التميمي صرع هوليوود والوعي الصهيوني!(أكرم بزي)
كتب أكرم بزي
عدي التميمي… حقيقي، لحم ودم، إنتاج عربي فلسطيني، مقاوم من الطراز الأول، لم يكن بهلواناً ولم يكن هاوياً للعبة المخاطر ولم يكن يصور فيلماً، بل كان يقاتل أعداءه ،أعداء الأمة العربية والإسلامية، ولو أراد مخرجو السينما الأميركية أن يقلدوه لما استطاعوا، لإنه كان حقيقيا وما يفعلونه تمثيل وتشبيه وتخيلات لقصص من نسج الخيال بمعظمها، وقل ما تكون واقعية.
دأبت مصانع هوليوود على انتاج الأفلام التي سيطرت من خلالها على العقول في العالم أجمع من خلال تقديم صورة البطل الأميركي (اليهودي) الذي لا يقهر، وصرفت آلاف مليارات الدولارات لانتاج أفلام الحركة الـ Action، والتي كانت تستعين فيها بخبراء متمرسين بالحركات البهلوانية لإضفاء طابع تشويقي وطبيعي وإظهار مصداقية اللقطات، باحترافية عالية استعانت فيها على معدات ثقيلة ومتفجرات وألعاب نارية وأماكن شاهقة وطائرات وسفن حربية ،ومثال على ذلك أفلام طوم كروز وستيفن سبيلبرغ وغيرهم من صناع السينما الأميركية.
يقول تيد جب، مؤلف كتاب “الحياة والموت السري في وكالة الاستخبارات المركزية”، إنه على مدار عقود الحرب الباردة لم تهتم وكالة ال”سي آي أيه” بتقديم صورة مثالية عن الحياة الأمريكية، ولكن مع نهاية الحرب الباردة أدركت أنها بحاجة إلى إصلاح شامل لصورتها دوليا. لقد أدركت أخيرا أن التأييد الشعبي لميزانيتها أصبح يواجه خطرا كبيرا، ولذا فإنها بادرت إلى إنشاء مكتب التنسيق بينها وبين هوليوود عام 1996 لضبط عمليات الإنتاج السينمائية بما يتوافق مع السياسة العامة الأميركية.
التميمي، قهر هوليوود وصناع السينما والميديا والبروباغندا الصهيونية والأميركية وغيرها من امبراطوريات إعلامية ممولة من قبل الادارة الأميركية او الصهيونية، فالمشاهد التي التقطتها الكاميرات هي مشاهد حية لبطل حي يقفز ويرتفع بالهواء ويتقلب يميناً وشمالاً ويصاب بأول طلقة ثم الثانية ثم الثالثة، فيستبدل ممشط الذخيرة مرة ثانية ويلقن مسدسه الحربي، ويطلق النار على الأعداء… هذه ليست مشاهد سينما ولا تمثيلا، بل هو واقع العربي الفلسطيني البطل والذي سيصبح أيقونة لغيره ممن سيمتهنون البطولة والتي لا تليق إلا لمن هم مثله.
زوال الكيان الصهيوني حتمي، نعم حتمي عندما نرى أمثال الشهداء الأبطال، عدي التميمي والشهيد إبراهيم النابلسي و“ثوار شعبنا في جبل النار، الذين سطروا ملاحم البطولة” ولما لن يزول طالما هم بألسنتهم يعترفون فهذا آري شبيت – (هآرتس): “أضع اصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن القيادات الأميركية بمجملها ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال. وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائيليون أنفسهم، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض. وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت. الإسرائيليون منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ”.
وروني دانييل – محلل عسكري في القناة العبرية: “أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة، ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد”.
وكارمي غيلون – رئيس جهاز الشاباك السابق: “إن استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود إلى خراب إسرائيل” (…).
عملت الميديا الأميركية والصهيونية طيلة 80 عاماً لإظهار صورة البطل والمتفوق والناجح والعسكري الذي لا يقهر، ودفعت الاموال الطائلة والميزانيات الضخمة لتسميم الوعي العربي، ولتحييده عما يجري في أرض فلسطين المحتلة، فيأتي امثال عدي التميمي ليزيل آثار أعمالهم وأشغالهم التي بنوا مستعمراتهم على الأكاذيب الباطلة والتي لا أصل لها الا في مخيلاتهم.
عرين الأسود، لا تستكينوا، ولا تنصاعوا لأوامر السلطة والقيادات الخانعة مهما طلب منكم، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وما تفعلونه هو عين الصواب.
هنيئا للشهداء الأبطال عدي وإبراهيم وغيرهم ممن سبقوا وممن التحقوا بالقافلة، قافلة العز والإباء.