الحوارنيوز – إحتلال
شرع الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، في عملية تهجير قسري لأهالي عدة قرى في الجنوب السوري، ودخلت قواته الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، مطالبة السكان بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم، فيما عمل على تهجير أهالي قريتي الحرية والحميدية.
وذكر “تلفزيون سوريا” اليوم أن “جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة ” ، مشيرا إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي هجّر أهالي قرية الحرية بالكامل بعد الاستيلاء عليها”.
ولفت إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتهجير أهالي قرية الحميدية بعد الاستيلاء عليها”، موضحا أن القوات الإسرائيلية دخلت أيضا إلى بلدة أم باطنة مدعومة بعربات عسكرية ودبابات. وكشف عن رصد دبابات إسرائيلية داخل مدينة القنيطرة جنوبي سورية.
ورصدت مصادر في جنوب سوريا “حركاة نزوح من قرية الحميدية في القنيطرة عقب تهديد القوات الإسرائيلية للأهالي بالقصف”، فيما عزز “جيش الاحتلال انتشار قواته في محيط مدينة البعث السورية”، في حين أشار الجانب الإسرائيلي إلى سيطرته على 7 قرى سورية.
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، بلديتي رويحينة وأم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط، حيث انسحب من بلدة أم باطنة بعد تمركزه في موقع عسكري غربها، قبل أن يقوم بتفجيره. كما أعاد الجيش الإسرائيلي نشر قواته في بلدة العجرف في نفس المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الفرقة 210 بالتعاون مع الوحدات الخاصة تواصل العمل على مدار الساعة في هضبة الجولان السورية بذريعة “حماية مواطني إسرائيل”. وقال إنه تم مصادرة دبابات ووسائل قتالية إضافية في الأراضي السورية.
وقال جيش الإحتلال إن قواته تعمل على تنفيذ عمليات ميدانية من قبل فرق القتال اللوائية، الكوماندوز، ووحدات الاستخبارات في المنطقة العازلة، بذريعة “إزالة التهديدات ومنع الإرهاب على الحدود الشمالية”، على حد تعبيره.
وأكد مصدر إسرائيلي مطلع، الخميس، أن قوات الاحتلال انتشرت بعمق 2-10 كيلومترات داخل المنطقة الحدودية العازلة مع سورية؛ ورفض المصدر تحديد القرى السورية التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي لـ”اعتبارات أمنية”، على حد قوله.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي انتشر في 7 قرى سورية بالمنطقة العازلة، دون أن تسميها. وأوضحت أن “قوات الجيش الإسرائيلي أكملت الاستيلاء على 5 قطاعات رئيسية في المنطقة العازلة خارج الحدود مع سورية”.
وأشارت إلى أنه “على مدار اليومين الماضيين وقعت سبع قرى تحت السيطرة من قبل لواء المظليين، واللواء المدرع 188، واللواء المدرع السابع ولواء الكوماندوز”.
وذكرت أن “الجيش الإسرائيلي يستعد لوجود ممتد في الأراضي السورية، على بعد حوالي 5 إلى 7 كيلومترات خارج الحدود الدولية، حتى تتولى سلطة حاكمة مستقرة السيطرة على المنطقة وتجدد أو تعيد التفاوض على الاتفاق القائم منذ عام 1974”.
وأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي يسارع إلى استكمال الدفاعات الهندسية في المنطقة، حيث تم بناء ما يقرب من 15 كيلومترًا من حاجز جديد على طول الحدود الدولية، والمعروف باسم “خط البراميل”، ويقع على بعد كيلومتر إلى كيلومترين شرق السياج الأمني الإسرائيلي الحالي”.
وأضافت: “يتضمن الحاجز خنادق عميقة لمنع تقدم المركبات الخفيفة مثل شاحنات البيك أب والسدود الترابية المرتفعة وتعزيز حقول الألغام”.
وتابعت: “تكمل هذه التدابير السياج الأمني عالي التقنية الذي تم بناؤه على مدى العقد الماضي على طول امتداد 80 كيلومترًا من الحمة السورية إلى جبل الشيخ”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، بأن “القوات الإسرائيلية تواصل تجاوزاتها بحق المدنيين في ريف القنيطرة، بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل”.
وبحسب المرصد، فإنه “بعد توغلاتها في بلدتي الحضر والحميدية وقرية أم باطنة، قامت القوات الإسرائيلية بإجبار المدنيين على إخلاء منازلهم في الحضر والحميدية، بينما دخلت إلى أم باطنة وقامت بتمشيطها بالكامل قبل التمركز على أطرافها”.
وذكر المرصد أن “هذا التصعيد يأتي في سياق تعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة العازلة، بالتوازي مع غارات جوية مكثفة أسفرت عن تدمير شبه كامل لترسانة الجيش السوري”، وذلك بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح أنه ” صباح اليوم، شهدت الأطراف الغربية من أم باطنة توغلاً جديدًا، حيث تمركزت القوات الإسرائيلية في ثكنة عسكرية غرب القرية وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، ما أدى إلى حالة من الخوف والهلع ودفع الأهالي للنزوح نحو المناطق المجاورة”.
وأمس، الأربعاء، لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن قوات الاحتلال شرعت بتحويل المواقع العسكرية السورية التي تم احتلالها من قبل مقاتلي كتيبة 101 من وحدة المظليين، دون أن تُطلق أي رصاصة إثر انسحاب قوات النظام السوري إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.
وذكر التقرير أن “الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط”، ورجح أن يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات”.
وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتلال قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سورية، خاصة في المناطق الحدودية، وأقام الجيش الإسرائيلي حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، كالحواجز المنتشرة في الضفة الغربية.
وفي بعض المواقع، تجاوز الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية خالصة قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك، يعتبر أنها مواقع “إستراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري”.
واعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه “من المبكر تقييم مدى استدامة هذا الوضع”، وقالت إن “الجيش الإسرائيلي قد يواجه تحديات مستقبلية تتطلب بقاء طويل الأمد في المنطقة وتعزيز عدد القوات، ما قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط”.
ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سورية، في انتهاك صارخ لسيادتها. كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض القوات مع سورية لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
ووفق موقع قوة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة “يوندوف”، فإن المنطقة العازلة عند الحدود السورية مع الجولان المحتل، “يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترا ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب”.
(عن موقع عرب 48)