الاغتراب والمؤسسات الاغترابية-3 : كيف نحافظ على دور المغترب الانقاذي(حسيب مكارم)
حسيب فايز مكارم* – الحوارنيوز
شعر المغترب اللبناني بصيف ١٩٦٠ حين احتفلت به الدولة اللبنانية وكرمته خلال مهرجانات واحتفالات عدة في ربوع لبنان ، واسمت المناسبة “صيف المغتربين” ، بأنه النجم الساطع والخط الأحمر بين المواطنين .
كنت ابناً لمغترب عتيق آنذاك أتذكر تلك الاحتفالات في ضهور الشوير وزحلة واهدن، واهتمام الدولة باكملها بالمغتربين الذين جاؤا لتمضية الصيف في الوطن الام .
وقد تكررت خطوة “صيف المغتربين” الذكية في عهد الرئيس سليمان فرنجية في السبعينات ايضاً ، وكنت قد اصبحت شاباً، على وشك الهجرة كذلك تيمناً بهجرة ابي التي تمت بعشرينات القرن الماضي إلى أفريقيا.
ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية (١٩٧٥-١٩٩٠) كان المغتربين لبنانيين اقحاح يفتخرون بوطنيتهم وجنسيتهم اللبنانية ، اما بعد تلك الفترة ، وقد أُشبعوا تنظير وتحليلات في مسألة المواطنة من طوائفهم والاحزاب التي ينتمون إليها أو يوالونها، فاصبحوا للأسف فقط مغتربين، فقد تحجموا وتقلصوا ليصبح لقبهم المغتربين او المنتشرين دون إضافة كلمة اللبنانيين ، فقد فقدوا هويتهم الأصلية لينضموا إلى فئة من اللبنانيين المهمشين الزائرين للوطن .
لعب المغتربون دورا اساسياً في إنقاذ أهلهم ومؤسساتهم وطوائفهم في الوطن من العوز والفاقه خلال الأيام السوداء، وفي اعمار لبنان وازدهاره خلال أوقات السلم ، ولا زالوا يقومون بهذا الدور .
السؤال اليوم يتمثل في كيفية المحافظة على دور المغترب الانقاذي؟ في ظل تهميشه وطنياً وغياب الاستراتجية الوطنية للإغتراب، ضعف المؤسسات الاغترابية التمثيلية، تأثره بالتلوث المذهبي الحاصل في الداخل…
نحن امام مرحلة البحث عن وطن… وعندما نجده، حينها فقط، ندعو المغترب للعودة إلى وطنه المفقود.
*مغترب عائد من نيجيريا .