الراعي يستعين على الأحزاب المسيحية بالفاتيكان والبطاركة .. فهل ينجح بملاقاة بري وجنبلاط؟
حسن علوش – الحوارنيوز
“التطورات الخطيرة التي تعصف بلبنان ونظامه وكيانه وبالوجود المسيحي في لبنان” والمنطقة هو ما دفع البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي الى الدعوة لقمة روحية في بكركي.
دوائر الفاتيكان المعنية بالملف اللبناني وملف منطقة الشرق الأوسط، تبدي استغرابها لما تسميه “عدم مسؤولية” تتسم بها سلوكيات الأحزاب المسيحية اللبنانية والمراجع السياسية الزمنية والروحية على حد سواء.
وتقول مصادر على صلة مع الأروقة الفاتيكانية للحوارنيوز آن “رسالة الفاتيكان كانت ولا زالت تعزيز وتفعيل الوجود المسيحي في الشرق بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص، ضمن آليات وأسس تعمّق الشراكة مع سائر الأطياف الروحية، لاسيما الاسلامية، وبما لا يتناقض مع مفاهيم المواطنة الحديثة”.
ما يحدث في لبنان، تتابع الأوساط نفسها، أن “الأحزاب المسيحية مصرّة على اللعب على حافتي الهجرة والموت غير عابئة بمصير مئات الألوف من المسيحين المؤمنين الذين لا هم لهم سوى العيش بكرامة واحترام”.
وتضيف المصادر: “نحن نعمل لتثبيت ابناء الأرض حيث هم والأحزاب المسيحية في لبنان تقامر بهم وبمتتلكاتهم، والأخطر بالوجود التاريخي للمسيحيين في لبنان والشرق”!
أجواء الفاتيكان هذه، يدركها البطريرك الراعي وسائر المراجع الروحية المسيحية وكانت موضع اتصالات بين المعنيين خلال الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق انعقد أمس في بكركي “لقاء لرؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم في لبنان، بدعوة من البطريرك الراعي، تم خلاله التداول، بحسب بيان، في “الأمور الراهنة، بدءا من الوضع الإجتماعي -الإقتصادي وصولا إلى الأزمة السياسية الضاغطة”.
وفي ختام اللقاء، صدر عن المجتمعين بيان”-عبروا فيه عن قلقهم “العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم”، وعن تضامنهم “مع شعبنا في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتية الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وإنهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات، من جهة أخرى، كذلك ارتفاع نسبة البطالة وتدني المستويات المعيشية، بالاضافة الى صعوبات حياتية جمة باتت ترهق كاهل اللبنانيين يوميا، فلا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطير”.
وطالب البيان المسؤولين في الدولة بحكم مسؤوليتهم بإيجاد الحلول لهذه المآسي التي لا تتحمل أي إبطاء. فلا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان، الأمر الذي يحمل عائلاتنا، ولا سيما الجيل الناشئ، على الهجرة أو اللجوء إلى الشارع للتعبير عن وجعهم والمطالبة بحقوقهم العادلة”.
واذا تجاوزنا هذه المقدمة الأخلاقية، فإن أهم ما تضمنه بيان القمة الروحية المسيحية يكمن في دعوة نواب الأحزاب المسيحية ومن خلفهم أحزابهم القابضة على الشارع المسيحي، بأن يلتقوا ويحاورا كمقدمة لا بد منها للحوار الوطني المنشود مع سائر الشراء.
“فلا يحق لأحد أن يجاذف في مصير الوطن”. وفق ما تضمنه البيان الذي أضاف: إن أساس الكيان اللبناني ومصدر قوته الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية المسيحية، ولنا ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معنا.
ويخلص البيان الى مطالبة “المجلس النيابي الاسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.
ويفوض البطريرك الراعي ويأتمنه “على الإجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”.
القمة الروحية وأصحاب السيادة رفعوا من سقف ضغطهم على الأحزاب المسيحية وبالتحديد القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
فالقوات ترفض أي حوار “كي لا نعطي مساحة تنفس لحزب الله وحلفائه”! على قاعدة قناعة “القوات” بأن حزب الله وبيئته “قد بلغوا حد الانهيار وهم باتوا على مسافة بسيطة من الاستسلام للشروط الدولية والإقليمية في أكثر من ملف محلي واقليمي”!
أما التيار الحر فلا زال على نهجه الذي يرفض التنازل عن بعض شروطه الفئوية، كحزب، لمصلحة الحالة المسيحية العامة وما تقنضي المصلحة الوطنية.
اللبنانيون يترقبون مدى تجاوب الأحزاب المسيحية مع البطريرك الراعي ويأملون أن ينجح في مسعاه الوطني في لم شمل أهل البيت والتقدم خطوة نحو الرئاسة وملاقاة ما يقوم به الرئيس بري معززا بتفويض من قيادة حزب الله وبالتنسيق مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وسائر النواب المستقلين.