قالت الصحف:بعد الدوحة لا حدود للعدوان ولا ضمانات

الحوارنيوز – خاص
لا حدود لإسرائيل ولا حدود لعدوانها.. خلاصة انتهت اليها قراءات صحف اليوم بعد استهداف مقر حركة حماس في العاصمة القطرية – الدوحة، فيما الأنظمة العربية مرتبكة تبحث عن حماية لمصالحها .
ماذا في التفاصيل؟
• صحيفة النهار عنونت: دعم الجيش ومؤتمر الإعمار في جولة لودريان… الحكم والحكومة: القطار انطلق ولا عودة للوراء
نعيم قاسم محاولاً توظيف هجوم الدوحة: أخرجوا من قصة حصرية السلاح ولا يوقف إسرائيل إلا المقاومة!
وكتبت تقول”: لم تكن المواقف الجديدة التي تزامن إطلاقها أمس على لسان كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حاملة نبرة جازمة في شأن ترجمة القرارات والتوجهات السيادية والإصلاحية التي توجِّه مسار الحكم والحكومة أمراً عابراً في ظل الأجواء والظروف الداخلية والخارجية التي يعيشها لبنان. فهذه المواقف المنسجمة كما تفصح عن نفسها جاءت عقب “عاصفة” تداعيات قرار حصرية السلاح الذي يمضي الجيش في تنفيذ مرحلته الأولى داخلياً، كما مع بدء رصد الأوساط السياسية والديبلوماسية لتداعيات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الثلاثاء الماضي، وما يمكن أن تتركه هذه التداعيات من آثار مباشرة وغير مباشرة على لبنان. وتعتقد مصادر معنية برصد هذه التداعيات أن لبنان سيتأثر حتماً بها، سواء لجأت إسرائيل إلى تصعيد “حروبها” الدائرية في المنطقة بعد الإخفاق الذي مني به الهجوم على الدوحة، أو إذا أدت ردود الفعل الواسعة التي أدانت الهجوم إلى فتح مسرب التسوية في غزة، وفي كلا الاحتمالين، فإن لبنان سيكون مدعواً لرصد دقيق لمسارات الأوضاع بعد هجوم الدوحة والتحسّب لكل شيء، علماً أن انطلاق مسار تنفيذ قرار حصرية السلاح لم يربط ولن يربط أبداً بأي حسابات منفصلة عن الاعتبارات اللبنانية الخالصة التي وقفت وراء انطلاق هذا المسار.
وفي ظل هذه الاجواء، سيكون لبنان الرسمي على موعد اليوم مع الجولة الجديدة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيلتقي رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة في إطار مهمته اللبنانية الدائمة، ولكن فُهم أن لقاءاته ستتركز على أربعة محاور هي: أولاً، عرض التطورات الناشئة عن قرار حصرية السلاح الذي رحبت به فرنسا بقوة من اللحظة الأولى لاتخاذه، وثانياً، مراجعة أوجه الدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني في إطار السعي لمدّه بالأسلحة والعتاد، وثالثاً، البحث في مرحلة ما بعد التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في ظل الدور الأساسي الذي اضطلعت به فرنسا في قرار التمديد. رابعاً، البحث في الاستعدادات لتنظيم فرنسا مؤتمرين لدعم إعادة الإعمار في لبنان ودعم الجيش اللبناني حين تتوافر الاستجابات الخليجية والدولية لعقد المؤتمرين، علماً أن تحديد أي موعد لأي من المؤتمرين لا يبدو قريباً بعد.
وفي غضون ذلك، برزت رزمة المواقف الجديدة التي أعلنها رئيسا الجمهورية والحكومة. وقد أكد الرئيس عون “أن منافع لبنان كثيرة، لكن للأسف لا يتم التنافس عليها من أجل الصالح العام، بل غالباً ما يتم ذلك للمصالح الخاصة”، مشيراً إلى أهمية الإنجازات التي حققتها الحكومة منذ نيلها الثقة إلى الآن. وقال: “أمامنا بعد مسيرة طويلة، لكن الأمور وضعت على السكة. هناك بالطبع صعوبات، إنما ما من أمر مستحيل، واطمئنكم بأن الإصلاح الإداري والاقتصادي مستمر، وبعد التعيينات القضائية والمالية إضافة الى التشكيلات الديبلوماسية، وإقرار عدد من القوانين، نأمل التوصل قريباً إلى مشروع قانون الفجوة المالية الذي يساعد على حل أزمة أموال المودعين. وإذ أكد أن “المؤشرات الاقتصادية إيجابية، والوضع الأمني جيد وليس كما يتناوله البعض بما يؤذي لبنان عن قصد أو عن غير قصد”، شدد على “أن هذا البعض هو ضد منطق الدولة، لكنه لن يعيق عملنا. فالقطار إنطلق وممنوع الوقوف بوجهه”.
وأما الرئيس سلام، فاعلن أن “رؤيتنا واضحة كما وردت في البيان الوزاري، الانتقال من لبنان البقاء إلى لبنان البناء؛ من دولة مثقلة بالعجز إلى دولة حديثة تستعيد ثقة مواطنيها والمجتمع الدولي. غير أنّ هذا الانتقال لا يقوم إلّاّ على مسار سياسي راسخ، يبدأ أولاً وأخيراً ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، واحتكارها لقراري الحرب والسلم. حصرية السلاح مسار انطلق ولن يعود إلى الوراء، وقد اتخذت حكومتنا قرارها بتكليف الجيش اللبناني إعداد وتنفيذ خطة شاملة في هذا المجال”. وأكد أن “الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، يحظى بثقتهم وإجماعهم، وهذا المسار هو مطلب لبناني وطني بامتياز، أقرّه اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر. غير أنّ تأخر تطبيقه لعقود كلّف لبنان فرصًا ثمينة أضاعها في الماضي. وبالتوازي، نعمل على حشد كل الطاقات لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية والإفراج عن أسرانا لديها ووقف جميع الأعمال العدائية. ونحن نسعى كذلك إلى إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي، رغم الاعتداءات المستمرة وشحّ التمويل العام والدولي. فحكومتنا تبذل جهوداً حثيثة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، للتحضير لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي للبنان”.
ولكن في المقابل، حاول الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم توظيف الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لاستهداف قادة “حماس” في المضي بتبرير رفض حزبه تسليم السلاح إلى الدولة وإعادة “تلميع” صورة “المقاومة”. فاعتبر في كلمة له أمس أن “المقاومة اليوم هي سدٌّ منيع قبل وصول إسرائيل إلى دولكم وشعوبكم وبلدانكم وعندها لن تستطيع إسرائيل وأميركا فعل شيء”.
وقال “إن أحداً لن يوقف إسرائيل إلا المقاومة، لذلك لا تطعنوها في ظهرها ولا تواجهوها لكي تعمل وتتقدم إلى الأمام”. وأضاف: “أخرجوا من قصة حصرية السلاح ولا تتحدثوا عن تنازلات عند المقاومة ولا تضغطوا عليها”. وتابع، “لا مجال لأي حل خارج نقاش استراتيجية الأمن الوطني ونحن مستعدون لنقاشها، فالمقاومة ساهمت بانطلاق مسيرة العهد الجديد بانتخاب رئيس الجمهورية وكل ترتيبات تشكيل الحكومة”.
وقال إنه “في 5 و7 آب، الحكومة اتخذت قرارات غير ميثاقية كادت أن تأخذ البلد إلى فتنة كبرى، ودور الثنائي الوطني وحركة الرئيس نبيه بري وتجاوب رئيس الجمهورية وقائد الجيش عطلوا خطوة الحكومة لتخريب البلد”.
• صحيفة الأخبار عنونت: دعا إلى الخروج من «قصة حصرية السلاح» | قاسم: لا حلول خارج إستراتيجية الأمن الوطني
وكتبت تقول: أقفل الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الباب أمام أي طروحات لحصر السلاح بيد الدولة، من خارج إستراتيجية للأمن الوطني أبدى الاستعداد لمناقشتها، فيما حذّر من مشروع «إسرائيل الكبرى» على لبنان والدول العربية، ولا سيّما بعد العدوان على قطر، مطالباً الدول العربية بدعم المقاومة لتحمي نفسها، أو بالحدّ الأدنى إلى عدم طعنها في ظهرها.
وفي أثناء احتفال بمناسبة المولد النبوي أمس، دعا قاسم إلى العودة إلى «الأولويات الأربع: إيقاف العدوان على لبنان، انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان والمناطق المحتلة، الإفراج عن الأسرى وبدء عملية الإعمار». وإذ شدّد على أنّ «لا مجال لأي حلٍ خارج نقاش إستراتيجية الأمن الوطني»، أكّد أنه «الطريق والباب للوصول إلى الحلّ».
واعتبر قاسم أنّ الحكومة في جلستَي 5 و7 آب «اتّخذت قرارات غير ميثاقية كادت تأخذ البلد إلى فتنة كبرى»، قبل تعطيلها نتيجةً لـ«دور الثنائي الشيعي الوطني المتماسك الذي أكّد على ثبات المقاومة وتصرّف بحكمة في مواجهة القرارين، وحركة الرئيس نبيه برّي في التأكيد على أولوية الحوار، وتجاوب رئيس الجمهورية وقائد الجيش في مواجهة الأفق المسدود، وانفضاح الموقف الأميركي الذي لم يُعطِ شيئاً ولم يُقدّم شيئاً، وضعف مبرّرات خُدّام إسرائيل في الداخل وفشلهم بالدفع نحو الفتنة». ورأى قاسم أنّ «هذه العوامل جعلت جلسة 5 أيلول تكبح الاندفاعة نحو تطبيق قرارات 5 آب اللاميثاقية والمشؤومة»، آملاً أن «يستفيد المسؤولون، وخاصة الحكومة، ممّا جرى لعمل إيجابي في وضع البلد».
ودعا قاسم مَن يرفضون في الداخل أن يكون هناك سلاح خارج يد الدولة إلى الصبر حتى وقف «العدوان الإسرائيلي المستمرّ والمتكرّر والحرب على لبنان»، مؤكّداً أنّ «القابلية موجودة لحلّ المشكلة الداخلية عبر إستراتيجية الأمن الوطني». كما دعا اللبنانيين إلى «أن نكون معاً، وإلى أن ننتبه. هذه محطة تاريخية مصيرية. استمرار المقاومة مصلحة للجميع. استمرار قوة لبنان مصلحة للجميع. تعالوا نتحاور ونتّفق، ولا تجعلوا الأعداء يستفيدون من خلافاتنا».
«إسرائيل الكبرى»
وأعاد قاسم تأكيد أنّ «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ونحن من أبنائه منذ نشأة لبنان الحديث. ولإسرائيل أطماع توسّعية، أطماع في أخذ بعض البلدات، أطماع في الاستيطان في لبنان، أطماع في جعل جزء كبير من جنوب لبنان جزءاً من الكيان الإسرائيلي»، مشدّداً على أنّ «أعلى مراتب الوطنية في لبنان هو الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض».
وفي هذا السياق، قال قاسم إنّ «المقاومة استطاعت أن تُسقط أهداف إسرائيل. نجحنا بالتحرير ومنعناها في معركة أولي البأس من الاجتياح، وهي الآن مردوعة ولا تستطيع الاستقرار في أرضنا، وإن كانت محتلة لكنه احتلال مؤقّت لا يمكن أن يستمرّ، وهذا قدرٌ من الردع». وأضاف: «جاء اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 ليحقّق هدفين ويفتح مرحلة جديدة: الهدف الأول إيقاف العدوان، والهدف الثاني استلام الدولة اللبنانية مسؤولية الحماية للبنان وإخراج العدو من أرضنا. لكن كلا الهدفين لم يتحقّق حتى الآن».
ووصف قاسم تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار في لبنان بأنه «تدليس على الناس»، مبيّناً أنّ «الانهيار في لبنان سببه الفساد المستشري، والتجاذب الداخلي، وطموحات الهيمنة بمعونة الأجنبي، وتجاوز الدستور والقوانين، وعدم تطبيق كامل مندرجات اتّفاق الطائف. جاء العدوان ليُضيف سبباً وجودياً للبنان واستقلاله، أي أنّ العدوان سلبي باتجاه لبنان بأصل وجود لبنان. أمّا مشاكل لبنان وتعقيداته فبسبب قياداته، بسبب أبنائه، بسبب ما حصل. وطبعاً قسم من القيادات والأبناء الذين أساؤوا في أثناء المدد المختلفة».
وأوضح قاسم أنّ «المقاومة ساهمت في اتّجاهين: الاتّجاه الأول انطلاق مسيرة العهد الجديد مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، وكل الترتيبات التي نشأت من تشكيل الحكومة إلى كل الأعمال التي حصلت حتى الآن. وهذه مساهمة كبيرة من المقاومة في إنشاء الدولة من جديد، وفي انطلاق هذا العهد. كما ساهمت في الوقوف سدّاً منيعاً أمام الأهداف الإسرائيلية. يعني صراحة الأهداف الإسرائيلية لم تتحقّق ولن تتحقّق لأننا موجودون».
وبالنسبة إلى الوساطة الأميركية، شدّد قاسم على أنها «متآمرة بالكامل مع إسرائيل. تُريد أميركا أن تستحوذ على لبنان وأن تُعطي إسرائيل ما تريد. ولا تستغربوا أنّ أميركا حاضرة لتُعطي لبنان لإسرائيل بالكامل. لقد تخلّت أميركا عن الضمانة التي أعطتها بانسحاب إسرائيل، طمعاً بالسيطرة على لبنان». ولفت إلى أنّ «الأميركيين أصبحوا يريدون أن ينزعوا السلاح إمّا سلماً، أي عبر الدولة اللبنانية وبالاستسلام، وإمّا عسكرياً عبر الدولة اللبنانية أو بتدخّلهم المباشر. هذا يدل على أنهم يضعون هدفاً واحداً، وهو إفقاد لبنان قوّته وقدرته حتى يصبح لقمة سائغة تحت عنوان مشروع «إسرائيل الكبرى»».
وإذ أشار إلى ما قاله رئيس حكومة العدوان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى»، نبّه قاسم إلى أنّ «أول بلد مناسب وقريب إذا كان معدوم القدرة، وإذا لم يكن عنده مقاومة، ولا عنده التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، هو لبنان».
دعوة للاحتماء بالمقاومة
وحول العدوان الإسرائيلي على قطر، قال قاسم إنه «عدوان كبير جدّاً، عدوان استثنائي (…) هذا أمر محلّ إدانة وشجب، ويجب أن يُواجه من كل العالم، لأنّ إسرائيل تجاوزت كل الخطوط»، محذّراً من أنه «ليس عدواناً في محلّ أو مكان أو على مجموعة أو عدواناً استثنائياً، أبداً، هذا العدوان على قطر جزء لا يتجزّأ من مشروع إسرائيل الكبرى. إسرائيل تعمل خطوة وراء خطوة، إسرائيل تتوسّع تدريجياً».
وإذ لفت إلى أنها «مُسلَّطة على الأجواء وعلى القدرات بدعم أميركي كامل ومفتوح، والعدوان الذي حصل على قطر هو عدوان إسرائيلي أميركي بامتياز، بضوء أخضر أميركي»، نبّه قاسم إلى أنه «يمكن أن نسمع في يوم من الأيام أنها ضربت في السعودية، أو ضربت في الإمارات، أو ضربت في أي مكان، كما تستمرّ اليوم في الضرب في لبنان وسوريا، فضلاً عمّا يحصل في فلسطين المحتلة».
واقترح قاسم على الدول العربية والإسلامية، للردّ على المشروع الإسرائيلي، أن تدعم المقاومة «بأشكال الدعم التي ترونها مناسبة»، متوجّهاً إليها بالقول: «المقاومة بالنسبة إليكم الآن سدّ منيع قبل أن يصلوا إليكم. اعلموا أنه إذا أنهوا المقاومة (…) سيأتي الدور عليكم». وفي حال رفضها لدعم المقاومة، طالب قاسم هذه الدول بأن «لا تطعنوا المقاومة في ظهرها (…) لا تقفوا إلى جانب إسرائيل حتى تأخذ ما تريد من المقاومة بدعم منكم. اخرجوا من قصة حصرية السلاح (…) لا تضغطوا على المقاومة».
• صحيفة الديار عنونت: الدوحة تكشف الوهم… لا صدقية للتطمينات الأميركية
«بيروت1»: حماسة حكومية يقابلها «تريث» الهيئات الاقتصادية
قاسم: لا تطعنوننا في الظهر… اطلاق «تسوركوف» مقابل تحرير «امهز»؟
وكتبت تقول: بعد حصول الهجوم الاسرائيلي على قادة حماس في الدوحة، دخلت المنطقة مرحلة إقليمية جديدة يمكن وصفها بمرحلة «الهيمنة الاسرائيلية» بالقوة، بمعنى ان نظاما اقليميا جديدا نشأ ويتم تثبيته في الشرق الاوسط «الجديد»، وفقا لمصلحة «تل ابيب».
هذا الواقع لا يتأثر بوجود بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة «الإسرائيلية» أو دونالد ترامب في البيت الأبيض، بل يبدو أنه أصبح نهجًا ثابتًا إلى أجل غير مسمّى. والأخطر أنّ المفروض اليوم يشمل جميع دول المنطقة بلا استثناء: الدول التي ما زالت في حالة عداء مع «إسرائيل»، كما تلك التي سارعت إلى التطبيع ووقّعت اتفاقات أبراهام. وعليه، فإن سيادة وأمن الدول العربية وغير العربية في الشرق الأوسط باتا عرضة للاستباحة أمام قوة إسرائيلية لا تعترف بخطوط حمراء، بعدما أصبحت تمسك بقبضة من حديد بمفاتيح المنطقة ومستقبلها.
اسرائيل تهدف الى الانفراد بدور اقليمي لها في المنطقة دون سواها
وفي سياق متصل، رأت اوساط سياسية في حديثها لـ «الديار»، انه رغم كل التنديد العربي والاوروبي، وان كان كلاما بكلام لبعض الدول الى جانب تصريح الرئيس الاميركي ترامب بان ادارته تأخرت في ابلاغ السلطات القطرية بالهجوم الاسرائيلي، وفي الوقت ذاته قوله انه غير سعيد بهذا الهجوم، يدخل ضمن مسرح كوميدي مأسوي، الا ان الامر المؤكد هو ظهور اولى ملامح المخطط «الاسرائيلي» المرسوم للمنطقة. بيد ان «اسرائيل» لا تنفذ اعتداءاتها صدفة ولتصفية قادة حماس كما تدعي، بل كل هجماتها العسكرية تكمن ضمن خطة مدروسة واهداف واضحة لها. فـ «تل ابيب»، من خلال هجومها على الدوحة، ارادت ارسال اشارات واضحة لتركيا ولمصر وللمملكة العربية السعودية، هذه الدول الاقليمية المهمة والقوية، بهدف ممارسة الترهيب كي ينفرد «الاسرائيلي» في الدور الاقليمي.
تبادل الادوار بين واشنطن و«تل ابيب»
من جهتها، بدأت الاوساط الديبلوماسية العربية بالتحدث عن تبادل الادوار والاقنعة بين واشنطن وتل ابيب بعد العدوان الاسرائيلي على الدوحة. يبدو ان الانطباع العام في دول مجلس التعاون الخليجي ان تلك الضربة التي احدثت صدمة لدى هذه الدول، كشفت ان كل المنطقة العربية، وبتغطية اميركية، مكشوفة لـ «اسرائيل» دون ان يقتنع امير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني بالتبرير الذي نشره الرئيس ترامب على منصة اكس حول التأخر في ابلاغ الدوحة بالهجوم الاسرائيلي. ويسأل قادة دول الخليج :»كيف اعاد الرئيس الاميركي الطائرات «الاسرائيلية» المتجهة الى ايران في اليوم الاخير من حرب ال 12 يوما، ولم يأمر ترامب رئيس حكومة «اسرائيل»باعادة الطائرات «الاسرائيلية» المتجهة الى الدوحة، الا اذا كان الهدف الذي وافقت عليه واشنطن هو القضاء الكلي على قيادة حماس تمهيدا لترحيل سكان غزة وبعدما يبدو ان هذا الاتجاه يتحول الى حقيقة على الارض.
لا تغيير في الموقف السعودي
وفي نطاق متصل، قال مصدر خليجي لـ«الديار» ان الضربة الاسرائيلية في قلب الخليج لم تحدث اي تغيير في الموقف السعودي المتشدد حيال المسألة اللبنانية، حيث سينقل الامير يزيد بن فرحان الى المسؤولين اللبنانيين اصرار المملكة على بندي حصر السلاح بيد الدولة، وعلى اصلاح المؤسسات. ويضيف المصدر ان السعودية التي ابلغت قطر بوضع كل امكاناتها تحت تصرفها، لا ترغب في وجود اي اثر لحركة حماس او لاي جهة مرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين على ارض الخليج.
ويشير المصدر الخليجي ان كلا من عمان والقاهرة تبدي تخوفها الشديد من اعتزام حكومة نتنياهو ترحيل سكان غزة، على ان يعقب ذلك ترحيل سكان الضفة الغربية، ما ينعكس بصورة خطرة على البلدين. وبعدما بات مؤكدا ان مصر والاردن، وهما دولتان حليفتان للولايات المتحدة الاميركية، قد ابلغتا قصر اليمامة بانهما لا يثقان باي كلام يصدر عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال مسألة الترحيل التي باتت على الابواب، مع رهانهما على دور سعودي في واشنطن على معالجة هذه المسألة، وبعدما بدا ان كل المساعي التي بذلت خلال الاشهر الماضية لايجاد اتفاق لوقف النار في غزة كانت كالدوران الديبلوماسي داخل حلقة مفرغة.
ذهول لبناني: لا صدقية لأي تطمينات اميركية
احدثت الغارة الاسرائيلية على العاصمة القطرية نوعا من الذهول عند مراجع عليا في الدولة، بعدما اتضح ان كل اراضي المنطقة مفتوحة امام سياسات اسرائيل المجنونة. في حين ان اجواء الثنائي الشيعي رأت في تلك الغارة تأكيدا لتشكيك حزب الله بشكل خاص في صدقية اي تطمينات او ضمانات اميركية، والى حد الاشارة الى التواطؤ الكامل بين واشنطن وتل ابيب حول كل ما يجري في غزة ولبنان وسوريا.
اما ردات الفعل على جلسة مجلس الوزراء في 5 ايلول الجاري، فأدت الى الحد من التشنجات الداخلية، ان على المستوى السياسي، او على المستوى الطائفي، ليشير خبراء عسكريون الى ان الخطة التي وضعها الجيش اللبناني لتنفيذ قرار الحكومة في 5 أب المنصرم، اخذت في الاعتبار الواقع اللبناني بكل ابعاده، كما المقتضيات الخاصة بالتنفيذ وكذلك «البرمجة الزمنية» لهذا التنفيذ، وبالصورة التي يتم معها تفادي اي صدام داخلي ايا كان نوعه مع التوقف عند المرحلة الاولى جنوب الليطاني، وهي المرحلة التي يمكن ان تعتبر اختبارا لنيات العدو الاسرائيلي.
اطلاق امهز؟
في غضون ذلك، افيد بأن مفاوضات جارية أسفرت عن إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف المختطفة من قبل حزب الله العراقي منذ العام 2023، وذلك مقابل اطلاق عدد من الاسرى العراقيين المحتجزين لدى إسرائيل. وبحسب المعلومات، يجري الكلام على احتمال شمول الصفقة القبطان البحري عماد أمهز الذي اختطفته عملية كوماندوز إسرائيلية في البترون في أواخر عام 2024، إضافة إلى 5 معتقلين إضافيين، بينهم إيرانيون.



