الدولة اللبنانية قيد الاعتقال..
في مراقبة ومتابعة حثيثة لحركة قيادات وأجهزة الدولة اللبنانية يبدو واضحاً أن لا احدا يملك القرار في لبنان و أن الجميع يحسن أدارة الطاعة والوصاية والمشي بين ألغام أوامر من الغرب وتعليمات مضادة من الشرق .
ليس فقط لأن تجار السياسة اللبنانيين مختلفون في ما بينهم لم تنطلق عملية الاستفادة من الغاز والنفط، إنّما أيضاً لأن الأسرائيلي ومن خلفه الأميركي يمنع ذلك قبل ان يتحكم هو بالانتاج والاسواق، وأيضاً لأن دولا في الخليج غير متحمسة لهذا الأمر، لأن جغرافية بحر لبنان القريبة من اوروبا الغربية والولايات المتحدة الاميركية توفر على ناقلات النفط والغاز مسافات طويلة قبل عبور قناة السويس ولأن الروسي ليس متحمسا لفكرة زيادة المنافسين له بإتجاه اوروبا بمنافس جديد للغاز.
ليس فقط لأن الضمير استيقظ فجأة في عقول بعض القادة كانت انطلاقة معركة مداعبة او محاربة الفساد في لبنان إنما أيضا لأن لسيدر وللقروض الدولية واموال الصناديق العربية الموعودة للدولة اللبنانية السيئة الصيت عالميا، شروطا للتأمين ومنها تخفيف الهدر العام ومنع السرقة والسمسرة لتكون الدولة اللبنانية أهلاً للثقة من جديد لادارة مليارات عدة من الدولارات بحد ادنى من الشرف والنبل والامانة.
ليس لأن الحاكم المركزي ونوابه الذين لا يعرف لهم أي دور في المال والنقد والمسؤولية غير توازن برجوازيات الطوائف، ليس لأنهم يبدعون!! في الحفاظ على الليرة!! بعبقريتهم الاقتصادية ،انما لان الحاكم بأمر الدولار عالميا والحاكم بأمر الهبات والمعونات الاقتصادية الدولية لم يعط الاذن بانهيار العملة اللبنانية وانهيار اقتصاد لبنان كحال اطلاق تويتر بسيطة الكلمات من الرئيس ترامب كادت ان تودي بحياة تركيا، الدولة الحليفة له تاريخيا (كحال مصر والاردن).
ليس لأن اللبناني يقدّر دور و مساواة حقوق المرأة نجدها نشيطة في الحكومة اللبنانية واكثر نشاطا في المجلس النيابي ،انما لأن واحدة من توصيات الاتحاد الاوروبي من اجل الشراكة تعزيز وجود المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية .
ليست المواقف المشرفة ضد التدخلات الاميركية والغطرسة الاسرائيلية لبعض قادة لبنان المعروفين بثرائهم الخاص المشبوه، والبعض الآخر لثراء احزابهم بل لأن الروسي والايراني والسوري والصيني يهمس لهم بأذنهم متى يرفعون الصوت ب”لا” ومتى يصمتون…
وفي الختام نجد ان اكثر الأطراف مدعاة للشفقة وللصدقة هي الدولة اللبنانية المغلوب على امرها والمعتقلة محليا ودوليا منذ ولادتها ولغاية الآن والتي تتطلب من شرفاء الوطن تحريرها من الاعتقال .