“الحارة ” تنتقل إلى المواجهة (حسن علوش)
حسن علوش – خاص
صار معلوماً أن حزب الله يتعامل مع مختلف الملفات والقضايا بكثير من البراغماتية. يظهر الكثير من الليونة في الشكل، دون أن تمس هذه الليونة الجوهر والمباديء الرئيسة. يتصرف الحزب ويعمل من خلال النظر الى النتائج العملية التي قد تؤدي اليها مواقفه، وهو يتخذ قراراته على قاعدة النتائج المتوقعة.
لقد حكمت هذه المنهجية مواقفه حيال الاستحقاق الرئاسي.
استجابت قيادة الحزب لطلب ترشيح سليمان فرنجية، من دون أن تتبى معركته أو تخوضها، تاركة للأخير أن يقوم بما يلزم لتسويق ترشيحه، مارونياً، وطنياً وخارجياً. وقد احتفظ الحزب بهامش كبير من المناورة، في حال فشل فرنجية من الوصول الى الثلثين من نواب البرلمان الحالي. فهو لم يعلن موقفاً سلبياً من أي مرشح قد يستحوذ على إجماع أو شبه إجماع القوى البرلمانية اللبنانية.
ورغم مواقفه الداعية للحوار من أجل التوافق على رئيس يشكل بذاته شخصية وطنية قادرة على حماية لبنان وصون وحدة اللبنانيين، أي رئس يكون موضع إحترام الغالبية، ويطمئن بآدائه مختلف المكونات وقادرا على اطلاق مشروع إنقاذي متكامل، رغم ذلك، أصرت القوى المرتبطة بالمحور الأميركي على رفض الحوار الوطني اللبناني، محدثة فراغاً متعمداً في الساحة الداخلية لتملأه تدخلات خارجية، بحيث اصبح الحديث عن خطف هذه القوى للإستحقاق أمرا بيّناً للرأي العام.
إزاء هذه الاستراتجية، المتمثلة برفض الحوار وربط الاستحقاقات اللبنانية بأجندات خارجية، والافساح بالمجال أمام إستدراج التدخلات بأشكال مختلفة، وفي المقدمة منها قضائية، انتقل حزب الله من البراغماتية إلى اتخاذ مواقف أكثر صلابة، وقد عبر عن ذلك موقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي تحدث عن “قدرة الحزب على توسيع دائرة الفوضى”، والإعلان الصريح بأن الحزب سيدعم مرشحه فرنجية بصورة مطلقة.
هي مرحلة جديدة، “يحاكي فيها الحزب مباشرة الخصم الرئيسي المتمثل بالإدارة الأميركية ووديعتها الكبرى في المنطقة، الكيان المحتل، دون الإلتفات الى مواقف قوى لبنانية مرتبطة بالمحور، لأنها آداة طيّعة لا تملك قرارها”، وفق مصدر معني وعلى صلة بالتطورات.
يضيف المصدر للحوارنيوز: سئم الحزب مناورات الأقربين والأبعدين، على حساب البلاد واستقرارها، وقرأ “بعين الريبة المعلومات التي بلغته بشأن دور ملتبس لمرجع نيابي زار واشنطن مؤخرا وحرض بصورة قبيحة على قائد الجيش العماد جوزف عون.
ليختم المصدر: سيشهد شهر آذار أكثر من زلزال سياسي داخلي، قد يفضي الى بلوغ النهايات السعيدة للإستحقاق الرئاسي وفتح مسار المعالجات الأخرى، وقد يفضي – لا سمح الله – الى فوضى قابلة للتحول والإتساع”!