رأي

التدحرجُ السريع نحو الهاوية أو حفظ الهوية(غازي قانصو)

 

بقلم: أ.د.غَازِي قَانْصُو*- الحوارنيوز

“تتناول الأحداث الأخيرة في جبيل، لبنان، والتي شهدت تصاعد التوترات الطائفية والتهديدات بالعنف، ضرورة التعامل مع هذه الأوضاع بحذر وتوازن، في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، حيث يُعد الحفاظ على السلم الاجتماعي، والعيش الواحد، والوحدة الوطنية أمرًا ذا أهمية بالغة.

إنه من الضروري على جميع الأطراف أن تلتزم بضبط النفس، وعدم التحريض على الطائفي أو تأجيج الصراعات السياسية، وبدلاً من ذلك، يجب أن تتعاون مع السلطات اللبنانية والجهات الأمنية “المشكورة” لتحقيق الاستقرار وحماية الأمن العام.

كما يجب على المجتمع اللبناني بأسره دعم الجهود المبذولة لإعادة بناء الثقة، واتخاذ القرار في الوقت المناسب لإعمار البنية التحتية المتضررة وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمواطنين المتضررين في كل لبنان.

إن الحفاظ على وحدة لبنان وتجنب الصراعات الطائفية والسياسية يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه ضروري جدا للحفاظ على استقرار كيان المجتمع اللبناني بأسره.

أما بالنسبة لمقتل المسؤول سليمان في جبيل، فاننا نعزي به، ونأسف لما حصل، وإن مبادرة قيادة الجيش اللبناني في الإعلان تباعًا عن توقيف معظم المشاركين السوريين في عملية الخطف، هي تهدف في المقام الأول إلى سحب فتيل الفتنة وتبريد الأجواء قبل تفاقمها. وتأتي هذه الخطوة قبل ساعات من اتضاح مقتل سليمان على يد خاطفيه، مما يشير بشكل واضح إلى أن الهدف الأساسي كان احتواء التداعيات المحتملة.

وفي سياق نفي الاحتمالات الحزبية، وتفسيرها بالسياسة، وبالحسابات الطائفية، والنزوع الى الانتقام الطائفي، مع الأسف، أكدت مصادر أمنية رسمية للصحف المحلية والشخصيات المعنية، أن العملية ليست لها أبعاد سياسية ولا ترتبط بأي حزب داخلي، بل تشير المعلومات إلى أن العصابة المشتبه بها تخصصت في جرائم الابتزاز المالي وسرقات السيارات، وقد لا تكون على علم بمنصب سليمان في القوات اللبنانية، ولذلك يجب على الجميع استخدام الحكمة والتروي في التعامل مع هذه الأمور الخطيرة، وضمان تحقيق العدالة وتجنب الاستفزازات الطائفية والفتنة.

لبنان وطنُنا، والحفاظُ على وحدته وسلامة مواطنيه، جميع بنيه، يتطلب التحلي بالحكمة والعقلانية والتفكير الاستراتيجي، العاقِل، الوطني الجامِع، لتجاوز الأزمات الراهنة على اختلافها، وبناء مستقبل أفضل لجميع المواطنين بلا استثناء.

وبمناسبة عيد الفطر المبارك كل عام وانتم بخير

*عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي
الثلاثاء في ٩-٤-٢٠٢٤م*
الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٥هجرية*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى