الارهاب حالة طبيعية..
إن استحال الانتصار وقعت الخيبة وان وقعت الخيبة سهل الإتهام المتبادل في تحمّل المسؤولية عن السقوط وعظم الشكّ بين المهزومين إذ لا يقدر احد ان يتحمل وزر وعبء الهزيمة .
هزيمة وخيبة واتهام متبادل وشكّ ، لا شيء غير عنف الانتقام في كلّ الاتجاهات.
ماذا بقي لهم ، المهزومون الصابرون، غير عنف الانتقام ليطهروا انفسهم من رجس فكرة وفعل الهزيمة ،كلّما لمحوا بريق نور في آخر النفق، ركضوا، إقتحموا، خاضوا الظلام والمجهول معاً، ليجدوا ان بريق النور، ليس ببريق نصر، بل بريق عيني ذئب يتحضّر ويتوجس لمهاجمتهم.
المهزومون الصابرون المنتقلون من هزيمة الى هزيمة ومن خيبة الى خيبة ومن ظلم الى ظلم اشدّ، ماذا بقي لهم غير العنف الفوضوي، غير اطلاق الرصاص العشوائي في كل الاتجاهات،ضدّ شبح مسؤول عن الهزيمة ، عن الأنا الرافضة تحمل أثقال السقوط، ماذا يبقى غير الاجرام ضدّ الآخر أي آخر ، ضدّ الذات ولو كان موتا انغماسيا او انتحاريا
، انتحارا فرديا أوانتحاراً جماعياً.
كلّ ما لديهم من هزائمهم المتكرّرة والأسوأ منعهم بقوة عالم أجمع من اي نشوة انتصار.
ممنوع ان يحاربوا لينتصروا، ممنوع ان يفاوضوا بشرف ليعيشوا بسلام وكرامة،ممنوع ان ينهضوا وممنوع ان يقولوا "ها نحن هنا"، ماذا يبقى لهم غير عنف الانتقام؟
عنف في كلّ الاتجاهات بما فيه أتجاه روحهم وحياتهم…
عنف الانتقام يبدو إرهاباً الا أنه ارهاب طبيعي وفيزيولوجي لشعب ولأمة يريدونها مهزومة ومقموعة ومتوترة وحائرة ومهددة دائما ، يريدونها ان تحتضر إلا أنه ممنوع عليها ان تموت.
انتصرت جبهة الانقاذ الاسلامية في الجزائر فمنعت من الحكم، انتصر الاخوان في مصر فمنعوا من الحكم، انتصرت حماس فقاتلوها مجتمعين، انتصر اردوغان فمنعوه من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي ومنعوا عنه صواريخ دفاعية وتآمروا عليه بانقلاب عسكري، فماذا يمنع ان تعود القاعدة وان تعود داعش من جديد؟!
ليحكم هؤلاء وليحكم التاريخ طالما الناس تريدهم.
ربما الحرب القادمة والمؤجلة في مضيق هرمز ستكون حربا فاصلة لأن الشيعة لا يتحملون هزيمة قاسية واحدة لأنها دولتهم الوحيدة المعقود عليها آمال عظيمة دنيوية علمية وحربية وآمال عظيمة إلهية يُشار لها بعلامات صغرى وبعلامات كبرى فإن وقعت الهزيمة فإنهم قادرون على اعادة التنظيم، الا ان الامور ستستغرق إكتآبا وهموداً طويلا في الزمن وسيتطلب عنفا و انتقاما فوضويا ضد الذات وضد الاخ وضد الصديق وضد العدو كعادة التائهين المهزومين بعد السقوط ،والشيعة حاليا غير مؤهلين للهزيمة و عكس أهل السنة القادرين بإمتداداتهم الشاسعة افقيا في الجغرافيا وعاموديا بالتاريخ ان يتحملوا هزائم كثيرة وان ينهضوا بسرعة لتمرّسهم التاريخي في الحكم والسلم والحرب ولاعتيادهم الهزيمة والانتصار…
ايضا اسرائيل لا تتحمل هزيمة واحدة و وضعها اسوأ بكثير، لأن هزيمتها الاولى هي هزيمتها الدينية الوجودية الأخيرة بالأرض الموعودة وفضيحة لعدم عودة المسيح ،بعد الهزيمة لن يبقى لهم الا ضرب رؤوسهم بحائط المبكى.
كي تنهض الامة عليها ان تبحث عن انتصار مهما كان الثمن وكيفما اتفق ومهما كثرت وغلت التضحيات، والناس تعشق المنتصر. هكذا احبت الناس عبد الناصر وهكذا احبت ابو جهاد و وديع حداد وهكذا تحب السيد حسن نصرلله.
على الامة ان تنتصر في مضيق هرمز وعند الحدود و في داخل فلسطين وعدا ذلك فالارهاب حالة طبيعية وفيزيولوجية عادية كعنف انتقام مهزومين تائهين بغض النظر عن العقيدة والاسلوب (مع او ضدّ)مشحونين بالكبرياء والشرف وحب التضحية والواجب نحو الله ونحوالارض ونحوالمقدسات ونحو كرامة شعب يرفض الذلّ، و بحال لم يجد هؤلاء المهزومون قائداً يعيد التنظيم والثقة ويحسن قيادتهم في السياسة والعقيدة والعسكر ، وبحال لم يتوحدوا حول راية واحدة،ظ وبحال لم يجدوا اعترافا ولو من دولة واحدة تعينهم بالمال والسلاح والحماية، فإنهم لن يؤلفوا مقاومة شرعية ،هنا الفرق بين ارهاب ومقاومة .
المقاومة المنظمةحالة طبيعية راقيةو مختلفة عند وبعد الهزيمة ،لا علاقة لها بإرهاب كعنف انتقام وهذا موضوع آخر .