الامتحانات الرسمية ونسب النجاح: هل من علاقة مشبوهة بين الوزارة والجامعات الخاصة؟ (أحمد عياش)

د.أحمد عياش – الحوار نيوز
لا دليل، إنما ما الرابط بين نسبة نجاح الطلاب المرتفعة في كل الصفوف وبين رزق الجامعات الخاصة التي تكمن للأهالي وترهقهم …
في آخر امتحان رسمي للبكالوريا القسم الاول حصلت في العام الدراسي 1980-1981 ،كانت نسبة النجاح في لبنان حوالي 17%(إن لم تخن الذاكرة كان السيد بطرس حرب وزير التربية) . اما في العام الدراسي 1981-1982 فقد كانت نسبة نجاح الطلاب لصف الرياضيات في لبنان حوالي 13% (إن لم تخن الذاكرة كان وزير التربية رينيه معوض) إنما لم يكن عدد الجامعات الخاصة بهذا العدد والعديد والنصب التربوي القانوي و المنظّم.
ماذا لو أتت نتائج الامتحانات الرسمية اللبنانية حاليا بنسبة 15% ماذا ستفعل الجامعات اللبنانية الخاصة؟
سيزحفون خلف التلامذة واهلهم ليصبحوا طلاباً في السنة الاولى، والا ستقفل هذه الجامعات بعد اربع سنوات بما فيها الجامعات الكبرى كالجامعة الاميركية واليسوعية والعربية والاميركية-اللبنانية.
القطبة المخفية تقع هناك.
من ينقذ هذه الجامعات بضخ اعداد هائلة من الطلاب الباحثين عن مستقبلهم في بلاد لا مستقبل فيها؟
لكي تكون وزارة التربية بريئة من الشبهات عليها ان توسع فروع كليات الهندسة والطب وغيرها من الاختصاصات المرغوبة علميا وادبياً في كل المحافظات، بما فيها بعلبك وعكار، لاستقبال اعداد الطلاب الجدد الكفوئين جدّا ،إنما غير الحائزين على أعلى نتائج امتحانات الدخول لان الاعداد المطلوبة محدودة وحظ التلميذ المسيحي كحظ اثنين من المسلمين!.
والسؤال الاهم لماذا لا يكون دخول التلامذة الناجحين بمعدلات عالية تلقائيا في الكليات كما كان يحصل في الجمهورية السورية والعراقية سابقا،من دون الحاجة لامتحانات دخول كي لا تلعب الواسطات والغمز واللمز ادوارها وكي لا ينجح الطائفيون كعادتهم.
ليدخل الاكفأ إلى الاختصاص تلقائيا بغض النظر عن هويته وطائفته.
هذا إن كنّا فعلا نريد.بناء دولة عصرية ومتمدنة، والا كل المتحدثين عن السيادة والحرية والتقدم والتطور محتالون طائفيون انجاس.
هذه النسب العالية بالنجاح ليست غير خدمات مجانية وربما كانت مشبوهة بأمر من الدولة التربوية العميقة التي تنسّق بين وزارة التربية والجامعات الخاصة.
هذا الكلام يشبه إلى حد بعيد الدور المشبوه للدولة الصحية العميقة التي تفَشِّل المستشفيات الحكومية ،إذ الاصح ان تكون كل أسرة وزارة الصحة حكرا للمستشفيات الحكومية ،وكذلك الضمان الاجتماعي وتعاونية الموظفين. لماذا لا يبنون معا مستشفى خاص لمرضاهم ولو واحدة في كل محافظتين ،وكذلك القوى الأمنية والجيش ما الذي يمنع ان يكون هناك مستشفى عسكري في كل محافظتين؟
واخيرا، وهنا لبّ الموضوع، لماذا لا يكون لنقابة الاطباء مستشفى واحد لهم في لبنان يتعالجون فيها، ولماذا لا يكون لهم شركة تأمين لهم يعود ريعها للمعاش التقاعدي للطبيب؟
ممنوع.
حزّر فزّر شوف مين فينا بيكذب مين؟
تُكسر اليد التي تمتد.لشركات التأمين والدواء والاستشفاء.
ممنوع.
بدل بيت الطبيب ليكن مستشفى نقابة الاطباء.
هل فهمت ماذا يعني دولة تربوية-صحية عميقة او نشرح لك اكثر؟
من هنا ومن تحت شجرة تين محررة في بلدة حاروف وجالسا على تنكة نيدو محروقة ومطعوجة وصدئة، أعلن ان الخصخصة عدوة الناس وان الدولة المالية العميقة التربوية والصحية لأنجس من العدو الأصيل.
والله اعلم!!



