الحريري ينتظر الضوء الأخضر الإماراتي – السعودي.. وعون يرقبه بعقل بارد
كتب المحرر السياسي- الحوارنيوز – خاص
متسلحا ومتلحفا بتفسيره الخاص للمبادرة الفرنسية، أوقف الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري أي مسعى جدي لمعالجة بعض الملاحظات التي أبداها رئيس الجمهورية على اللائحة المقترحة لحكومته الموعودة.
كان من المفترض أن يتابع الرئيس الحريري مهمته التي فوّضته بها الغالبية النيابية والمتمثلة بتأليف الحكومة الجديدة، إلا أنه توقف فجأة مطلقا شعار: إما أن يوافق الرئيس ميشال عون على ما قدمت له وإما لا حكومة.
مرحلة عضّ الأصابع انتقلت من مرحلة المناورات السياسية المكلفة سياسيا واقتصاديا، الى مرحلة الإطارات المحترقة والشوارع الملتهبة، فيما الغالبية من اللبنانيين يعيشون من "قلة الموت" على أمل بصيص أمل من أين أتي!
تقول المعلومات إن الرئيس الحريري ليس مستعجلا لطالما أن الجهة العربية الحاضنة طلبت اليه بوضوح عدم الاستعجال بتأليف الحكومة، إلا إذا وافق الرئيس عون والأطراف السياسية كافة على لائحتك واقتراحك لتوزيع الحقائب.
وتؤكد المعلومات أن هذه الرسالة الإماراتية – السعودية تبلغها الرئيس الحريري من مسؤول أمني إماراتي كبير خلال زيارته الأخيرة الى دولة الامارات العربية المتحدة.
وقدم فهم الحريري أن بوابته للعودة الى المملكة هي دولة الإمارات من خلال تنفيذه للرسالة السياسية – الأمنية التي تبلغها.
داخليا لا يبدو رئيس الجمهورية العماد عون مستعجلا هو الآخر، ولادة الحكومة.
ويقول مصدر متابع للمساعي السياسية والروحية إن الرئيس عون لا يمكنه إعفاء نفسه من مسؤولية تأليف الحكومة والقيام بمبادرات متواصلة لحث الرئيس المكلف على إنجاز مهمته.
ويعتبر المصدر نفسها أن الرئيس عون أخطأ بحشر نفسه بزاوية الثلث المعطل تحت مسميات مختلفة، فيما هو رئيس البلاد الأعلى ومن الحكمة أن يتعامل مع تأليف الحكومة على كونها بمجموع وزرائها هي حصته".
ويرى المصدر أن ما يملكه الرئيس من سلطات، وخلافا للتفكير الطائفي الضيق، هي أقوى بكثير مما يعتقد، فهو المؤتمن على الدستور، وأي مخالفة لأي مؤسسة دستورية بإمكانه وقفها بقوة الدستور أولا، وبقوة الرأي العام ثانيا.
ويستغرب المصدر كيف أن الرئيس عون يتعامل مع أخطر أزمة يواجهها لبنان، بلغت حدّ التهديد الوجودي للكيان وللنظام على حد سواء، "بعقل بارد إلى درجة كبيرة جدا جدا"!
ويؤكد المصدر أن المساعي مستمرة لكن العناد مستمر أيضا ولا يوجد أي مبادرة عملانية، فالكل يدور في حلقة مفرغة بإنتظار بعض الأفكار المبدعة في الشكل وفي المضمون.
ويختم المصدر بالقول: إن تحرك المراجع الروحية هو دليل إفلاس الطبقة السياسية الحاكمة ،ولا يمكن أن تنجح هذه المساعي حيث فشلت القوى السياسية وسيكون لذلك أثر سلبي مضاعف على الأوضاع العامة.
يتضح من الأجواء أن مسؤولية عرقلة التأليف يتقاسمها الطرفان المعنيان، بحسب الدستور، أما باقي الأطراف فيسعون بحركة بلا بركة الى حين.