الأسباب الخارجية التي تمنع ولادة الحكومة
نسمع ان المساعي مستمرة لتأليف الحكومة، ولكن الجو الخارجي لا يبشر بالخير بالرغم من أن أكثرية الاطراف السياسية اللبنانية تؤكد أن تعثّر ولادة الحكومة هو لسبب داخلي ،وكل مرة يُتهم طرف معين من السياسيين بالعرقلة، لكن السبب الرئيسي بحسب اعتقادي هو عدم نضوج "صفقة القرن" في ما بين العملاقين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
يتبين من خلال الاحداث التي حصلت مؤخرا أنّ خلافا كبيرا حصل ما بين الاثنين حول أكثر من قضية ومنها:
– القصف الاسرائيلي على سوريا وتوجيه بنيامين نتيناهو رسالة صارمة الى إيران مطالبا إياها بسحب قواتها من سوريا بسرعة.
– إعتراف ترامب بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد . والمعروف ان الرئيس الحالي نيكولاس مادورو هو حليف لروسيا.
– إقرار قانون "قيصر" في الكونغوس الأمريكي. وهذا القانون يفرض عقوبات جديدة على كل من يدعم النظام السوري ماليا أو عينيا او تكنولوجيا. ولكن هذا القانون كأي قانون في الولايات المتحدة ،حتى يتم اقراره رسميا ،يحتاج الى موافقة مجلس الشيوخ بغرفتيه بعد موافقة الكونغرس، ثم يتم تحويله الى المكتب الرئاسي ليوقع عليه الرئيس الأميركي، بعد ٣٠ يوماً من سريان مفعول القانون.
– ادراج مواطني الدول الاجنبية الذين يقدمون دعماً لنظام الاسد في قائمة العقوبات.
– التراجع عن فتح السفارة السعودية في دمشق التي كانت على وشك ان تفتح، لكن المملكة العربية ليست في وارد أن تُغضب ترامب ،خاصة وانّه بين يديه ورقة تهديد مهمّة تجاه المملكة وهي قضية الصحافي جمال خاشقجي الذي قتل في السفارة السعودية في تركيا.
كل هذه الاحداث تدل على أن الولايات المتحدة تضغط بشكل كبير على روسيا للقبول بشروطها ،وهذا يؤثر سلبا على ولادة الحكومة، لأن لبنان هو من ضمن الصفقة بين الدولتين.