"الحرب والسلم" عنوان لرواية أدبية كتبها الكاتب الروسي العالمي ليو تولستوي يروي فيها أحداثا عديدة خلال فترة إجتياح نابليون بونابرت موسكو، ويضيء على أوجاع الحياة الاجتماعية آنذاك ليشير بوضوع الى أوجه فساد عائلة القيصر الروسي.
وها هو مشهد الحرب والسلم يتدخلان اليوم في حرب الرئيس الأميركي على المنطقة تحت عناوين مختلفة، وقد بلغت ظروفنا الداخلية أوجها من التحلل نتيجة عوامل خارجية (الحصار والعقوبات) وعناصر داخلية (تفكك وطني وفساد).
لم يتحمل بونابرت صقيع موسكو فرحل مهزوما، أما ترامب فيهدد بالدخول فهل سيتحمل لهيب المنطقة؟ أم أنه سيستعيض عن الدخول المباشر برفع وتيرة الحصار الاقتصادي على شعوب المنطقة؟ ثم، ماذا بعد الحصار؟؟
ان الاحداث السياسية المتسارعة التي تحصل في المنطقة وخاصة ما يحدث بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تبشر بالخير. فالعقوبات الاقتصادية على إيران من قبل الولايات المتحدة هي أخطر من نشؤ النزاع بينهما، وتداعيات هذا النزاع بلغ سوريا ولبنان، بصفتهما الدولتين الوحيدتين مما يسمى دول الطوق لم ترفع الراية البيضاء في مواجهة إسرائيل.
ليست العقوبات الامريكية هي السبب الوحيد للانهيار الاقتصادي في لبنان طبعا. فالفساد المستشري منذ عقود هو السبب الاساسي… وفي اليومين المقبلين هناك عقوبات اقصى على إيران، ما يضفي مشروعية على السؤال التالي: هل ستندلع الحرب؟
وإذا اندلعت الحرب بين إيران والولايات المتحدة هل ستفتح جبهات حرب من سوريا ولبنان؟
وهل روسيا ستتدخل في الحرب في حال حصلت لكي تضعف الولايات المتحدة، لان الرئيس بوتين انتقد مؤخرا السياسة الامريكية متهما اياها بانها تتدخل بشؤون الدول وكأنها هي من يحكم العالم…
طبعا إذا حصلت الحرب فإنها ستخلق تحالفات دول ،وتكون شبه حرب عالمية، ويمكن ان تكون حربا عالمية ثالثة، فهل تتحمل البشرية جمعاء مثل هذه النتائج؟
أغلب الظن ان الولايات المتحدة تعرف جيدا ان اي حرب ستحصل اليوم ستكون مدمرة ،وخاصة مع تطور الاسلحة والتكنولوجيا ،ولا يكون هناك لا غالب ولا مغلوب ،والجميع سيخسر، لذلك يمكن ان تعيد حساباتها وتفكر بمفاوضات جديدة مع إيران…
في الايام المقبلة ستتوضح الامور أكثر، فدعونا نجلس ونراقب!