رأي

الانقلاب السياسي اللبناني.. لملاقاة الغزو الإسرائيلي(نسيب حطيط)

 

بقلم د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 تتعرّض المقاومة وأهلها لهجوم شامل متعدّد المحاور والعناوين والأساليب. ففي الوقت الذي يتعرّض اهل المقاومة للقصف والقتل والتدمير والتهجير والتهديد الوجودي في لبنان، ويخوض المقاومون معارك التصدي والمواجهة ضد الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية ،تفاجأت المقاومة واهلها بهجوم سياسي ناعم وغادر على محورين.

– المحور الاميركي على جبهه القرار 1701 والشروط الأميركية_الإسرائيلية ،لاستعمار لبنان من جديد واستباحة أمنه وتأسيس نظام سياسي جديد وإقامة المناطق العازلة في الجنوب وتجريد المقاومة من سلاحها وانتزاع القرار السيادي من لبنان،بشكل كامل ووصاية أمنية أميركية ودولية تصادر الاستقلال ويصبح لبنان ولاية أميركية ،لاستخدامها منصة هجوم على أعداء اميركا في  المنطقة، ومحميّة إسرائيلية وجغرافية لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بعنوان التوطين، وحل للنازحين السوريين بعنوان الدمج والتجنيس وتغيير ديموغرافيا لبنان وهويته السياسية والطائفية وتحويله تجمّعاً للاجئين والنازحين والمنفيّين من العالم العربي بعد اعادة رسم خريطته السياسية ودوله وكياناته الطائفية والقومية، مقدمة للتخلّص من الوجود المسيحي في لبنان، بعد التخلّص منهم في فلسطين والقضاء على المسيحية المشرقية بجذورها ورموزها المقدسة في المنطقة ضمن مشروع القضاء على الاسلام والمسيحية ، لصالح “الديانة الإبراهيمية” التي تتحكّم فيها العقيدة التلمودية والماسونية.

– المحور الثاني يقوده أغلبية المسيحيين في لبنان، ويتصدّر هذا الهجوم تاريخيا (القوات اللبنانية والكتائب) وبشكل واضح دون مواربة ولا خداع، لكن المستغرب هو الإنقلاب السياسي المتسرّع والمراهق بالسياسة والذي قام به” التيار الوطني الحر” بعد اقل من شهر من اغتيال “السيد الشهيد”، والذي بذل كل ما يستطيع من جهد، لتأمين انتخاب “ميشال عون” رئيساً للجمهورية والتأييد والحماية للتيار الوطني الحر!

كان باستطاعة التيار الوطني الحر ان يقف على الحياد وان يلتزم الصمت، للنجاة من دفع الأثمان عن العلاقة السابقة للتحالف السابق مع المقاومة ،بدل أن يعلن الطلاق والتبرؤ منها ،بل وتحميلها مسؤولية الهجوم والحرب على العدو الإسرائيلي، ليبرّر للعدو عدوانه وهمجيّته ويعطي الشرعية القانونية لحربه المتوحشة واغتيالاته ويجعله بمقام الدفاع عن النفس خلافاً للواقع، مع أنه المعتدي الدائم على لبنان منذ احتلاله لفلسطين عام 1948 ،خاصة وأن اهل الجنوب هم الضحيّة التي يذبحها ويطعنها العدو ،كلما شاء، ولا حماية لها لا من دولة ولا من الأمم المتحدة.

ان تبرؤ “التيار الوطني الحر” وعداء القوات والكتائب، لا يؤثر كثيراً في الميدان ونتائجه، بل ينحصر تأثيره بشكل اساسي على الأمن والسلم  الأهلي ووحدة الكيان اللبناني وعلى الوجود المسيحي في لبنان، ويبدو ان العقل المسيحي يكرّر الخطأ الذي أرتكبه عام 1975 لتأمين المصلحة الإسرائيلية، بإعلان الحرب ضد المقاومة الفلسطينية _دون تبرئتها من اخطائها_ وكانت النتيجة ، تصحّر الوجود المسيحي في لبنان وانحساره في جبل لبنان، ولم يربح المسيحيون أي مصالح إضافية، ولم يحققوا اي مكسب، بل خسروا على مستوى السلطة التي كانوا يحتكرونها الى حدود وصولهم الى التهميش وخسروا في الجغرافيا وتجميع المسيحيين ،بسبب حروبهم الخاطئة وتحالفهم مع العدو الاسرائيلي لينعزلوا في قسم من جبل لبنان!

لم نغضب من افتراءات التيار الوطني من اجلنا ،فنحن قادرون على الصمود والمقاومة والنصر ،لكننا نحن “الشيعة اللبنانيون” لم نفتعل أي  معركة داخلية مع اي طائفة منذ استقلال لبنان، وحتى في الحرب الأهلية كنا وقوداً ولم نكن معتدين، ولم نثأر من الذين هجّرونا من النبعة وبرج حمود وغيرها او خطفونا او قتلونا، وعندما انتصرنا عام 2000 وحرّرنا الجنوب ،لم نقتل أحدا ولم نطرد أحدا وعندما ننتصر ان شاء الله.. لن ننتقم من أحد !

نناشد العقلاء من الأخوة المسيحيين واللبنانيين الا يستعجلوا بإعلان موتنا ،فالحرب ما زالت في بدايتها ولم ننهزم …ولن ننهزم !

 سنبقى نقول لأخوتنا في لبنان (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي، مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ، إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) لأننا سنتفرّغ لقتال اعداء الله، أعداء المسيحيين وأعداء المسلمين واعداء الإنسانية والحضارة.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى