التكفيريون..والحرب على المسلمين السنّة!(نسيب حطيط )

بقلم د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
يظن البعض أن الجماعات التكفيرية، تكفّر الشيعة والدروز والعلويين والمسيحيين فقط ،وأن المسلمين السنّة من المذاهب الأربعة والجماعات الصوفية ،هم بمأمن من سيوفها ورصاصها، وان المذهب السنّي هو بطاقة أمان على حواجز العقيدة التي تنصبها الجماعات التكفيرية في العالم الاسلامي .
إن الجماعات التكفيرية ،ليست من مذاهب أهل السنّة الأربعة ،بل تختلف معهم على مستوى العقيدة حدود التناقض، ويشتركان ببعض الأمور التي ليست من صلب العقيدة المتمّثلة ببعض الأدبيات الدينية المتعلّقة بالصحابة او بعض الشخصيات الإسلامية.
إن عقيدة الجماعات التكفيرية تنهل من مصدرين بشرييّن: “إبن تيمية” ومحمد عبد الوهاب اللذان يكفّران كل من يخالفهم الرأي ويكفّرون من لا يكفِّر من يكفِّره التكفيريون.
تعتبر الجماعات التكفيرية ،أن أهل السنّة على المذاهب الأربعة والجماعات الصوفية في دائرة الردّة والشك بعقيدتهم في حال لم يكفّروا الشيعة والعلويين والدروز، وأجازت التواصل والتقارب او الإعتراف بمذاهبهم كما فعل الأزهر الشريف بالنسبة للمذهب الشيعي.
لا يقتصر خطر الجماعات التكفيرية على الشيعة “الرافضة” او العلويين والدروز “الكفار” او المسيحيين “المشركين”، بل ان ساحة قتالهم الرئيسية هي العالم الاسلامي السُنّي ،حيث تحاول الحركة الوهابية والسلفية التكفيرية الجهادية المعاصرة ،السيطرة (بالمال والسيف) على القرار الديني والسياسي في العالم عند أهل السنّة ومحاصرة الازهر الشريف ،كمرجعية عالمية للإسلام” السنّي” ويمكن إيجاز مواصفات المنهج التكفيري وفق التالي:.
– تعتمد الجماعات التكفيرية على السيف والمال، لإخضاع أتباع المذاهب الأربعة وغيرهم من المسلمين ودفعهم للتحوّل الى عقيدتها التي تعتمد على التجسيم المادي لله سبحانه وتعالى وفق رأي” إبن تيمية” الذي حاكمه قضاة المذاهب الأربعة وسجنوه في قلعة دمشق حتى وفاته، وهو الذي جعل “اليد” الرمزية لله سبحانه “يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ” يداً مادية، لكنها لا تشبه أي شيء وجعله ينزل الى الارض ووصفه بالكيفية والمكان، وهذا ما يتصادم مع التنزيه للذات الإلهية ويتحدى وصف الله لذاته “لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ “!
– تمنح الجماعات التكفيرية “أميرها” الذي تختاره سواء كان فقيهاً او جاهلاً،أميّاً او متعلماً، مؤمناً او فاجراً ،صلاحية الرسول الكرم(ص) او الخليفة الراشدي ، ويتحول الأمير التكفيري الى “مصدر للتشريع” بوصفه نبي عصره و “نبي مكانه”، فيكفّر من يشاء ويسبي من يشاء ويسرق الغنائم ،وكل ذلك بعنوان تنفيذ الحكم الإلهي وفق رؤيته وأسلوبه وفهمه ومصالحه.
– تمارس الجماعات التكفيرية ،بإسم الاسلام ،سلوكيات وأفعال تشبه أفعال وسلوكيات بعض المسلمين الأوائل ،لكنها لا تلتزم بالسنّة النبوية. فهي تمثل بالجثث، وقد نهى رسول الله (ص) عن ذلك، وتحرق الطيار الأردني “السنّي” حيّاً وتقتل النساء والأطفال وتشق صدورهم وتقتل من يستسلم ولا يحمل السلاح، وتعتبر كل من يخالفها الرأي ، كافراً حتى لو شهد الشهادتين امام قاتله بتهمة انه “نصيري” او شيعي” كافر!
– تكفّر الجماعات التكفيرية بعضها فتقتل بعضها وتسجن بعضها وتسرق ممتلكات بعضها بعنوان الغنائم، وهذا ما يجري بين “داعش” و “النصرة” وبقية الجماعات عندما يختلف “أمراء التكفير “.
صمت الجميع على مذابح العلويين والإعتداء على الشيعة والمسيحيين ورموزهم المقدسة، لإعتقادهم انهم في أمان، لكن لم يتأخر التكفيريون ،للبدء بقتل وإعتقال علماء أهل السنّة في سوريا والعراق الذين لا يكفّرون الشيعة ويدعون الى التقارب معهم، وسيهدم التكفيريون قبور أهل السنّة ، وسيقفلون مجالس الذكر للجماعات الصوفية ويهدمون المقامات للمذاهب الأربعة وسيكفرون الأزهر الشريف.
عندما تنتهي معارك التكفيريين مع العلويين والدروز والشيعة ، ستكون حروبهم في ساحة المذاهب الأربعة على مستوى العقيدة والأفراد ليكون العالم الاسلامي “السنّي :” “إدلب الكبرى”.
هل يستيقظ المسلمون بمذاهبهم كلها والمسيحيون بطوائفهم والعلمانيون لمواجهة هذا الفكر التكفيري الذي سيقطع رقاب من يخالفه الرأي، ولا يعلن الولاء للطاعة للأمراء المجهولي الأصل والدين والفقه، ولن يشهر “الإسلام التكفيري “سيفه ضد الإحتلال الإسرائيلي او الأميركي،بل سيبقى سيفاً بيد أميركا ،لمقاتلة أعدائها بالنيابة، لتأمين مصالحها وللقضاء على الإسلام والمسيحية، تمهيداً لولادة” الديانة الإبراهيمية” .



