ثقافة

الحركة الثقافية تحي الاستقلال في الزرارية ..خليفة: نصون الوطن بالحبر والدم ولن ننحني

 

الحوارنيوز – الزرارية

 

أحيت الحركة الثقافية في لبنان بالتعاون مع مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية احتفال عيد الاستقلال في مركز المؤسسة في بلدة الزرارية ، في أجواء وطنية جامعة جسّد فيها الحاضرون صورة لبنان الذي يبنى بالثقافة والانتماء والإرادة.

 

حضر  الاحتفال إمام الزرارية الشيخ حسين بغدادي والقنصل سعيد فخري والسفيرة سعدى الأسعد فخري، إلى جانب رئيس الحركة الثقافية في لبنان بسام بزون وأعضاء الهيئة الإدارية، والدكتور باسم عباس. كما حضر رئيس منظمة IDAS الدكتور سامر غدار على رأس وفد من المؤسسة، وممثل عن تجار صور محمد أبو خليل، والشاعر وهيب عجمي، ومنسقة الأنشطة الفنية في المنطقة التربوية في الجنوب  بيا خليفة والزميل د.سامح قبيسي. 

كما حضر الاحتفال  رئيس نادي المستقبل الدكتور محمد فقيه، رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، ورئيس بلدية الصرفند الدكتور علي خليفة، ورئيس رابطة المخاتير عماد عبد الخالق، مدير ثانوية الشهيد نعمة هاشم وهيب زرقط، نمر تلج ممثلا مجموعة   Global Education )  ) مدير متوسطة الزرارية نضال عباس، المحلل والباحث السياسي د.احمد يونس،  الحقوقية د.هنادي عباس والمحامي نغم صادق،  وحشد من الإعلاميين ومديرو الثانويات والمخاتير والبلديات والفعاليات الثقافية والتربوية والاجتماعية.

 

استُهِلَّ الحفل بكلمة ترحيبية ألقتها مديرة المؤسسة الآنسة ميرا مروة، أكدت فيها على أهمية الثقافة كحاضنة للاستقلال، تلاها أداء مؤثر للنشيد الوطني اللبناني، قدّمه كورال ثانوية الصرفند الرسمية بمرافقة مجموعة من الأناشيد الوطنية التي لامست وجدان الحضور.

 

 

ثم كانت كلمة الجهات الداعية ألقاها  رئيس بلدية الصرفند المهندس علي حيدر خليفة، شدّد خلالها على معاني الاستقلال الحقيقي المتمثّل بالتضحية والشهادة في سبيل الوطن، وعلى أهمية غرس هذه القيم في الأجيال الناشئة.

وقال خليفة: الإستقلال هو ذاك اليوم الذي يشبه الفجر حين ينكسر عنه الليل …وأمام ذكرى الإستقلال نقف أمام معنى أكبر من التاريخ وأعمق من الاحتفال … نقف أمام روح وطن ، لا أمام ذكرى مناسبة…

 

أضاف: أهلاً بكم سيداتي سادتي في هذا اللقاء الذي تحييه الحركة الثقافية في لبنان ، بالتعاون مع مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية وبمشاركة شبابية طلابية من ثانوية الشهيد نعمة هاشم في الزرارية وثانوية الصرفند الرسمية المميزين …

 

أهلاً بكم في الثاني والعشرين من تشرين الثاني حيث يعود

التاريخ إلى لحظة تقدمت فيها الإرادة على الاحتلال ، وتقدم

فيها صوت الشعب على صوت المستعمر …

 

وتابع خليفة: في لحظة مصيرية قال فيها اللبناني أنا هنا  وهذا وطني …وسأحفر اسمي نقشاً فوق أديم هذه الأرض..

 

نلتقي اليوم في مناسبة لا تشبه غيرها ، لأنها تلامس روح

هذا الوطن …

واعتبر أن هناك أحداثا تُقرأ … وأحداثا تعاش …وهناك ذكريات تُصان بالحبر (كما يرغب البعض)

لكن هناك ذكريات تُصان بالدم …

وبالقلوب التي ترفض أن تنحني …

 

وعيد استقلالنا في لبنان ليس تاريخاً يُراجع ، بل هو مرآة

ننظر فيها إلى أنفسنا لنرى ما بقينا عليه وما بقي فينا…

 

في ٢٢ تشرين الثاني يفتح لبنان صفحته الكبرى… 

الصفحة التي لم تكتب بالكلمات وحدها …

بل بوجدان الناس الذين آمنوا …

أن الحرية ليست هدية تُمنح …

بل حق يُنتزع …

 

لبنان يا سادة وطن غريب في تكوينه …

يتعب حتى نظنه سينطفئ …

ثم ينهض فجأة كأنه في جوفه

بركانٌ لا يعرف الهدوء ولا الجفاف.

يتشقّق كخزف عتيق…لكنه في العمق يشبه الرخام …

قد يتصدع … لكنه لا ينكسر …

 

هذا الوطن الذي أرهق أهله ، وأحبوه  في آن…

يحمل في طيات روحه ما يجعلنا نعود إليه كلما حاولنا الابتعاد…

أتعرفون لماذا؟

لأنه ليس مكاناً نسكنه ، بل جزءاً منا نسكنه أينما ذهبنا …

 

ورأى انه “حين نعود، إلى لحظة الاستقلال الأولى ، لا نعود إلى حدث سياسي فقط …

بل نعود إلى عقيدة وطنية ولدت في صدور أبناء هذا البلد …

عقيدة تقول : أن الروح لا تُهزم إذا عرفت معنى الكرامة …

 

رجال ونساء وقفوا يومها أمام إستعمار كبير … لكنهم امتلكوا إرادة أكبر …فانتصروا …ليس بقوة الجيوش حينها …

بل بقوة العزيمة …

 

ومنذ ذلك اليوم تغيرت الظروف

لكن شيئاً واحداً لم يتغير…

 

أن اللبناني لم يتعلم يوماً أن يستسلم … قد يتعب … لكنه لا ينطفئ … قد يُكسر … لكنه لا ينهزم … قد يهاجر … لكنه  يحمل معه لبنانه أينما إرتحل …

 

وفي قلب تاريخ هذا الوطن ، وأشد لحظاته قسوة … 

كان هناك أبطال من رجال ونساء …

وقفوا على حدود الوطن …

وقفوا في قلب الوطن …

وقفوا فوق جراحه … ليقولوا بصمتهم قبل صوتهم…

لن نسمح أن يُمس هذا الوطن…

 

وهنا…

يولد معنى المقاومة في أوسع معانيها …

مقاومة الظلم  …

 مقاومة الاحتلال …

مقاومة الإعتداء …

 مقاومة الخوف …

مقاومة اليأس …

 ومقاومة كل من حاول أن ينتزع من هذا الشعب كرامته

أو أن يصادر إرادته …

 

فالمقاومة ليست بندقية فقط…

إنها عقلٌ يحمي … وقلبٌ يثبت 

وصوتٌ يرفض…

 

إنها إيمانٌ بأن الوطن ليس مساحة جغرافية … 

بل مسؤولية أخلاقية …

وكل من حمل هذه المسؤولية/

جندياً أو مقاوماً أو مواطناً / كان جزءاً من حراسة هذا الإستقلال واستمرارية هذه الدولة …

وإذا كان  تاريخنا قد عرف الإستقلال الأول عام ١٩٤٣ فإنه عرف في العام ٢٠٠٠ إستقلالاً  لم يُكتب بالحبر ، بل بالتضحيات ، وبأجساد رجالٍ آمنوا أن الأرض كما العرض لا تُصان إلا بالعرق والدم …

 

هذا التحرير الذي استعاد فيه لبنان جنوبه جزءاً جزءاً …

وكرامة أرضه شبراً شبراً  …

 كان عودة الروح  إلى الجسد ، وعودة الوطن إلى حدوده كاملة دون منّة … 

ودون إذن من أحد ..

 

لقد أثبت التحرير أن الحرية

تُنتزع مرتين :

 

مرة حين يكتبها الشعب بصوته …

ومرة حين يحرسها أبناءها بأرواحهم …

 

وأثبت أن إرادة هذا الشعب رغم كل أنواع الحصار قادرة على أن تهزم القوة ، وأن تعيد رسم الحدود …

 

قادرةٌ أن تقول للعالم؟

أن لبنان لا يُحتل ، ولا يُباع ولا يُستباح …

وأن تراب الجنوب كما كل تراب الوطن ليس أرضاً تُخلى…

بل حقاً يُستعاد…

أن الإستقلالين  الأول والثاني لم يحررا  أرضاً فقط …

بل حررا الذاكرة ، وحررا الهوية …

وحررا الكرامة من الإنكسار …

وقالوا بالأفعال قبل الأقوال :

لبنان وطن لا يُحتل …

وبهذه إكتمل معنى الإستقلال .

إستقلال أول ولد الدولة …

وإستقلال ثانٍ حفظ الأرض ..

وبينهما خيطٌّ من الدم  والكرامة

يمتد من جيل إلى جيل …

ختاماً أيها السادة …

الإستقلال ليس إحتفالاً سنوياً …

الإستقلال هو فعلٌ يومي…

الإستقلال أن نقاوم الخوف …

ونرفض الإنقسام …

ونعيد للحياة  لونها رغم سواد الأيام …

وشباب اليوم مستقبل هذا الوطن …

هم أكثر من أي وقت بحاجة إلى

 ستقلالٍ جديد …

إستقلال يولد من الداخل …

يحررنا من اليأس ويعيد لنا القدرة على الحلم…

القدرة على البناء …

القدرة على الإيمان بالغد أفضل من الأمس …

علينا أن نعيد رسم لبنان كما يعيد الفنان رسم لوحته :

لوناً فوق لون …

ضوءاً فوق ظل …

حياةً فوق ألم …

 

حتى تعود الصورة … كاملة … مشرقة…

تستحق أن يراها أبناء الغد …

 

فلنرفع رؤوسنا لا تعالياً بل ثقة …

ولنرفع أعلامنا لا كتذكار  بل كتعهد …

تعهد بأن هذا الوطن لن يختصر أو يحتضر  بأزماته …ولن يُعرف بما فقده، بل بما بقي فيه…

الكرامة… الشجاعة… والمقاومة الأبدية ضد السقوط…

عاش لبنان

عاش شعبه

وعاش الاستقلاليين

ما دام في هذا الوطن صوت

يقول بثبات؛ لن نحني”.

    ثم قدّم الفنان أحمد دهيني وصلة غنائية تضمّنت قصائد وطنية للشاعر الدكتور باسم عباس، فحظيت بتفاعل كبير. والقت  الطالبة كوثر الدر من ثانوية الشهيد نعمة هاشم قصيدة للامام الصدر تضمنت مواقفه الوطنية بالقاء رائع …و بعدها كان للفنان الدكتور علي كلش عرض تمثيلي بعنوان “جدتي والزمن الطيب… والاستقلال”، حمل رسائل عميقة عن الذاكرة الوطنية والحنين إلى القيم الأصيلة.

واختُتم الاحتفال بإعادة تقديم الكورال لمجموعة من الأغاني الوطنية الموجهة للجيش والوطن، وسط تصفيق الحاضرين واستحسانهم، في مشهد جسّد التلاحم الثقافي والتربوي والاجتماعي، وأكد أن لبنان، برغم الجراح، ما زال أرض الأمل والكرامة.

وقد شدّد المنظمون على أن هذا اللقاء هو بداية لسلسلة نشاطات تعزّز روح التعاون والعمل المشترك من أجل ترسيخ مفهوم الاستقلال الحقيقي، ثقافياً وتربوياً وتنموياً.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى