السلاح شماعة.. والغاية توقيع اتفاقية “ذل”! (حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز
يوماً بعد يوم تتضح أهداف ومعالم الحصار المستمر منذ سنوات طويلة على لبنان، عربيا ( خليجيا) وأوروبيا وأميركيا.
لقد تجرأ رئيس الجمهورية في موقف سابق بمطالبة الدول الأوروبية برفع الحصار عن لبنان، وحاول أن يدفع بموقف سعودي لرفع الحصار دون أن يتوفق حتى الآن، أما أميركيا فالرهان على الإدارة الأميركية هو كمن يستعطي من مجرم غرس سكينه في قلبك أن يرأف بك، ويقتلع أداة جريمته من قلبك الممزق بهدوء.
لا شك أن لبنان المحاصر جنوبا وشرقا والمستباحة أرضه وسيادته من كل حدب، سيكون أمام امتحان جديد في قدرته على الصمود ومواجهة مشروع “الإلحاق” الأميركي.
لقد نجح لبنان سابقا في إجهاض مفاعيل الاجتياحات ( 1978- 1982- 1996 – 2006) في ظل توازن قوى إقليمي شكلت سورية عاموده الفقري.
اليوم ضاقت الخيارات وتقلصت الرهانات وتلاشى المحور إلى اجزاء، بعضها فقد اي قدرة على التأثير، وتحولت دولة الاحتلال إلى قوى إقليمية بتسهيل مريب دولي وخنوع الأنظمة العربية التي قدمت مصالحها على مصالح أوطانها وقبل ذلك مصلحة فلسطين.
-لم يعد اي من دول الخليج خارج إطار الاعتراف بدولة الاحتلال، ولم يعد خافيا أن خطاب “حل الدولتين” والقرارات الدولية هو للإستهلاك الفارغ، ومن باب غسل الأيادي من دم الفلسطينيين ومن تراب فلسطين.
لم يعد من “دول الطوق” غير لبنان، كدولة لم تخضع للضغوط الأميركية وللتهديدات الاسرائيلية رغم حجم العدوان المتواصل، ورغم الاصرار من قبل رئيس الحكومة على تلبية كافة الشروط الأميركية دون أي ضمانة او من سواها، بأن العدو لن يرتكب المزيد من الجرائم وينسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ويطلق سراح الأسرى، كما نص اتفاق وقف النار.
الأخطر ما كشفه مصدر رئاسي للحوارنيوز بأن المبعوث الأميركي أبلغ الرؤساء الثلاثة بأن اتفاق “وقف النار” لم يعد صالحاً وصار خلفنا، وأننا اليوم بصدد اتفاق جديد يقوم على مصادرة سلاح حزب الله كشرط لفك الحصار عن لبنان وعن الدولة اللبنانية.
المصدر الرئاسي قال أيضا “إن موضوع السلاح شماعة وأن الهدف الأساسي هو إجبار لبنان على توقيع اتفاق ينهي حالة العداء بين لبنان واسرائيل”.
ويضيف: لا يمكن تفسير التصعيد العسكري لجيش الاحتلال في لبنان خارج إطار مشروع الهيمنة العسكرية على المنطقة، وتغيير كامل للخارطة الفلسطينية بحيث ” تُرمّد غزة ويهجر أهلها كنموذج لمنطقة جنوب الليطاني”.
والحال هذه، يختم المصدر، “إن كل كلام عن حصرية السلاح خارج إطار تفاهم وقف النار وتنفيذ القرار 1701 هو كمن يحلل ذبح اللبنانيين على مذبح المصالح الاسرائيلية وبعض الأنظمة العربية وهذا لن يحصل ونحن على قيد الحياة”!



