حسن علوش – الحوارنيوز
كعادته، رحل هادئاً مبتسماً فرحاً ثابتاً على إيمانه.
بقي حتى اللحظات الأخيرة مفعماً بروح الشباب، يغضب على ما بلغناه من حال، ويعبر بعلم ورصانة، على ما بلغه من تجارب وغنى.
رحل المناضل المثقف الشيوعي الذي ما بدل بقناعاته، بل زادته التغييرات قناعة بما شبّ عليه من أفكار وأحلام بوطن لا يقوم إلا بمثل مصطفى ورفاقه…
تعرفت عليه في بداية عملي كصحافي مبتدئ في صحيفة النداء، أستاذا يمد يد العون للزملاء، له مكانته بين الزملاء داخل الصحيفة وخارجها… محترمٌ ومقدرٌ في الأوساط العامة رغم رؤيته المختلفة عن السائد.
بعد “النداء” مؤسسته التي أسست وخرجت جيلا كاملا من ابناء مهنة المتاعب.. مؤسسته التي ساهم في رقمها وتطورها إلى أن جاءت ساعة الحزن، فأقفلت ليغيب معها صوت شكل على الدوام رأياً يكشف زور الصحافة المأجورة ويعري نظاما مأجوراً، ويفكك بأقلام كتبته فكراً يسوق للباطل، وكأنه حق نهائي لبعض أبناء الوطن، فيما الحقيقة أن الوطن هو النهائي لكل أبنائه… لا مذاهب تبقى ولا طوائف، بل يبقى الوطن بذاته.
رافق النهضات التغييرية، ورافق رجال الشمس والليل وما بينهما من وديان وشجن، أحب الحياة وأحب الرحيل وأحب الجميع دون مبغض.
من رفاقه في النداء والوكالة الوطنية للإعلام ومن صوت الشعب ومن الحوارنيوز وأسرته الكبرى في نقابة المحررين الصحافيين وسائر المؤسسات والزملاء، كل الحب وهو قليل على ما وهبنا إياه…
لروحك السلام والعهد هو العهد.