رأي

الجنوب..و ثلاثية “إسرائيل والإجتياحات وعجز الدولة”!(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

  عاش أهل الجنوب ،منذ نكبة فلسطين ، الرعب والخوف والمجازر والإجتياحات والقصف الإسرائيلي ولم  يحميهم أحد، فالدولة عاجزة عن مواجهة العدو عسكرياً، وقرارها السياسي مرتبط بالخارج الذي يمنعها من التصدي عبر عدم تسليحها ،فاعتمدت ثلاثية (قوة لبنان في ضعفه ) ودفع أهل الجنوب أثماناً غالية لهذا الشعار ،فتعرّضوا للإجتياحات الإسرائيلية المتكرّرة ،وتم تغريم أهل الجنوب  بإتفاق القاهرة  لإيواء المقاومة الفلسطينية المسلّحة ضد إسرائيل، والتي كانت تقسم قوتها وفعالياتها نصفين ،نصف ضد العدو ونصفها الآخر ضد الجنوبيين الذين تسلّطت عليهم وحكمتهم، وكانت نهاية وجودها  كارثة الإجتياح الاسرائيلي لعام 1982 ،فدفع الجنوبيون ثمن ذلك 22 سنة من الإحتلال والمقاومة وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى والتهجير الجماعي، وكل ما فعلته الدولة اللبنانية انها بادرت لتوقيع إتفاق 17 ايار مع العدو الإسرائيلي!

تتكرّر”ثلاثية” (الجنوب واسرائيل والإجتياحات) في العام 2024، فبعد “إتفاق تشرين” بين لبنان والعدو الإسرائيلي أكملت اسرائيل حربها والتزمت المقاومة ،لا لضعف منها او لعدم القدرة على المواجهة، بل إلتزاماً بما وقعته الحكومة اللبنانية ولكشف عورات الجميع (دولة وأحزابا واعلاماً ومسؤولين ورجال دين ونوابا ووزراء )وكذلك المجتمع الدولي الذين يؤيد مطالب العدو الاسرائيلي ،بنزع سلاح المقاومة والقضاء عليها وعلى أهلها وانصارها!

يبقى الجنوب وحيداً مستباحاً من العدو الاسرائيلي وتطعنه في ظهره مطالبات بعض القوى والشخصيات اللبنانية، التي تتقدم مواقفها  المطالبة بنزع السلاح المقاوم على مطالبات العدو الإسرائيلي، ظنّاً منها ان نزع السلاح سيريحها من المقاومة وأهلها ويفتح طرق السلطة امامها ،كما حصل عند اجتياح عام 1982!

استعانت بعض القوى المسيحية اليمينية  بالسلاح الاسرائيلي للوصول الى السلطة ولإشعال الحرب الأهلية ضد الفلسطينيين بداية، وضد المسلمين والمسيحيين في مرحلتها الثانية، خدمة للعدو الإسرائيلي وبقيادته وتحاول الآن،إعادة تجربتها مرة ثانية للوصول للسلطة عبر السلاح الاسرائيلي !

ان كل لبناني له الحق ان يتّخذ موقفاً معارضاً للمقاومة وغير مؤيد لها ،بناءً لعصبية طائفية او لتحقيق  مصالحه السياسية او رضوخاً لضغوط خارجية، مع أنه يتناقض مع العدالة والإنسانية وحقوق المواطن، ومع ذلك له الحق في اتخاذ الموقف الذي يريده ولن تفترضه المقاومة وأهلها عدوّاً ولا خصماً يجب قتاله، بل منافس غير صديق !

أما ان يقوم أي لبناني، حزباً او مسؤولاً او إعلامياً او اي صفة يحمل ويكون مخبراً وناطقاً باسم العدو، ضد المقاومة وأهلها مع انه لم يتضرّر مما تفعله المقاومة دفاعاً عن أهلها، ومع ذلك يكون في فرقة الاستطلاع والمراقبة للجيش الاسرائيلي في الداخل والناطق بإسمه حتى ضد “أموال الإعمار” لبناء البيوت التي دمّرها العدو وليس لشراء السلاح، ومع ذلك يبادر البعض الى شن هجوم على هذه  الأموال التي ستبني بيوتاً للأطفال والجرحى ولعوائل الشهداء وبناء محطات المياه والكهرباء التي دمّرها حليفهم الاسرائيلي !

سيتصرف أهل المقاومة(وليس تنظيمات المقاومة فقط)  على ان هؤلاء “جيش لحد “الإسرائيلي وأنهم عملاء وخونة ويجب التعامل معهم، كما يتم التعامل مع أي جندي اسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية ،فلا فرق بين الجندي الاسرائيلي الذي يطلق النار وبين اللبناني لسان وعين الجيش الاسرائيلي عبر شاشة تلفزيونية او صحيفة أو منبر نيابي او طائفي او حزبي     !

يريد البعض في لبنان تكرار “مجزرة صبرا وشاتيلا” بحق المقاومة واهلها وطائفتها ، وارتكاب “مجزرة سياسية وعسكرية واقتصادية” لإعتقادهم ان المقاومة واهلها في موقع الضعف والهزيمة، ونحن لا ننكر اننا في أوقات صعبه وحصار مطبق علينا  من جميع الجهات، وان الجميع قد احتشدوا لقتالنا وأننا أصبنا بضربات قاسية ومؤلمة (واننا أخطأنا بالتعامل سياسيا مع بعض الطوائف لجهة ترشيح ممثليهم لرئاسة الجمهورية والحكومة خصوصاً ) لكننا لم ننهزم، والدليل أنكم تحتشدون سياسياً واعلامياً وتستعينون بالعدو ضد المقاومة التي لم تمت، والأسوأ انكم تعلنون الحرب على طائفة المقاومة!

  اننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا وعلى تأديب بعضكم ،لكننا نحن من نختار الوسيلة والوقت المناسب مع القدرة على ذلك في هذه اللحظة ولا نحتاج للتحضير ،لإسكات  صوتكم النشاز والناطق  بالعبرية !

 لن نستعمل الشارع ولن نسلك طريق المذهبية والطائفية ولا الحرب الأهلية، لكننا قادرون في اللحظة التي نقرّر، ان نعيدكم الى جحوركم…. ونكسر” ثلاثية ” (إسرائيل والإجتياحات والعملاء).

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى