محمد هاني شقير – الحوارنيوز خاص
لست في معرض نقد مدرسة تلفزيون الجديد في مجال النشرات الاخبارية والبرامج السياسية، وإن كان ذلك ممكناً وضرورياً من موقع الزمالة وبلغة محترمة تنطوي على مهنية وأخلاقية وزمالة.
نعم، مهنية وأخلاقية لأنهما سمتان من سمات الاعلام الموضوعي نقيضاً لإعلام البيع والشراء والقدح والذم اعتماد التحريف او التحوير او تمرير رسائل على حساب الشاشة والجمهور.
لأنني حريص على مهنيتي واحترام الزملاء في تلفزيون الجديد انقل استغراب غالبية من متابعي المحطة ومحبيها لما تضمنته مقدمة النشرة بالأمس وما انطوت عليه من تحقير للعرب في سياق مدح الحذاء السعودي!
إن مصيبة الاعلام وبخاصة المرئي والمسموع تكمن في اصرار المعنيين به والمشرفين عليه على تسييس كل المناسبات واستخدام التعابير والمضامين التي يهدف من خلالها المحرر، والمسؤول من خلفه، الى استثمار أي حدث كائناً ما كان لأجل ايصال رسائل معينة، ولكن المستغرب بمقدمة الجديد ليل أمس هو ما هي الرسالة ولمن هي، التي أراد المحرر ايصالها من خلال ما قاله عن أن “الحذاء السعودي رفع رأس العرب”!
بدايةً لا بد أن يعرف القيّم أن ما حققه المنتخب الكروي السعودي كان محط إعجاب الغالبية العظمى من العرب وفخرهم، طبعاً بإستثناء القلة القليلة الحاقدة التي لا يمكن التعويل عليها ولا يمكن أن نفهم من رسالة الجديد انها موجهةً إليهم بالأساس.
وعليه، فإن النصيحة التي يجب ان تتقبلها قناة الجديد، التي عبرت وتعبر في كثير من النشرات والبرامج عن حدس الناس ومشاعرهم في طيف واسع من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وخلافه، هي أن هذه اللغة ومن ستؤدي حكما إلى تراجع عدد المشاهدين.
إن اعتماد المقدمات السياسية الموجهة هي من ميزات المؤسسات الاعلامية الحزبية وليس من ميزات المؤسسات الديمقراطية والاعلام الحر. وهذه ملاحظتي الثانية التي اسوقها بود.
تأتي ملاحظاتي السريعة على أثر ما جرّته مقدمة قناة الجديد امس من ردات فعل في وسائل التواصل الاجتماعي وبين وسائط المجتمع نفسه تدين اللغة التي استخدمت وتعتبر أن فيها من الانحراف يفوق ما فيها من احتراف.
فهل من معتبر؟