د.أحمد عياش – الحوار نيوز
لم تسقط الجمهورية الفرنسية بيد اليمين المتطرّف . أنقذت الجبهة الشعبية التي تضم القوى اليسارية ( فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي وانصار البيئة والحزب الشيوعي…) البلاد من استمرارية حكم النيوليبرالية ومن قوى المصارف ومن أماني الفاشيين الجدد في أوروبا…
في خطاب الانتصار صرّح السيد جان لوك ميلانشون ان الجبهة الشعبية جاهزة للحكم، ولن ترضى بإبقاء الحكومة الحالية، وانها ستنفذ برنامجها المعاكس لتوجهات الماكرونية السياسية-المالية بدءاً من رفض رفع سنّ التقاعد .
قال الفرنسيون اليوم كلمتهم في انتخابات الدورة الثانية التي بلغت فيها نسبة المقترعين حوالي 67,1% من الناخبين الفرنسيين، وهي نسبة عالية جدا لم تشهدها اي انتخابات نيابية فرنسية منذ اكثر من اربعين سنة.
اكّد اليوم الفرنسيون ان الجمهورية الفرنسية تهتز إنما لا تسقط في التعصّب، وان فرنسا باقية على شعارات الجمهوريه: حرية، أخوة، مساواة.
نالت الجبهة الشعبية ما بين 172 و 192مقعدا، ونال تحالف معاً(الماكرونيين)ما بين 150 و170 مقعدا، بينما نال التجمع الوطني(اليمين المتطرف)ما بين 132و 152 مقعدا في الجمعية الوطنية(المجلس النيابي).
سارع رئيس الحكومة السابق ادوار فيليب رئيس بلدية مدينة الهافر إلى رفض خطاب ميلانشون، أنّ لجبهته الحق في حكم البلاد، لأن اكثريته النيابية ليست ذات فارق كبير مع الكتل الأخرى.
يبدو ان الجميع يراهن على خلاف داخلي بين الحزب الاشتراكي وفرنسا الأبية لكسر الجبهة الشعبية.
المهم ذكره ان اليسار واليمين والماكرونيين دعموا بعضهم البعض في بعض الدوائر لمنع فوز اليمين المتطرّف.
فرنسا تتجه لصراع داخلي دستوري-قانوني حول مَن له الحق في استلام رئاسة الحكومة.
الجدير ذكره ان رئيس الجمهورية لا يستطيع حلّ هذا المجلس النيابي قبل مرور سنة على انتخابه.
من هنا ومن تحت شجرة كينا محررة في حديقة الصنائع،آملا ان نشهد في لبنان انتخابات راقية وفق برامج واضحة لا وفق تعصب طائفي.
المجد لخونة طوائفهم!