الإنتخابات الرئاسية: تأخير ..تمديد أم فراغ؟(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز خاص
أخرج رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ما كان همساً بالأمس الى العلن اليوم، وقال، ردا على سؤال، في حوار عقد في العاصمة الأردنية بدعوة من “معهد السياسة والمجتمع”: “قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل”.
كلام ميقاتي لم يأت من فراغ، حيث تتناقل الأوساط السياسية منذ مدة هذا الموضوع بكثير من الجدية،لا سيما وأن الانتخابات الرئاسية في لبنان لطالما كانت تتأثر بالمناخات الإقليمية ونسب القوى بين المحاور المتنافسة، وعليه فإن المشهد الإقليمي الآن مشدود على إشتباك سياسي وتوترات أمنية مرشحة للتوسع في ضوء دخول قضية الاعتداء على السيادة اللبنانية من قبل العدو الإسرائيلي، من البوابة البحرية، بتغطية واضحة من الولايات المتحدة الأميركية.
وفي معلومات خاصة للحوارنيوز فإن مساعي رئاسية فرنسية مع قادة المملكة العربية السعودية لتجنيب لبنان المزيد من “الخناق” والأزمات، من خلال التوافق على ولادة حكومة انتقالية غير استفزازية لأي طرف بإنتظار التوافق على انتخابات رئاسية “سلسة” ورئيس “غير استفزازي” أيضا وحكومة أولى للعهد الجديد تضم شخصيات “صف أول”.
ونقلت المعلومات عن مصادر مواكبة للإتصالات بأن الجانب الفرنسي يخشى عرقلة من جهات دولية لمساعيه مع الجانب السعودي، لاسيما وأن الملفات الأقليمية الأخرى كملفي المفاوضات النووية والمنلف النووي على حالهما من التأزم.
الانتخابات الرئاسية: تأخير، كما وصّف ميقاتي، أم تمديد أم فراغ؟
انه السؤال الصعب في المرحلة الانتقالية والسياسات الدولية الانتقائية.
ماذا قال ميقاتي:
في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، أكد الرئيس ميقاتي”من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد بات من الصعب على اي فريق ان يعطل الانتخابات، وبالتالي فان امكانية اجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل أشهر”.
أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ضرورة “أن يختار المجلس النيابي من يراه مناسبا لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون التشكيل الحكومي من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلف”.وشدد على” ان الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل”.
وقال:”لقد بات لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه”.
وشدد “على أهمية اللامركزية الواردة ضمن اتفاق الطائف باعتبارها خيارا مناسبا في المرحلة المقبلة للتعامل مع الأوضاع السياسية والإدارية، بما يحفظ وحدة الدولة اللبنانية ضمن تنظيم للمقيمين فيها”.
أضاف ردا على سؤال :”المقصود باللامركزية كل ما هو مطلوب لتوفير مساحات من الحريات والخصوصيات للمكونات المختلفة في الحالة اللبنانية ومحاولة تخفيف الاحتكاكات المستمرة يوميا”.
وشدد على” أنه علينا الوصول الى طاولة حوار وطني للبحث في اي لبنان نريد”.
كما شدد على” ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الطائف لجهة الغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس الشيوخ واقرار قانون جديد للانتخابات على اسس وطنية”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفت الرئيس ميقاتي الى”حجم الأزمة الاقتصادية وخطورتها”، لكنه أكد” أن لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة، إذا سار على الخط المرسوم من خلال تطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واجراء الاصلاحات الاساسية التي تضع لبنان على سكة التعافي”.
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية، أكد ميقاتي” الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين”، لافتا الى”تشديد جميع المعنيين على اولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان”.
وعن الملف الحكومي وامكان تكليفه مجددا، قال: في المبدأ يتهيب كل مطلع على الوضع اللبناني ، وانا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فانني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر ، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار من يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلف”.
وكان الرئيس ميقاتي لبى دعوة”معهد السياسة والمجتمع” في العاصمة الاردنية عمان لعقد لقاء حواري، في حضور الرئيس الفخري للمعهد الشريف شاكر بن زيد، رئيس مجلس الأمناء عزمي محافظة. وأدار الحوار الإعلامي والمحلل السياسي عمر كلاب.