيراً يمكن طرح السؤال الآتي : هل تمشي السويد لحتفها برجليها ،ام هناك من يدفعها من وراء المحيطات لاهداف لاعلاقة لها بالسويد ومستقبل تطورها؟
بكلمة، يعني ان النموذج السويدي في الامتيازات التي حصل عليها السويديون اجتماعيا وصحيا، صار في مهب الريح .
سوف يدخل يوم الاربعاء 22 اذار /مارس كنقطة سوداء في تاريخ السويد المعاصر.لكن النضال ضد حلف الناتو العدواني لن يتوقف .
لا للناتو !