دولياتسياسةشرق أوسط

الانتخابات الإسرائيلية الثلاثاء:الصورة ضبابية ..وسيناريوهات عدة للحكومة المقبلة

قبل ثلاثة أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية ،الثلاثاء في 25 الجاري،ما تزال الصورة ضبابية حول نتائج هذه الانتخابات بحسب الاستطلاعات التي تجريها وسائل الاعلام والمعاهد الإسرائيلية ،وذلك نتيجة انقسام المجتمع الإسرائيلي حول الأحزاب والمعسكرات المنخرطة في هذه الانتخابات ،لدرجة أن بعض الاستطلاعات لا تستبعد صعوبة في تشكيل الحكومة المقبلة والدعوة الى انتخابات خامسة خلال سنتين.

موقع “عرب 48” الألكتروني رسم سيناريوهات عدة للحكومة الإسرائيلية المقبلة ،في هذا التقرير:

يبدو المشهد السياسي في إسرائيل الآن، قبل أيام من انتخابات الكنيست، ضبابيا من حيث عدم وضوح من سيفوز فيها، وهذا وضع قد يكون طبيعيا. فإسرائيل منقسمة بين معسكرين، الأول معسكر متمسك وداعم لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والثاني معسكر معارض لنتنياهو ويسعى إلى إنهاء حكمه، لكنه ليس متماسكا، علما أن الاستطلاعات تمنحه أغلبية في الكنيست.

 ويسعى نتنياهو إلى تشكيل الحكومة المقبلة بأي ثمن، من أجل أن يواصل محاولاته للتهرب من محاكمته من موقع قوة. وفي المقابل، يسعى خصومه – خاصة رئيس حزب “تيكفا حداشا”، غدعون ساعر، ورئيس حزب “يمينا”، نفتالي بينيت – إلى إنهاء حكمه، ليس بسبب اتهامه بمخالفات فساد. فهما، ومعهما رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان، يريدون إنهاء حكم نتنياهو، المستمر منذ 12 عاما، إلى جانب ولايته في المنصب ثلاث سنوات في نهاية التسعينيات، بسبب طول حكمه، وخاصة أنه لا يوجد مؤشر على نهايته، وأيضا بسبب تنكيله سياسيا بهم.

فتارة يعينهم في أهم الوزارات، مثل وزارة الأمن في حالة ليبرمان وبينيت، وبعد ذلك يقيلهم، وتارة يعاقبهم ويرفض ضمهما إلى حكومته، في حالة بينيت بعد الانتخابات السابقة. وبمفهوم معين يمكن القول إن نتنياهو صنع خصومه.

حاليا، يمارس نتنياهو ضغوطا شديدة على بينيت كي يعلن عن دعمه له. ووصلت هذه الضغوط ، إلى درجة أن نتنياهو بدا كمن يعتزم الوصول إلى منزل بينيت في مدينة رعنانا من أجل أن يستخرج منه تعهدا بأنه لن ينضم إلى ائتلاف حكومي يشكله المعسكر الخصم. لكن بينيت أفشل خطة نتنياهو هذه، بعدما شعر بوجود قوات شرطة وعناصر الشاباك حول منزله، وأعلن أنه يرحب بنتنياهو إذا أراد إجراء مناظرة معه، وهو ما رفضه نتنياهو في الأيام الأخيرة.

نتنياهو، الذي يتوقع أن يكون مدعوما من 50 عضوا أو أقل بقليل في الكنيست المقبلة ( الليكود، شاس، “يهدوت هتوراة، وتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش ) يريد دعم بينيت لكي يضمن فوزه بأغلبية تمكنه من تشكيل حكومة. لكن حتى دعم بينيت لا يؤكد ذلك، لأن معسكره سيتألف من 60 عضو كنيست في أفضل الأحوال، حسب الاستطلاعات. إلا أن نتنياهو يأمل بأن تمنح نتائج الانتخابات حزبه، الليكود، عدد مقاعد أكبر في الكنيست، ومن الجهة الأخرى يأمل بتجنيد أعضاء كنيست ينشقون عن أحزابهم في المعسكر الخصم وينضمون إليه، مقابل إغراءات ومناصب.

 

ويبدو من تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عديدة، أن نتنياهو يأمل بدعم من القائمة العربية الموحدة (الإسلامية الجنوبية)، في حال نجحت بتجاوز نسبة الحسم وحصلت على أربعة مقاعد، وذلك رغم تصريحاته ضد الموحدة وعدم تعهد الموحدة بدعم نتنياهو.

والسيناريو الذي ترسمه وسائل الإعلام هو أن نواب الموحدة سيمتنعون عن التصويت أو يغادرون الكنيست لدى التصويت على المصادقة على تشكيل الحكومة في الهيئة العامة للكنيست، أي أن يكرر نواب الموحدة مشهد مغادرتهم للكنيست لدى التصويت على حلّها، في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وفي حال تحققت هذه السيناريوهات يصبح بإمكان نتنياهو تشكيل حكومة.

 المعسكر المعارض

وإذا لم تتحقق هذه السيناريوهات، ستتجه الأنظار إلى المعسكر المعارض لنتنياهو. ويضم هذا المعسكر الأحزاب التالية: “ييش عتيد” برئاسة يائير لبيد، ساعر، ليبرمان، أحزاب العمل وميرتس و”كاحول لافان”، وكذلك القائمة المشتركة، وربما بينيت في هذه الحالة.

إلا أن الصراع محتدم في هذا المعسكر على هوية المرشح لرئاسة الحكومة منذ الآن. وتبين الاستطلاعات أن لبيد سيكون رئيس ثاني أكبر حزب، وبفارق كبير أو ضعف مقاعد الحزب الذي سيكون في المرتبة الثالثة من حيث عدد مقاعده. ورغم ذلك، امتنع لبيد طوال الحملة الانتخابية عن الإعلان أنه مرشح لرئاسة الحكومة، إلا في الأيام الأخيرة الماضية. كذلك أعلن بينيت أنه لن يشارك في حكومة يرأسها لبيد، لكن بإمكان لبيد أن ينضم إلى حكومة يشكلها بينيت. ويتنازع بينيت وساعر على رئاسة حكومة كهذه. وجدد بينيت اليوم رفضه دعم حكومة برئاسة لبيد في مقابلة مع صحيفة “ماكور ريشون” اليمينية المتطرفة.

من جهة أخرى، تدل الاستطلاعات على أن قوة هذا المعسكر قد تصل إلى 70 مقعدا في الكنيست وربما أكثر بقليل. لكن بينها 12 مقعدا على الأقل للقائمة المشتركة وحزب ميرتس، اللذين لا يتوقع أن يوافقا على المشاركة في حكومة كهذه. كما أن بينيت وساعر لا يوافقان على تشكيل حكومة يدعمها حزب عربي.

إلى جانب ذلك، تشير تقديرات إلى أن حكومة برئاسة بينيت أو ساعر ستحاول السعي إلى ضم الحزبين الحريديين، شاس و”يهدوت هتوراة”. إلا أن هذا احتمال غير وارد، بسبب ولائهما لنتنياهو، لعلمهما أن نتنياهو لن يتخلى عنهما، ولأن خروجهما من معسكر نتنياهو سيضعفهما مستقبلا، كما أن جمهور ناخبيهما يرفض إمكانية كهذه.

وثمة عامل آخر، يتعلق بنسبة الحسم. ووفقا للاستطلاعات، فإن ثلاثة أحزاب مهددة بعدم تجاوزها، هي الموحدة وميرتس و”كاحول لافان”، ومن شأن عدم تجاوز هذه الأحزاب أو بعضها لنسبة الحسم أن يغير المشهد بشكل جوهري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى