الأسد في الإمارات ..أسباب ونتائج (علي يوسف)
كتب علي يوسف – الحوار نيوز
استوجبت زيارة الرئيس بشار الاسد وعقيلته الى الإمارات العربية المتحدة اكثر من تساؤل، خصوصا وأنها تأتي بعد زيارته المهمة جدا الى روسيا، وبعد إرجاء الإجتماع الرباعي الروسي –الإيراني- التركي- السوري المتعلق بصياغة تسوية تركية – سورية، واستعادة العلاقات بين البلدين التي تشكل حاجة استراتيجية لمحور دول “البركس”خصوصا لجهة رسم خطوط النفط والغاز في منطقة البحر المتوسط وصولا الى آسيا ..
وفي معلومات خاصة ان الاتراك ابلغوا الروس ومنذ فترة رغبتهم بتسوية العلاقات مع سوريا، وعقد لقاء بين الرئيسين الأسد وأردوغان واستعدادهم لتسوية في ما يتعلق بإعادة سيطرة الدولة السورية على الشمال السوري ،خصوصا في المناطق التي تحتلها القوات التركية والمنظمات التابعة لها …
وبعد موافقة مبدئية سورية للبحث في بنود التسوية ،تبين ان تركيا تطالب بتعديل الاتفاقية التي كانت تمت مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ،والتي تسمح لتركيا بالتحرك المؤقت في مدى خمسة كيلومترات داخل الأراضي السورية في حال تعرض امنها للخطر،وعلى شكل ضربات من دون تموضع ..
وتطالب تركيا بتوسيع نطاق التحرك الى ٣٠ كيلومترا بدل ٥ كيلومترات ،وهو ما رفضته سوريا رفضا قاطعا، وأدى الى تأجيل الاجتماع الرباعي لمزيد من البحث ….
وفي المعلومات الخاصة انه وبناء لإشارات من الامارات حول استعدادها للتدخل لدى الاتراك لإنجاز التسوية مستفيدة من حجم استثماراتها هناك التي ادت الى علاقات مميزة تركية -إماراتية ،وفي محاولة لإبراز حسن نية حول دور الإمارات “الايجابي” في المنطقة بعد علامات الإستفهام التي رسمتها علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وبناء على ترحيب روسي – سوري بالمحاولة الإماراتية وبما يخدم الأهداف من هذه التسوية ،إن على صعيد اعادة وحدة الاراضي السورية او على الصعيد الاستراتيجي لمحور ” البركس”، جاءت زيارة الرئيس الأسد الى الإمارات سريعة بعد زيارته الى روسيا في اطار تسريع خطوات التحولات الجارية …..
وفي المعلومات الخاصة ايضا ، فقد اسفرت الزيارة عن اتفاق على ان يتوجه وزير خارجية الإمارات الى تركيا خلال الايام المقبلة، للبحث في موضوع التسوية ولتسريع الاجتماع الرباعي الذي يُنتظر في حال الموافقة التركية على إلغاء مطالبتها بتعديل الاتفاق، رفع مستوى اللقاء ليتم على صعيد وزراء الخارجية ….
كما تم البحث في الزيارة في الخطوات والاتصالات الجارية لما يُفضّل تسميته وما هو حقيقة “عودة الجامعة العربية الى سوريا” ..
وتؤكد المصادر السورية ان الدولة السورية التي لم تتراجع عن سيادتها ومواقفها وتعهداتها في أسوأ ظروفها ، لن تتراجع عن مبادئها ومسلماتها في الوقت الذي استطاعت فيه افشال المؤامرات عليها ، واثبات قوتها وصحة خياراتها وتعزيز تحالفاتها ومكانتها على الصعد العربية والاقليمية والدولية ..