بقلم د. أحمد عياش
ما اعلنه الرئيس سعد الحريري امس ليس انتحارا سياسيا في وسط بيروت بل اغتيال سياسي ذاتيّ نادر و بارع .
لم يغتال احد نفسه سياسيا غير الرئيس سعد الحريري ،صحيح ان هناك من اعتزل السياسة قبله بقرار ذاتي حرّ كالرئيس سليم الحصّ، الا ان اعتزال الرئيس سليم الحصّ جاء بعد خسارته النيابية وبعد قراءته للمشهد السياسي وبعد يقينه أنّ الامور الاقتصادية ذاهبة الى الافلاس .
مع اعتزال الرئيس سليم الحص سقطت آخر حصون الشرف الاجتماعي والأخلاق السياسية في لبنان.
بعد الاغتيال السياسي للرئيس سعد الحريري لا بدّ من خطوة احتجاجية تصيب اهدافاً على قاعدة”عليّ وعلى خصومي واعدائي يا ربّ”.
مع الانسحاب من المشهد السياسي لا بدّ من طرد الآخرين من السلطة .لا مبرّر لبقاء نواب تيار المستقبل في المجلس النيابي في آخر شهرين من الولاية .
في الانتخابات المقبلة على جماهير تيار المستقبل المستاءة من الاغتيال السياسي الذاتي الاقتراع بكثافة ضد الاحزاب الحاكمة والفاشلة كلها ،واينما وجدت، لصالح وطنيين شرفاء نظيفي الاسماء والوجوه والتاريخ والكف،ليصاب الجميع بالضرر، لعل ارتدادات الاغتيال السياسي تعيد رسم خارطة الوطن.
لتسقط الدولة الحالية ولتذهب الجمهورية الثانية الى الجحيم.
ليحكم ولينفضح اكثر من يتمسك ببقائه في دولة عفنة تحت شعارات زائفة لم يتحقق منها شيء غير زيادة البلاء والفقر والجوع.
يجب القيام بعمل وطني تخريبي بالاقتراع ضد كل الاحزاب لشرذمتهم.
لتسقط الاحزاب الطائفية الحاكمة ولينتهي زمن العائلات السياسية التدميرية.
زيارة وزير خارجية الكويت ليست فولكلورية. فالروس يحشدون قواتهم واوكرانيا تستنجد بحلف الناتو واللعب هناك ليس لعبا فولكلوريا ابداً.
الولايات المتحدة الاميركية اعطت ايران مهلة اخيرة للتفاوض النووي حتى الاول من شهر شباط.
لا “باتريوت” يُسقط صواريخ اليمن، واسرائيل هددت بالتدخل لصالح انظمة عائلات الخليج الحاكمة.
لا داعي للديمقراطية الغربية في الخليج، انما لا بدّ منها في سوريا والعراق وليبيا ولبنان!.
الامور متشابكة.
انسحاب تيار المستقبل يعني تفضلوا احكموا من دوننا وتفضّلوا تحمّلوا مشقّات وتبعات سياساتكم، اما نحن فاننا نغسل ايدينا من دم هذا الوطن البريء.
انسحاب التيار الازرق والسماء الزرقاء ليس صكّ براءة لتجار ولمتعهدين ولسماسرة تابعين له، انما محاولة جادّة لهدم هيكل الجمهورية الثانية على رأس الجميع ،وانسحاب امام عواصف مقبلة محتملة لعدم تحمّل مسؤولية تبعاتها حتى لو كان من ضمنها طلب سعودي باقفال بيت الوسط.
لماذا يستشرس و يشارك السعودي في اغتيال الرئيس سعد الحريري سياسيا؟!
ربما لا بدّ من اعادة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري!
مخطىء من يظن ان الرئيس سعد الحريري اتخذ قراره في لحظة اكتئاب سياسي واجتماعي ومالي، وأنّه يقفز طلبا للنجاة من سفينة ستغرق بالجميع قريبا ،لا، يبدو ان المطلوب اثارة الشغب والاقتتال في سفينة تغرق، فرفض لأنه رجل مال واعمال ودولة وسلطة وليس رجل دم واجرام.
التيار الازرق مسؤول حتما عن الحالة الاقتصادية والمالية المهترئة حاليا، انما لم يكن لوحده ابدا وقد امسك خصومه بالسلطة من دونه ولم يظهروا ملفا واحدا ماليا يدينه،لماذا؟
لأنهم يشبهون بعضهم البعض، ولانهم “دفنوا الشيخ زنكي سوياً ” ،حتى موضوع الشهود الزور وزهير الصديق والضباط الاربعة،امسك الخصوم بالسلطة ولم يتحرك الملف في القضاء فمن افضل من الآخر؟
متساوون بالجريمة السياسية وبالجريمة الاقتصادية وغير متساوين بجرائم الدم.
هذه ايضا حقيقة.
لينقذ السفينة جهابذة القيادات ومفكرو الاحزاب العظماء في مكاتبهم السياسية .
على الجماهير الزرقاء الانتقام بالاقتراع ضد كل احزاب السلطة لشرذمتها بدل قطع الطرقات على انفسهم والانتقام من ناس تتخطى الفاجعة لتدخل المجاعة.
الشامتون بالرئيس سعد الحريري تافهون، لأنهم يدافعون عن نماذج أسوأ وأخبث وأمكر.
زر الذهاب إلى الأعلى