كتب فؤاد نور الدين:
في 03 / 11 / 1997 أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمر صحافي التشكيل المقاوم العابر للطوائف تحت اسم “السرايا اللبنانيّة لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي”.
وهي إطار تبلور بعد استقبال السيد نصر الله للحشود المعزّية بنجله الشهيد هادي والتي ضمت معزين من كل الطوائف اللبنانية، وقد طالبوا بالانخراط في صفوف المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي وأن تكون المقاومة شاملة لكل من يرغب في قتال العدو .
ومنذ إعلان انطلاقتها تتيح “السرايا اللبنانية” لكل لبناني مهما كانت هويته السياسية أو الطائفية أو إمكاناته المادية والعلمية بالتطوّع العسكري ضمن تشكيلاتها، ولا تأخذ بعين الاعتبار إلا بعض الشروط الأساسية:
“ألا يكون على المنتسب أيّ شبهة أمنيّة، وأن يتمتّع ببنية جسدية مؤهّلة للقتال، فضلا عن كونه غير منتمي إلى أي حزب لبناني، والإيمان بأن إسرائيل عدو للبنان، وأن المشروع الصهيوني خطير على المنطقة ويجب محاربته، إضافة إلى حسن الظاهر والسيرة العامة، ولا تشترط السرايا على المنتسب تبني أيدولوجيا حزب الله الدينية سواء في السياسة أو العسكر.
نفّذت “السرايا اللبنانية” عمليتها الأولى بتاريخ 14 آذار / مارس عام 1998 عندما استهدفت موقع الإحتلال الإسرائيلي في بلدتي برعشيت وحداثا. وقد أصدرت “السرايا” بياناً وقتها جاء فيه: “لقد أردنا أن يسبق الفعل منا أي قول.. واخترنا هذا اليوم بالتحديد لنؤكد أن العدو الإسرائيلي لا يفهم منطق القانون والقرارات الدولية، وأن هناك منطقاً واحداً يفهمه هو منطق القوة…إننا نعلن ولادة السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي والتي دخلت ساحة النضال والجهاد بعد أشهر عدة من التحضير والإعداد والتأهيل…لتعبر عن ثقة اللبنانيين بكل طوائفهم بخيار المقاومة”.
ويقدّر عديد “السرايا اللبنانية” بالآلاف، من الرجال المدربين وهي نفذت عمليات كبرى زمن الإحتلال الإسرائيلي ووصل عدد عمليّاتها إلى حوالي 400 عملية استهدفت مواقع العدو التي كانت في المنطقة الحدودية المحتلة آنذاك، وكانت تستهدف المناطق اللبنانية المحررة بالاعتداءات بين وقت وآخر.
تطور عمل “السرايا اللبنانية” بعد التحرير في العام الفين إلى دور مساندة حزب الله في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب تموز 2006. ثمّ انتقلت مهماتها الى الانتشار عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في نقاط محدّدة.
كما كان لها دور مهم في مواجهة هجمات الجماعات التكفيرية على لبنان وخصوصا في منطقة البقاع حيث قضى عدد من الشهداء في التصدي للسيارات الانتحارية المفخخة.
كما عملت على خدمة المجتمع اللبناني، من خلال توزيع مساعدات غذائية وتموينية وتعقيمية في مختلف المناطق مع بداية انتشار جائحة “كورونا” عام 2020.
وتعتبر عملية السرايا اليوم رسالة إلى جيش العدو الإسرائيلي بأنها في صلب المقاومة في أي اعتداء يستهدف لبنان وأراضيه وأنها حاضرة للدفاع عن لبنان وشعبه، وجاءت العملية تزامناً مع الذكرى السنوية الثامنة عشرة لحرب تموز 2006 وتعهدت بمواصلة المقاومة حتى النصر والتحرير.