البرازيل بعيون اللبنانيين والمتحدرين: خطوة أولى على طريق التوثيق العلمي لنصف لبنان المغترب
كتاب "البرازيل بعيون اللبنانيين والمتحدرين – خمسة عشرة شهادة" للكاتبة رولا فارس ضيا، هو عبارة عن مجموعة حكايات من ذاكرة الارض التي احتضنت أكثر من ١٠ ملايين لبناني، بما اختزنته من وجع وحب ومن حزن وفرح وجهد و أمل.
خمسة عشرة شهادة عبرت عن هذه اللوحات المكثفة والمعززة بشحنة علمية وعاطفية على حد سواء.
شهادات لأصحاب إختصاصات مختلفة هي "بمثابة نصوص لم يسعفها الكلام الا بما تيسر من ذكريات وتمنيات خطت بحرقة، عتب على وطن، وشكر لوطن آخر حلّ كمنقذ من هول الحروب والتفرقة".
بين علم الاجتماع وعلم النفس واختلاط المشاعر الوطنية بين هوية أم وهوية صنعها الإنتماء الجديد عالج الكتاب جوانب مختلفة من خلال آراء المساهمين.
الكتاب الذي صدر في بيروت منذ نحو عام تقريبا يتنقل بين ولايات البرازيل من مدينة الشلالات فوز دو ايغواسو إلى عاصمة المغترب اللبناني ساوباولو إلى مدينة الثقافة كوريتيبا.
ومنذ أيام تم إطلاقه في ساباولو بحضور شخصيات من الجالية اللبنانية والبرازيلية كون الكتاب طبع باللغتين العربية والبرازيلية. فتصفحه بعشق العديد من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين في البرازيل، كوزير الخارجية البرازيلية ونائبه وحاكم ولاية ريو دي جانيرو والسفير اللبناني في برازيليا والقنصل العام اللبناني في ساوباولو رودي قزي.
ويعود نجاح الكتاب إلى أنه للمرة الأولى التي تم تناول مسألة البرازيل من وجهة نظر المغترب والمتحدر. ولكن الأهم هو الاعتراف اننا بحاجة إلى جهد أكبر في توثيق هذه الهجرة الكبيرة، إذ اننا ما زلنا نجهل أهمية هذا القيم والطاقات الإغترابية الموجودة في البرازيل.
في الكتاب خمس عشرة شهادة لمثقفين لبنانيين عاشوا أو يعيشون في البرازيل ولديهم تجارب تعكس صورة البرازيل في عيونهم، اي تجارب وشهادات حول حقبة معينة نحاول من خلالها محاكاة الهوية والانتماء والاندماج والتقدير من قبل اللبنانيين والمتحدرين.
هل سيفتح هذا المؤلف الباب أمام عمل بحثي يعيد تجميع التراث الأدبي والفكري والعلمي لأبناء اللبنانيين المغتربين والمتحدرين فيضع للمرة الأولى منهجية لإعادة كتابة تاريخ الوجود اللبناني في البرازيل على أسس علمية؟
تجيب فارس: لربما، وإن كان ثمة جهود بذلت سابقة فإننا اليوم أمام عمل مختلف، آمل أن أوفق في السير خطوات إضافية في هذا المجال.