السلاح المتفلّت كالخطاب المتفلّت: وجهان لسياق واحد(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
إذا كان السلاح المتفلّت في مختلف المناطق اللبنانية هو وجه من أوجه تحلل الدولة وإستضعافها، فإن خطاب معراب المتفلّت وبيانها الصادر عن لقاء المعارضة الملتحقة بمحور إقليمي معروف، هو وجه من أوجه الإرتهان الأعمى للخارج على حساب الكيان اللبناني وسيادته وحقوقه التاريخية.
ألم يكن من الأجدى أن يبذل لقاء معراب ما بذله من جهد، من أجل التقدم خطوة نحو الحوار الوطني بإيجابية، بدلا من تضمين البيان مواقف تعزز الانقسام الوطني حيال ملفات لا يجب أن يختلف أحد من اللبنانيين الخلص بشأنها، أو حيال طرق معالجتها؟
أليس من الحكمة أن يصدر عن لقاء معراب خطاب يعكس روح التمسك “بالشراكة الوطنية” التي نادى بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهو أقصى الطموحات مع مجموعة لا يبدو أنها تؤمن بالمواطنة الخالصة من الشوائب المذهبية والطائفية!
أليس من الأولوية الأكثر إلحاحاً أن تخرج من لقاء معراب مبادرة وطنية تحاكي الشغور الرئاسي، لفتح كوة في جدار العناد ووقف لعبة الضغط الداخلي على الطرف الآخر لإضعاف قدرته على مقاومة الإعتداءات والوقوف ندا بوجه عدو حاقد؟
ألا يفتح إنتخاب رئيس “جامع” للجمهورية باب إعادة مختلف الأمور إلى نصابها الدستوري والقانوني، بدلا ن الإصرار على إنتخاب رئيس كيدي أو يشكل بذاته مشكلة أعمق من أزمة الشغور؟
كم نحن بحاجة الى رئيس قادر على رعاية حوار وطني لبناني حيال الملفات الأكثر سخونة: الإقتصادية والمالية، والقضايا الأكثر خلافية كالإستراتجية الدفاعية بأبعادها القانونية والاقتصادية والثقافية والوطنية.
في زمن الانقسامات العميقة، تنتظر الغالبية المطلقة من الناس خطاباً رصيناً، غير متفلّت، لا يشبه في مضمونه سوى أزيز الرصاص المتفلّت.