الحوارنيوز – جوبا
شكلت زيارة البابا فرنسيس الى جنوب السودان رسالة دعم قوية للسلام والاستقرار في الدولة الوليدة حديثاً، وهي رسالة مزدوجة للداخل والخارج على حد سواء.
فعلى المستوى الداخلي عززت الزيارة شرعية القيادة الحالية لجنوب السودان برئاسة الفريق الأول سلفا كير ميارديت، ومبادراتها لحل النزاعات بالحوار، أما على المستوى الخارجي فهي دعوة لدعم هذه الدولة التي تواجه تحديات كبيرة داخلية وإقليمية.
ووسط مظاهر احتفالية حاشدة لم تشهدها جوبا منذ إعلان استقلال جنوب السودان قبل نحو 12 عاما؛ استقبل الآلاف، البابا فرنسيس، الذي كان قد وصل يوم الجمعة الفائت، في أول زيارة للدولة الأحدث في الخريطة العالمية والتي يأمل سكانها في أن تخفف الزيارة من الأزمات الإنسانية التي يعيشونها.
وجاءت زيارة البابا وسط تطلعات شعب جنوب السودان في أن تسهم الزيارة التاريخية في تثبيت دعائم الاستقرار ووقف النزاعات.
وقد أكد البابا في سلسلة مواقف له على رفض ما سماه “سم الكراهية”، وقال لهم ألا يضيعوا أي فرصة لبناء السلام، وناشد قادة البلاد التركيز على إنهاء الصراع.
قبل مغادرته، قال للجمهور: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أعود إلى روما وأنتم أقرب بعد إلى قلبي”.
كما شدد على أنه لا يمكن أن يظلوا محايدين ضد الظلم: “إذا أردنا أن نكون قساوسة ونتشفع، فلا يمكننا أن نظل محايدين أمام الألم الناجم عن أعمال الظلم والعنف وانتهاك الحقوق الأساسية لأي امرأة أو رجل فهذا يعد جريمة ضد المسيح”.
وقد ميزت الزيارة التنظيم الدقيق لمختلف المحطات، وسط ترتيبات أظهرت كفاءة عالية للجهات المشرفة إداريا وبرتوكوليا وشعبيا حيث فاق الحضور الذي شارك في القداس الرئيسي، أمام ضريح رمز استقلال البلاد جون قرنق، نحو السبعين ألف مواطن جاؤوا من مختلف انحاء البلاد.
ونوه مدير مكتب السفير الفاتيكاني في جنوب السودان مارتن الحاج بما أنجز من تحضيرات لوجستية بسرعة قياسية ومواصفات عالية.
وأضاف: لقد كان قداسة البابا مرتاحاً جداً على مختلف المستويات.
وقد لعبت شركة “سكاي لاين” وقنصل جنوب السودان في لبنان علي مرعي دورا هاما في تحضير البنية التحتية الكاملة للزيارة ،وقامت الشركة المملوكة من القنصل مرعي بتجهيز وبناء منصة القداس الرئيسي، كما قامت بصيانة الكنائس وإعداد الساحات الرئيسة لاستقبال عشرات الآف من الحشود.
