نقول أناساً ولا نكتب شعباً لأننا مصرّون ان لا شعب هنا كما لا رجال دولة هناك في الاعالي.
في هذه الفترة،الافضل التزام الصمت والاكتفاء بالقمع الذاتي للرأي الحرّ.
الاستنفار عند حدّه الأقصى، وكل كلام وكل رأي وكلّ ملاحظة وكل نقد ولو ايجابي ستسجلّه الأنفس المستنفرة كإعتداء خطير وجب التعامل معه بعنف.
الامور وصلت الى حدّ خطير،يصعب فيه تمييز العدو من الصديق من الخصم من الحليف من المخبر من الشريف…
افكار مشوّشة وشبهات في السلوك وكل تركيز العقول لرصد المؤامرات من كل ناحية.
ما عاد من احد يعرف مَن يتآمر ضد مَن ومَن يحفر للآخر قبره ومَن اوصى النجار ان يصنع نعشاً لغريمه…
الافضل التزام الصمت ،فالوقت ليس وقت تعبير عن رأي حرّ.
اوّلا لا أحد يسمع، وثانياً قد فات الاوان ،وثالثاً ثمّة امر مريب يجهّز للساحة اللبنانية،ربما اغتيال المحقق العدلي،ربما اغتيال السيد علي حسن خليل،ربما غارة مفاجئة وخاطفة للعدو الاصيل تستهدف السيّد حسن نصرلله ،ربما اعلان لبنان دولة فاشلة، ربما وضع مصارف واسماء رؤساء على لائحة عقوبات اميركية ما يمنع ترشحهم للانتخابات.
الامور غير واضحة، انما الواضح ان شرّاً ما في انتظار البلاد.
الافضل القمع الذاتي للرأي الحرّ، لان ثمن اكبر حرّ واهمّ شريف سيكون رصاصة طائشة او دهس بسيارة تائهة.
سيحكم الشارع الناس، وسيصبح الموت سلعة خاضعة لمعادلة العرض والطلب.