الرئيس عون لنقابة المحررين: متخوفون من عدم الانسحاب الكامل غدا..وتمويل الإعمار دوليا مشروط بالإصلاحات
سلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون..ولا خوف من فتنة طائفية في البلد

الحوارنيوز – قصر بعبدا
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان “الاتفاق الذي وقع في 27 تشرين الثاني يجب ان يحترم”، معتبرا ان “العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له، ونحن متخوفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا، وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطني موحد وجامع”، مشددا على أن “الجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون وهو مسؤول عن حماية الحدود وجاهز لهذه المهمة، واذا قصر فحاسبونا”، كاشفا اننا “نعمل دبلوماسيا لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل ولن اقبل بأن يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”.
وإذ شدد الرئيس عون على ان “لا خوف من فتنة طائفية في لبنان او انقسام في صفوف الجيش، لان مهمته مقدسة”، اعتبر ان “سلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون”، واكد ان “الحرية مسؤولية واذا لم تكن كذلك تصبح فوضى”، ودعا الى “عدم إثارة النعرات الطائفية او النيل من الدول الشقيقة والصديقة”، وشدد على ان “إعادة الاعمار ستشمل كل المناطق التي دمرت، ونحن نرحب باي مساعدة غير مشروطة من أي جهة أتت”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال لقائه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي وعضوية أعضاء النقابة الذي جاء مهنئا بانتخابه رئيسا للجمهورية.
القصيفي
وفي مستهل اللقاء، القى النقيب القصيفي كلمة، جاء فيها: “فخامة الرئيس، زيارتنا اليوم لكم ليست للتهنئة بانتخابكم فحسب، بل للتمني بأن يوفقكم الله ويسّدد خطاكم في قيادة سفينة لبنان إلى مرسى الامان، ويعينكم على الحمل الثقيل الذي ورثتموه وهو محصلة تراكمات تتالت عليه منذ عقود من السنوات، جعلت الدولة شليلة، مغلولة اليدين، تنوء بكّم هائلٍ من المشكلات التي زادتها التطورات المتسارعة في الداخل والخارج تعقيدا، وتداخل فيها الكثير من العوائق فباتت المسؤولية عبئا، والحكم مغامرة، وعهدنا بكم انكم لا تخشون خوضها، زادكم تأييد شعبي واسع، ودعم دولي وعربي غير مسبوق. إن لبنان الذي تعرض لاقسى حرب من عدو غاشم، ظالم لا يقيم وزنا للقوانين الدولية والمعايير الانسانية: يقتل، يهدم، يجعل المدن والقرى، والبنى التحتية والمنازل والمؤسسات أثرا بعد عين، يسرح ويمرح على مرأى من مجتمع دولي يقف متفرجا لئلا نقول متواطئا، ينتظر استعادة السيادة على أرضه واسترداد الكرامة الوطنية التي تثلمها انتهاكاته المتمادية التي حملت الشعب اللبناني في الجنوب على دخول بلداته عنوة بالقبضة المرفوعة والصدر العاري باحتضان رسمي ومؤازرة من الجيش بامكاناته المحدودة التي نتمنى ألا تظل كذلك، بل نرجو أن تتعزز بالعديد والعتاد ليصبح قوة رادعة في مواجهة إسرائيل بما تمثله من طغيان، وغطرسة وامتهان لحقوق الإنسان. وإن غدا يوم الامتحان الكبير لمدى إحترامها القرارات والمواثيق الاممية والدولية فتجلو عن بلادنا بلا رجعة ولا اسف بعد كل ما اوقعت فيه وعملت. لكن السؤال يبقى: ماذا اذا تملصت، واخلت بما تعهدت به؟”.
اضاف: “فخامة الرئيس، نتطلع إليكم أن تعطوا شارة الانطلاق لبدء ورشة إنقاذ واعمار تعيد للدولة إعتبارها وللمؤسسات دورها على كل الصعد، لكي تكون فعلا دولة الحق والقانون التي تعدل بين ابنائها وتوفر العدالة الاجتماعية لكل المواطنين، وترشّق الإدارة بتحريرها من التّرهل والروتين، وتضمن إستقلالية القضاء ليقوم بدوره الرئيس في فرض سلطة القانون من دون إستنسابية وانحياز”.
وتابع: “فخامة الرئيس، لا يُلام المواطن الذي إبتلعت ودائعه في بطون المصارف على صراخه وثورته، وقد أصبح مصيرها معلقا بكرة المسؤولية التي تتقاذفها الدولة مع مصرف لبنان، فيما لا تزال بحسب القيود مجهولة الاقامة والمصير. أما في ما يتعلق بالحريات العامة، ولاسيما حرية الصحافة والاعلام، فقد لفتتنا إشارتكم إلى إحترامها والتمسك بها في خطاب القسم الجامع الذي طرحتم فيه عناوين كبيرة نتعهد بالوقوف إلى جانبكم لتحقيقها ووضعها موضع التنفيذ. ونأمل أن يُقرَّ في عهدكم مشروع قانون الاعلام الذي يبحث في لجنة الإدارة والعدل بالمجلس النيابي، ليكون من بين الانجازات التي نفاخر بها، ونريد للقانون المنتظر أن يكون عصريا، شفافا، وجسر عبور إلى صناعة إعلامية وطنية تعيد الروح إلى هذا القطاع المتصدع، فينعم لبنان واللبنانيون باعلام وطني له الدور المتقدم في عملية البناء”.
واردف: “لا ننتهي إذا أردنا تعداد ما يحتاجه لبنان، لكننا لا نفقد الأمل بوجودكم على رأس الدولة، لأنكم من أهل العزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. ونؤكد أن يدنا ممدودة لكي نقدَم العوَن ما وسعت طاقاتنا، وقدراتنا، فأنتم تنقادون بعد الله إلى صوت الضمير الوطني وتقودون الناس إليه: فارسا لبنانيا جمعتم إلى الرأي شجاعة الشجعان، ومعكم سيبلغ وطننا من العلياء خير مكان”.
تصريح القصيفي
وبعد اللقاء، قال النقيب القصيفي: “تشرفنا أعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية وانا بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وكانت مناسبة لتقديم التهاني له بانتخابه رئيسا للجمهورية، وتمنينا له التوفيق في المهمات الجسام الملقاة على عاتقه وان ينجح في تنفيذ خطاب القسم، معلنين وقوفنا الى جانبه لتحقيق مضمونه. ثم تناولنا مع فخامته الأوضاع العامة في البلاد، فاستذكر بداية قولاً مأثوراً ان الرصاصة الخطأ تقتل شخصاً، اما الكلمة الخطأ فتقتل امة. واضاف ان الحرية هي مسؤولية، وانا مع حرية التعبير والمعتقد المضمونة بالدستور، لكن اذا لم تكن الحرية مسؤولة، تصبح فوضى. والحرية لا يجوز ان تتخطى حدود الامن القومي. ان للإعلاميين دورا أساسيا في المشاركة ببناء لبنان، وعليكم ان تكونوا مسؤولين، فلا تثيروا النعرات الطائفية ولا تنالوا من الدول الشقيقة والصديقة، واذا كان لا بد من نقد، فليكن بناء. دلّوا على الخطأ وصححوه ونحن الى جانبكم. نريد إعلاما عصريا ومسؤولا، وانا من جهتي ساعمل مع الحكومة على إيجاد حلول وفق ما ورد في خطاب القسم لنضع البلاد على السكة الصحيحة. وذكر الرئيس عون انه خلال اجتماعه اليوم مع اللجنة الخماسية التي اتى أعضاؤها لتأكيد دعم لبنان، تم التركيز على اعادة الاعمار المشروط بالإصلاحات لانها ضرورية، اذ ان لا مجال لاي مساعدة من دون اصلاح”.
اضاف القصيفي: “وتطرق فخامة الرئيس الى الوضع في الجنوب، فقال لا يختلف اثنان ان العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له، ونحن متخوفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا، وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطني موحد وجامع. ان خيار الحرب لا يفيد وسنعمل بالطرق الدبلوماسية لان لبنان لم يعد يتحمل حربا جديدة. ان الجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون. المهم الموقف الوطني الواحد كي لا نفسح في المجال امام احد للتشكيك فيه. فالدول الشقيقة تنتظر منا اصلاحا في المجالات كافة ومحاربة الفساد والقضاء المستقل.
ورداً على أسئلة الزملاء اكد فخامة الرئيس ان إعادة الاعمار ستشمل كل المناطق التي دمرت، ونحن نرحب باي مساعدة غير مشروطة من أي جهة أتت، لأننا لن نكون قادرين وحدنا على إتمام هذه المهمة.
وردا على سؤال حول ما يتوقع بالنسبة الى الانسحاب الإسرائيلي أجاب الرئيس: الاتفاق الذي وقع في 27 تشرين الثاني يجب ان يحترم، وهو ينص على انسحاب كامل. واضفنا مسألة عودة الاسرى اللبنانيين في إسرائيل. اما الادعاء بان التلال التي يحاول الإسرائيلي البقاء فيها فهو ادعاء ساقط، لانه كما هو معروف من الناحية العسكرية ووفق المعايير الحديثة في الحروب، فلا لزوم للبقاء في التلال، طالما هناك أجواء.
وأضاف فخامته: ” في المقابل الجيش اللبناني مسؤول عن حماية الحدود وهو جاهز لهذه المهمة واذا قصر فحاسبونا. في أي حال سوف نعمل دبلوماسيا لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ولن اقبل بان يبقى إسرائيلي واحد على الأراضي اللبنانية”.
واردف: “ورداً على سؤال طمأن الرئيس عون بان لا خوف من فتنة طائفية في لبنان او انقسام في صفوف الجيش، فالارهاب لا يميز بين طائفة وأخرى وكذلك العدو الإسرائيلي. والشهداء العسكريون الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي هم من كل الطوائف ومن كل لبنان. وان مهمة الجيش مقدسة “حطوا ايديكم بماء باردة”. ولفت الى ان صدقية الدولتين الأميركية والفرنسية في ما خص الاتفاق على المحك، وهما تعملان على مساعدة لبنان على تحقيق هذا الانسحاب. وردا على سؤال قال: ان المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي وسلاح حزب الله يأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون. وبالنسبة الى النزوح السوري، قال فخامته : بعد نيل الثقة ستشكل الحكومة لجنة لمتابعة هذا الموضوع مع السلطات السورية، علما ان التواصل قائم حاليا مع دمشق من خلال الامن العام لمعالجة قضية الموقوفين السوريين في لبنان والتخفيف من الضغط على السجون”.