الخارجية العمانية تدعو لضبط النفس ووقف التصعيد ومعالجة الخلافات بالحوار
الحوارنيوز – خاص
أعربت وزارة الخارجية العُمانية في بيان لها عن “أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية”.
ودعت “الجميع إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
هو بيانٌ مقتضب، لكنه غنيٌ وكثيف يعكس مبادئ ومرتكزات السياسة الخارجية لسلطنة عمان التي لطالما تميزت عن سائر الدول العربية بإتزان سياستها الخارجية وتغليب الحوار على الإنفعال بين الدول العربية الشقيقة، وغيرها من الدول.
ويشكل “التسامح” ولا يزال يشكل عاملا رئيسا في علاقات سلطنة عمان مع بقية دول العالم عبر التاريخ.
ويتطلب التسامح، لمبادئ السياسة الخارجية العمانية، “فهما مستنيرا واحتراما شديدا لثقافات الشعوب الأخرى وآرائهم ومعتقداتهم. لذلك، تتجنب سلطنة عُمان، في علاقاتها مع الدول الأخرى، التسرع في إصدار الأحكام التي قد تؤدي إلى التصلب أو التعقيد أو الانحياز”.
تستند سياسة سلطنة عمان الخارجية على قناعة راسخة “بأن مواجهة مشاكل هذا العصر الصعبة لا يمكن أن تنجح إلا من خلال الالتزام برؤية مبنية على التسامح.
تمارس سلطنة عمان الدبلوماسية التي تشجع جميع الأطراف على إفساح المجال للغة التسامح والحوار وتبذل في الوقت نفسه كل جهد ممكن لنزع فتيل التوتر بالحكمة والموعظة الحسنة والتعاون المسؤول.
وفي الوقت نفسه، فإن سلطنة عمان على استعداد للتصدي لكل من يحاول تقويض التسامح أو الحوار أو يسعى إلى التدخل في شؤونها الداخلية”.
ما أحوجنا اليوم في مقاربتنا للأزمة الناشئة بين لبنان والمملكة العربية السعودية لمثل هذه القيم.
فمن المستفيد من هذا التصعيد الخطير الذي فاجأ الجميع؟
من المؤكد أن المملكة تخوض اليوم إحدى أكبر معاركها في اليمن “لتثبيت حضورها وحفظ مصالحها”، في مواجهة ما تعتبره النفوذ الإيراني، لكن حتى هذه القضية ألا تستحق وبعد سنوات من الإقتتال من لحظة هادئة للتفكير بسبل مغايرة لتحقيق الأهداف على قاعدة الحوار وسياسة حسن الجوار وحفظ حقوق ومصالح مختلف بلدان المنطقة واعتماد مبدأ حين الجوار، الذي تحدث عنه بالأمس وزير الخارجية في المملكة السعودية في معرض حديثه عن الحوار الناشئ بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الا تستحق الدماء البريئة التي تنزف من أجساد الأخوة في “المملكة” وفي “اليمن”، استراتجية جديدة تقوم على تشجيع الحوار اليمني – اليمني ورعايته وضمان بناء دولة ذات سيادة وتتفاعل مع قضايا الأمة العربية وتكون جزءا من وحدتها وأمنها؟
لا أحد ينكر، من العرب عامة، ومن اللبنانيين بخاصة، دور المملكة الإيجابي في تعاملها مع شؤون عربية مختلفة ومنها الملف اللبناني خلال فترة الحرب الأهلية البغيضة وما تلاها من حروب واعتداءات إسرائيلية، لاسيما استضافة المملكة للبنانيين في مدينة الطائف ورعاية الحوار الوطني اللبناني – اللبناني وصولا الى وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب الأهلية. ومن ثن الرعاية الخاصة لمرحلة إعادة البناء والتي أساء اليها نفرٌ من الحكام ولا زالوا.
نعم، إنه الحوار، هو مدخل الحلول، لا التصعيد ولا التهويل ولا قطع العلاقات.
فمتى نحتكم اليه؟