الانتخابات الرئاسية الفرنسية: المنافسة تحتدم بين المرشحين الاثني عشر.. والهجرة محور الاهتمامات الداخلية(مريانا أمين)
مريانا أمين – باريس- الحوارنيوز خاص
يحتدم التنافس بين المرشحين الاثني عشر للانتخابات الرئاسية الفرنسية الذين كثفوا من حملتهم لحشد المزيد من الناخبين، ولا سيما ممن ما زالوا مترددين بشأن لمن سيمنحون أصواتهم، وذلك قبل أيام معدودة من موعد التصويت في الدور الأول المقرر يوم 10 نيسان الجاري، على أن يجري الدور الثاني في 24 منه
وإذا كانت المؤشرات تعطي الحظ الأوفرللرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وفق معظم استطلاعات الرأي ،إلا أن استطلاعات أخرى، تؤشر إلى أن المنافسين الأبرز له هما مارين لوبان (اليمين المتطرف) ،وجان لوك ميلانشون (اليسار الراديكالي).
كلّ من يتابع اللقاءات والمواجهات والحوارات بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المتلفزة منها أو المكتوبة، يلاحظ تحاشيهم ابداء آرائهم في الحرب القائمة في أوكرانيا التي انعكست نتائجها على العالم أجمع؛ ويصبون جلّ اهتماماتهم على الأوضاع الداخلية الفرنسية كما جرت العادة كالرواتب والتعويضات العائلية والمتابعات الصحية والبطالة، وتبرز قضية الهجرة والمهاجرين كواحدة من أكثرالقضايا إهتماما،إذ يركز عليها المرشحون الإثنا عشر، في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتبدو المقاربات بشأنها مختلفة بعض الشئ، بين مرشح وآخر ، لكنها تتماهى في جوهرها بين معسكري اليمين واليسار، إذ تشير تقارير إلى أن الناخب الفرنسية، يجد نفسه أمام خيارين، بين معسكر يتعهد بتشديد القوانين ضد الهجرة، وآخر يطرح مقاربة اجتماعية إلى حد ما، تتوخى الإدماج دون أي حديث عن الترحيل، الذي يتنافس حوله اليمينان التقليدي والمتطرف، وفقا لما ذكرت ال BBC عربية.
وكالعادة في كل انتخابات، فإن نهج اليمين سواء كان تقليديا أم متطرفا، يبدو أكثر تشددا حول الهجرة، باعتبار أنه الملف التقليدي، الذي يركز عليه في كل مرة وينهج فيه نهجا راديكاليا، في حين يستخدم اليسار نبرة إنسانية في معالجته له، وهو ما يعد سببا من وجهة نظر مراقبين، لخسارة اليسار خلال السنوات الأخيرة، بفعل انتشار أفكار اليمين المتطرف في المجتمع الفرنسي.
وتستخدم مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، ورقة الهجرة كالمعتاد في هذه الانتخابات،وتبقي على موقفها المتشدد من (وقف الهجرة ومحاربة النزعة الإسلامية) لكنها تواجه مزايدة ومنافسة، بشأن نفس القضية من قبل مرشح، أكثر راديكالية لليمين المتطرف، هو إيريك زمور الذي كان أسس حزبه الخاص “استعادة فرنسا” في كانون الثاني/ديسمبر 2021.
ووصل الأمر بزمور إلى القول في أحد تجمعاته الانتخابية بأنه سينشئ في حال فوزه بالانتخابات، وزارة “للهجرة العكسية”، مهمتها طرد “الأجانب غير المرغوب فيهم” من البلاد، وقال لوسائل إعلام فرنسية، إنّ الوزارة “ستكون لها الوسائل والمواثيق اللازمة لإجراء رحلات ترحيل جماعية”.
وفي تقرير لها مؤخرا قالت صحيفة (نيويورك تايمز)، إن هيمنة موضوع الهجرة على حملات كافة المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية، أدى إلى مغادرة العديد من مسلمي فرنسا إلى الخارج، هربا من “العنصرية” وفق ما تقول الصحيفة ، التي جمعت عدة مواقف لمسلمين فرنسيين غادروا بلادهم للعيش في المنفى.
وأضافت االصحيفة، أن الحديث عن “الهوية الوطنية” منذ سنين، جعل بعض المرشحين يركزون بشكل مفرط على الهجرة، وهو ما يشهد على وجود أزمة عميقة في فرنسا على حد قولها. وعنونت الصحيفة مقالها “رحيل في الخفاء لمسلمي فرنسا”، ونقلت روايات العديد من مسلمي فرنسا لأسباب مغادرتهم لهذا البلد، رغم أنهم ولدوا وترعرعوا فيه.
صوت المهاجرين
ووفقا للاحصائيات فإن عدد سكان فرنسا من أصول مهاجرة، يصل إلى حوالي 11.8 مليون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19% من إجمالي السكان في فرنسا، في حين تشير الإحصاءات إلى أن نسبة السكان المسلمين في فرنسا، قد تصل إلى 10% من عدد السكان.
وتمثل أصوات المهاجرين بمن فيهم المسلمون طوال الوقت عاملا مهما في في الانتخابات الفرنسية، خاصة في ظل ما تشير إليه التقارير، من أن الأقليات المهاجرة في فرنسا، عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أي انتخابات، بفعل ما يعتبره البعض رد فعل على احساسها بالتهميش من قبل المؤسسة الفرنسية.
وكانت تساؤلات كثيرة قد ترددت قبيل الانتخابات الرئاسية، المزمعة في العاشر من إبريل الجاري، حول ما إذا كانت القاعدة الانتخابية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد اهتزت هذه المرة، في ظل ما يقال عن احتمالات بعزوف الناخبين من مسلمي فرنسا عن منحه أصواتهم.
بإنتظار نتائج الانتخابات تتجه الانظار الأوروبية والدولية نحو فرنسا التي تعتبر انتخاباتها مؤشرا لمناخات تطغى على مختلف الدول الأوروبية.