كتب د. أحمد عياش – الحوار نيوز
يتهامسون في مدينة صور وفي مخيم عين الحلوة،ويقولون: استشهد قائد الفدائيين.
في مخيمي جباليا وجنين يقولون: “استشهد اشرف قادة العرب”.
الانباء تتناقل خبر ارتقاء البطل من دار الفناء إلى دار البقاء.
في اسطنبول يحكي عثمان لعبد الكريم عند ضريح محمد الفاتح ان الفدائي المؤمن مات.
وليكن،
هكذا ينتهي القادة الشرفاء.
من القائد السيد إلى قائد الفدائيين إلى أبي جهاد…اسماء ستتبع أسماء، وطريق القدس واحد.
لا يخافه الا الجبناء.
ملعون مَن لم يلق حجرا ضد العدو الأصيل، وما زال مصرّاً على تشويه اشرف الناس.
المجد للفدائيين.
شيخ الفدائيين اطلق رصاصته الأخيرة ومضى،لم يكن اينما ظنّ الجبناء.كان حيث فرض عليه الميدان ،استشهد مرتدياً جعبته العسكرية،مقتحماً وصامداً وبطلاً .
ربما يزنّره حزام ناسف .
لم تكن السلطة غايته ،كان يطمح لتحرير إخوانه، وكان هدفه تحرير فلسطين، كل فلسطين ،من النهر الى البحر،من الارض إلى السماء.
من ضريح ياسر عرفات إلى ضريح وديع حداد إلى ضريح احمد ياسين.
أجمل ما في شيخ الفدائيين انّه فيه وبفدائيته تجسّدت وحدة المسلمين بين اخوان مسلمين من اهل الشيعة واخوان مسلمين من اهل السنّة والجماعة ،يداً بيد،بندقية إلى جانب بندقية.
سيكتب التاريخ له وللقائد السيّد،سيّد الفدائيين، أنهما تصافحا وتعاهدا وقاتلا وصمدا واستُشهدا على الوعد وعلى العهد، وحَذفا معاً كل نفاق الدجالين عن خيانة مسلم لأخيه في التاريخ.
فهل تغضب؟
في اي كتاب تاريخ ستقرأ بعد اليوم؟
أفي كتاب هذين الامامين القائدين الفدائيين ام في كتب الحاقدين؟
لك الخيار.
مَن يرى التاريخ بفلان وفلان من المؤامرات، ليمزّق صفحات وعيه و ماضيه وليكتب التاريخ بدماء الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين من كل الاسماء والرايات والانتماءات.
ماذا على الفدائيين ان يفعلوا اكثر ليقتنع الحاقد الاكبر في بيته بحقيقة “إنّما المسلمون أخوة” بالدم وبالارواح وبالممتلكات، ومَن يشكك ليعيد قراءة احقاده ولينظر ماذا فعل هو ومن يمثّل من عصابته لأهل فلسطين يوم احتاجتهم غزة ونابلس وجنين.
سقط شيخ الفدائيين خلف بندقيته،على الجبهات ليرتفع فارساً واماما.
هكذا يستشهد الفرسان.
هكذا تنتهي الاسطورة عادة،فمن شروط تحول القائد لاسطورة ان ينهي حياته شهيداً وستحكي الأمهات للأطفال حكاياتها :
كان يا مكان السيد حسن والشيخ السنوار …
وليغضب الحاقد!
المجد للفدائيين.
الحكم للميدان.