الراعي والمفتي ..وما بينهما!
كتب أكرم ناظم بزي
لا يترك لنا سيادة البطريرك بشارة الراعي، فسحة لنلتقط النفس من وراء تصريحاته، تارة عن الحياد وتارة عن الحياد الإيجابي وأخرى عن "الحياد اللبناني هو الكيان اللبناني".
لا شك أن مواقف البطريرك الراعي تتماهى مع مطالب الإدارة الأميركية في المنطقة ومع طروحات "القوات اللبنانية" في الداخل اللبناني. فأين الحياد في هذه الطروحات؟.
والسؤال الذي طرحه الراعي اليوم: "بأي صفة تطالب طائفة بوزارة وكأنها ملك لها وتعطل تأليف الحكومة حتى الوصول الى مبتغاها وهي بذلك تسبب شللاً سياسياً؟ أي علم دستوري يجيز احتكار حقيبة وزارية"؟
هذا السؤال يدفعنا للسؤال: بأي حق تحتفظ الطائفة المارونية الكريمة والتي بات عددها في لبنان لا يتجاوز 25 بالمائة من الشعب اللبناني بمقاعد رئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان وقيادة الجيش و… و… حكراً على هذه الطائفة الكريمة ولا يجوز للطوائف الأخرى بالمشاركة فيها… او التناوب عليها مع الآخرين. أليست هذه من بدع الزمان أيضاً وبأي علم دستوري؟
لا أريد أن أبرر اذا كان يحق للطائفة الشيعية بحسب الطائف بالتوقيع الثالث أم لا… ولكن ألا يلتفت البطريرك الى ان هذا الكلام في التوقيت بالذات هو تحريض على طائفة بأكملها في لبنان ويزيد الطين بلة… ألا يرى غبطته ما يحيط بهذا البلد من مصائب كي يزيد مصيبة أخرى… ألا يرى ويسمع بخلايا "داعش" وأمثالها من الخلايا النائمة التي تتسلل ليل نهار وتتجول أحيانا علناُ في المناطق اللبنانية وتقطع الطرقات في خلدة وترتكب المجازر في غيرها.
إسأل من الذي رفض تسمية الرئيس سعد الحريري ولماذا "الفيتو"، وإسأل من الذي يضغط عليه كي يكون رأس حربة في مواجهة الأطراف الأخرى في لبنان والذين يكيدون ويتربصون ويدفعون باتجاه الفوضى.
نعم يا سيادة البطريرك، أنا مع سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان حين قال "أن الحكومة ليست ملكاً لشخص والبلد ليس حكراً على أحد، والنظام السياسي حتماً فاشل، والتطوير حتماً ضروري، وزمن العشرين انتهى، وما نطالب به سببه صيغتكم الطائفية التي أسس لها من مضى بصيغته الطائفية، والتي ما زلتم مصرين عليها، وأنتم بالخيار بين دولة مدنية للجميع أو دولة طوائف تتقاسم الدولة والناس؛ والشجاع الشجاع من يمشي بخيار الدولة المدنية بصيغة المواطن لا الطوائف. وما دامت الحصص على الطائفة فإننا نحكّم بيننا وبينكم مبدأ "المعاملة بالمثل"، ولن نقبل إلغاء طائفة بأمها وأبيها، بخلفية عصا أميركية وجزرة فرنسية.
وتابع سماحته "لذلك لن نسير أبداً في لعبة القتل الدولية أو الإقليمية أو المحلية، ولن نسمح لهذا البلد أن يكون ضحية أحقاد أو فخوخ. على أن السلاح الذي ترميه طيلة هذه الأيام هو الذي حرر هذا البلد وأمن سيادته وأعاده إلى الخريطة، وما زال يفعل ذلك ضماناً للبنان واللبنانيين".
وأضيف أن هذا السلاح هو الذي حمى اللبنانيين والمسيحيين تحديدا من "داعش واخواتها".
ولا أريد أن اتحدث عن "الرئيس بشير الجميل" ففي الأرشيف ما يكفي مما حصل في عهده وفي عهد أبيه وأخيه.
عبثاً… يحاولون اجترار أنفسهم كل مرة… نفس الطبقة السياسية … لا شيء يتغير طالما هم قابعون على شرفاتهم يقرعون كؤوس الرذيلة بضحكات العهر… يشرفون على "وطن" يلفظ أنفاسه الأخيرة … لا يهم طالما أموالهم وممتلكاتهم بخير… بالأمس "دياب" أحرقوه واليوم "أديب" (لا فرق بينهم سوى ترتيب الأحرف)… يأتي لتنفيذ أجندة أميركية … "طال عمرك" ممنوع على سعد الحريري أن يكون رئيساً للحكومة (ليس لأنه نابغة … بل لأنه لا يؤدي الوظيفة كما يجب)… "البيك" و "الزعيم" و "أصحاب الدولة والمعالي" بخير… فليرقص الشعب فوق جراحات ملتهبة… ولا عزاء لكم… عودة الوصاية الى من ابتدعها… بدل السوري والسعودي اليوم فرنسي "أبو عبدو ماكرون"، ومن خلفه دونالد ترامب.