وسام نصر الله – كوبنهاغن
السعادة، بحكم تعريفها، هي ذلك الشعور الذي ينتابك عندما تعرف أن الحياة جيدة ولا يمكنك إلا أن تبتسم. قد يختلف شخصان على ما قد يجعلهما سعيدًا أم لا، لكن، ومن المؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يشير بإصبعه إلى السعادة بالطريقة التي يفعلها عند رؤية طائر في السماء.
ومع ذلك، تم إدخال معنى جديد لمفهوم السعادة في كوبنهاغن، حيث يتم قياس هذا الشعور وتحجيمه وتقديمه على أنه قطع أثرية. “متحف صغير عن الأشياء الكبيرة في الحياة”، عنوان الصفحة الرئيسية لموقع متحف السعادة، الواقع في وسط كوبنهاغن، الدنمارك. المتحف الذي تم افتتاحه للمرة الأولى في تموز عام 2020، تم تأسيسه من قبل معهد أبحاث السعادة الذي يقع على بعد أمتار قليلة منه، واستقبل ما يزيد عن ألف ضيف وضيفة حتى اليوم من جميع أنحاء العالم.
في هذا السياق، تؤكد الباحثة أونور هانريك ويلكينسون، في مقابلة أجريت خلال زيارة للمتحف، أنه وفقًا لتقرير السعادة العالمية 2021 الذي يظهر تسلسل الدول وفقًا لسعادة شعبها، تعد الدنمارك ثاني أسعد دولة في العالم، بينما تعد كوبنهاغن خامس أسعد مدينة.
وتشرح ويلكنسون أن تصنيفات السعادة الوطنية تستند إلى استبيان مقياس السُّلم. “فكر في سلم، حيث تكون أفضل حياة ممكنة بالنسبة لك هي 10، وأسوأ حياة ممكنة هي 0، عندها سيكون لديك لمحة عن مدى سعادتك في الواقع”، تقول الباحثة.
ويظهر التقرير أن لبنان احتل المرتبة 124 من حيث ترتيب الدول بحسب سعادة شعبها حاصدًا 4.58 نقطة من أصل 10 على مقياس سلّم السعادة. ويستند التقرير على عدة عوامل ومؤشرات لتحديد نسبة سعادة الشعوب، ومنها مؤشر الفساد، حيث أن الشعب اللّبناني، وبحسب التقرير، لديه تصور للفساد بنسبة 90%، وهو رقم مرتفع جدًّا.
وبحسب ويلكينسون، هنالك العديد من العوامل المختلفة التي قد تؤثر على السعادة الوطنية أيضًا، مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، معدل الجريمة والعمر المتوقع عند الولادة، حيث تقول: “إنها ليست معادلة رياضية حيث تحصل على إجابة دقيقة، ولكن يمكنك تقدير ما إذا كان الناس سعداء أم لا”.
“هل من المتوقع أن يكون الناس أكثر سعادة عند زيارة المتحف؟” هو أحد الأسئلة التي تخطر ببالنا عادةً عند المعرفة بوجود متحف للسعادة، وتجيب ويلكينسون: “آمل أن يفهم الزائرون العوامل التي تلعب دورًا مهمًا في سعادتهم من تلك التي لا تهم أبدًا”.
زر الذهاب إلى الأعلى