“الخماسية” تفتقد للمشروعية (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
سبق لبعض الدول العربية أن ساهمت في التقريب بين اللبنانيين، لاسيما قيادة المملكة العربية السعودية، وما زالت البصمات راسخة في دورها الأخوي والرعائي لحوار اللبنانيين في مدينة الطائف، والذي انتهى الى وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق الطائف، والتي انهت بدورها الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1989.
وإذا كانت طبيعة النظام الملّي – الطائفي للبنان تبقيه مساحة مشرّعة على الاعصارات الداخلية والخارجية، وفي حين يرفض بعض اللبنانيين تنفيذ الاصلاحات الدستورية (الطائف)، ويصر على صيغة ما قبل الطائف وتمسكه بإمتيازات هالكة، ووسط إنقسام سياسي عامودي في البلاد حيال ملف الانتخابات الرئاسية، ولهذه الانقسامات بعد داخلي وآخر إقليمي – دولي، يصبح الحوار الوطني حاجة ملحة من أجل صون لبنان ووحدته واستقراره، وخارج ذلك يكون من يرفض الحوار وضع نفسه في موقع المستدرج للتدخلات الأجنبية، العدوة والصديقة والشقيقة!
أما وقد بادرت عدة دول تنتمي الى محور إقليمي واحد مساعدة لبنان تحت مسمى “اللجنة الخماسية” الممثلة لدول صديقة، وقد أوكلت لنفسها التقريب بين اللبنانيين، فإن شرط هذا الدور النبيل أن تتجرد هذه اللجنة من مواقفها الخاصة لمصلحة لبنان والعناصر التي تجمع بين اللبنانيين.
وهذه السمة (التجرد – النزاهة) لا تكون بالمواقف بل بالممارسة، ومعها لا تستقيم منهجية الرسائل المبطنة ولا مقاطعة فئة لبنانية معنية بالحوار، وبالتحديد في ملف الرئاسة، فتقاطع هذه السفيرة طرفا، ويقاطع ذاك السفير طرفا آخرا وكلاهما يقدم نفسه داعية حوار!
دعاة الحوار عليهم أن ينسجموا مع طبيعة المهمة التي انتدبوا أنفسهم لأجلها.. ومع الحوار لا تستقيم المقاطعة!