التهريب المزيف.. والتهريب الحقيقي
بعد الحصار الكبير الذي يفرضه مصرف لبنان على التجار من ناحية فتح الأعتمادات بالدولار الأميريكي ،ومن ناحية التحويل للخارج، وذلك تسديدا" لفواتير الأستيراد وثمنا" لبضائعهم المستوردة من الخارج ، قام بعض التجار بمحاولة تسديد هذه الفواتير عبر شحن قيمة هذه البضائع نقدا" عن طريق المستوردين أنفسهم أو عبر وسطاء يوصلونها إلى المصدرين ، وهذا الأمر حصل تحت ضغط المصدرين وإلحاحهم على تسديد قيمة بضائعهم المصدرة إلى لبنان ضمن تواريخ الاستحقاق وفقا" للأتفاقيات الموقعة ما بين الطرفين ، المصدر والمستورد ، وبعض العمليات التي تم الحديث عنها على أساس أنها عمليات تهريب الدولار إلى تركيا تقع ضمن هذا الأطار .
أما التهريب الحقيقي فهو ما يحصل في مصرف لبنان وداخل الجدران المغلقة في غرفة القطع والتحاويل الخارجية . ولتوضيح ذلك نعطي هذا المثل البسيط : بكل بساطة اذا كنت تملك بضاعة قيمتها السوقية ١٠٠٠ دولار وقام أحد موظفيك ببيعها ب ٥٠٠ دولار ، ماذا كنت لتفعل بهذا الموظف ؟
ما يفعله حاكم مصرف لبنان اليوم هو أنه يبيع الدولار للمحظيين بسعر ١٥١٥ ليرة ،في حين تبلغ قيمته السوقية اليوم أكثر من ١٨٠٠ ليرة، وعملية البيع تتم بالسر ولأشخاص معنويين وطبيعيين محددين، ومن ثم يتم تحويلها الى الخارج ما أدى إلى إنخفاض الودائع وإحتياطي مصرف لبنان من العملات الصعبة في الوقت نفسه.
فأي العمليات هي التهريب :هل ما يدفعه المستورد نقدا للمصدر ، أم ما يفعله حاكم مصرف لبنان ؟؟؟