الإنتاج البحثي في لبنان ..معهد العلوم الاجتماعية نموذجا
الحوار نيوز – خاص
برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران ممثّلاً بعميدة معهد العلوم الاجتماعية البروفسورة مارلين حيدر، نظّمت إدارة معهد العلوم الاجتماعية (الفرع الثالث) مؤتمراً بعنوان “الإنتاج البحثي في لبنان، معهد العلوم الاجتماعية نموذجاً”. شارك في المؤتمر نخبة من أساتذة المعهد وبحضور سعادة النائب جميل عبّود وحرمه والسيد عبد الرزاق قرحاني ممثّلاً جمعية العزم والسعادة، بالإضافة إلى عمداء ومدراء سابقين، ورؤساء فرق ومختبرات بحثية، وفعاليات أكاديمية وسياسية واجتماعية، وممثّلين عن جمعيات المجتمع المدني والأهلي، بالإضافة إلى حضور كثيف من طلاب المعهد.
الدكتورة لبنى عطوي
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، افتتحت المؤتمر الدكتورة لبنى عطوي أستاذة علم الاجتماع في المعهد، مشيرةً إلى أهداف المؤتمر المنسجمة مع مسار الخط التنموي الذي اختطّه المعهد لنفسه. ولفتت أنّ أوراق عمل المؤتمر تتناول البحث في إشكالية تقلّص المساحات العلمية والاجتماعية للأستاذ الجامعي، ورصد أثر الأزمات المتشعّبة على جودة العمل الأكاديمي، الأمر الذي يفرض اهتماماً متزايداً في مجال الرعاية الحكومية للجامعة اللبنانية ورسم السياسات التي تطال احتياجاتها، معتبرةً أن الجامعة اللبنانية أعطت أبناءها عطاءً وافراً، ومن الواجب جعلها أمانة في أعناقهم، لإعادة الثقة لمقام العلم في هذا الوطن.
البروفسور كلود عطية
ألقى مدير الفرع الثالث البروفسور كلود عطية كلمة أضاء خلالها على الظروف والأحداث التي عصفت بالعملية التعليمية خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي هدّدت الواقع التعليمي وزعزعت ثقة الطلاب بالتعليم الجامعي. مطلقاً طروحاته الإشكالية حول دور الأساتذة والباحثين في إحداث تغيير في الواقع الأكاديمي. واختتم كلمته مؤكّداً على أنّ الانتاج البحثي والمعرفي يبقى نقطة الارتكاز لمساعدة الدولة والمجتمع.
العميدة البروفسورة مارلين حيدر
انطلاقاً من أهمية الرسالة التعليمية والأكاديمية لمعهد العلوم الاجتماعية، أكدّت عميدة المعهد البروفسورة مارلين حيدر في كلمتها على دور معهد العلوم الاجتماعية الذي وجد ليكون مواكباً للبحث العلمي، لكونه يهتم بالمعضلات الاساسية المعاشة في المجتمع اللبناني، ويسعى لرصد آثارها وأسبابها بهدف معالجتها والتنبّه لها. من هذا المنطلق تناولت العميدة حيدر أهمية هذا المؤتمر الذي يُعنى بواقع البحث العلمي في ظل الأزمات التي نعيشها، مؤكّدة على إصرارها في اصدار مجلة العلوم الاجتماعية، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، حتى تترجم آلية البحث والتفكير نصوصاً مكتوبة تصل إلى أكبر شريحة فكرية.
رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران
ونيابةً عن حضرة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران ألقت العميدة حيدر كلمة جاء فيها “يشكّل المؤتمر حدثاً استثنائياً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها المؤلمة على الجامعة اللبنانية، لكنه بالمقابل يعبّر عن الإرادة الصلبة التي يتمتّع بها أهل الجامعة على الإنتاج المعرفي والإبداع والتقدّم”. وتابع الخطاب: “انّ البحث العلمي هو الدعامة الأساسية لاقتصاد الدول وتطورّها، من هنا ضرورة تأمين الحوافز المادّية والمعنوية، وخلق حالة من التفاعل بين المراكز البحثية التي تحتضنها الجامعة وبين القطاعين العام والخاص. واختتمت كلمة الرئيس بطرح تناول فيه ضرورة إنشاء صندوق وطني لدعم البحث العلمي في محاولة لتجاوز الصعوبات المالية التي تمر بها الجامعة اللبنانية.
بعد جلسة الافتتاح، انطلقت جلسات المؤتمر ضمن محاور ثلاثة
المحور الأول حمل عنوان: البحث الاجتماعي في زمن الأزمة. ترأس الجلسة العميد السابق الأستاذ الدكتور طلال عتريسي. وحاضر فيها الأستاذ الدكتور حسين رحال، والأستاذة الدكتورة لبنى طربيه والدكتورة سوزان جرجس.
المحور الثاني حمل عنوان: الجسم الجامعي في مواجهة الأزمة. ترأسّت الجلسة الرئيسة السابقة لمركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية الأستاذة الدكتورة مها كيال. وحاضر فيها مديرة الفرع الخامس في المعهد الأستاذة الدكتورة هويدا الترك، والدكتور عبدلله محي الدين والدكتور روبير عبدلله.
أمّا المحور الثالث فقد حمل عنوان: واقع التعليم الجامعي في ظل الأزمة. ترأس الجلسة العميد السابق الأستاذ الدكتور يوسف كفروني، والدكتور فداء أبي حيدر، والدكتورة جميلة غريب والدكتور غسان وهبة.
وتمحورت مداخلات الباحثين حول واقع الأزمة وتداعياتها على الجسم الجامعي وعلى جودة الانتاج البحثي.
وتوصّل المؤتمرون في الجلسة الختامية للمؤتمر إلى عدد من التوصيات، أهمها:
• انشاء صندوق وطني لدعم البحث العلمي في الجامعة اللبنانية.
• اعادة النظر في السياسات العلمية والبرامج التعليمية، لتكون في خدمة الانسان.
• تعزيز العلاقات بين الاختصاصات البحثية.
• العمل على الأخلاقيات العلمية في إعداد الأبحاث.
• اعتماد المرونة في الأنماط الفكرية في معالجة الأبحاث.
• تحسین أوضاع أساتذة الجامعة من خلال دعم أبحاثهم.
• تشخيص الازمة ووجوب امتلاك الاستاذ الجامعي الارادة للخوض في البحث العلمي.
• وجوب قيام الممارسة العلمية في علم الاجتماع على النقد.
• وجوب كون علماء الاجتماع في مراصد الازمات الاقتصادية والاجتماعية، بوصفهم المبادرين في رسم تصوّر للحلول المرتقبة.
• وجوب مواءمة البحث العلمي للواقع.
• التشبيك مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الاجتماعية والتربوية ومؤسّسات الدولة لإيجاد فرص عمل للطلاب.
وعلى هامش المؤتمر، أكّد السيد عبد الرزاق قرحاني، ممثل جمعية العزم والسعادة، على استعداد الجمعية لدعم الجامعة اللبنانية عموماً والبحث العلمي فيها بشكل خاص. وبدوره شكر مدير الفرع الثالث البروفسور كلود عطيه كل ما تقوم به جمعية العزم والسعادة في دعم الجامعة بشكل عام ومعهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث بشكل خاص.