دولياتسياسة

الترامبية.. مذهب الأشرار

أما وقد فاز جير بولسورانو بنسبة 57%من أصوات ناخبي البرازيل ،فإنّ الحكم سيكون لليمين المتطرف الذي سيسعى وتحت شعار "معاً سنغيّر قدر البرازيل" الى إعادة سحب كل إنجازات اليسار في إرساء حقوق الحدّ الأدنى للطبقات المعدمة والفقيرة ،إضافة لمخاوف من عدم احترام الدستور وحقوق الناس بالديمقراطية تحت حجج مكافحة الهجرة وتحسين الاقتصاد.
اليمين المتطرف لم ينتصر البارحة في البرازيل فقط ،بل هو يمتدّ وينتشر في العالم مقابل تقهقر اليسار الجريح وإنكفاء روح العمل والتضحية من أجل الجماعة وتقدم مبادىء جديدة تسود الحياة الاقتصادية-السياسية-الاجتماعية تحت شعارات شوفينية منغلقة ترفض التضحية ومدّ يد العون للآخر، ضمن خانة سيادة الأقوى وصاحب الارادة الانانية والجشع الاكبر، اسلوب عيش الأقوى يأكل الضعيف.
من سلوفاكيا(الحزب الوطني السلوفاكي) والنمسا والنروج(حزب التقدم) وفنلندا(الفلنديين الحقيقيين)وبلغاريا(الجبهة الوطنية) وبولندا ( حزب الحق والعدالة) و هنغاريا (فيكتور اوربان) وسويسرا (الاتحاد الديمقراطي)و اليونان (الفجر الذهبي)والدنمرك وهولندا (حزب الحرية) ووصولا الى فرنسا (الجبهة الوطنية) وايطاليا (برلوسكوني ونخبة الشمال واخوة ايطاليا) ،تجمعهم أفكار مشتركة ومشاريع ضد الهجرة وضد وحدة أوروبا، وايضا ضد المسلمين والعرب، ليست الصدفة التي تجمعهم بل مذهب فكري اقتصادي -اجتماعي مستتر، مذهب الرأسمالية الهوجاء.
يبسط اليمين المتطرف سيطرته على عقول الناس مقنعا إياهم بأن سبب مأساتهم تكمن في الانفتاح على الآخرين، وفي مضاربة العمال الأجانب او المهاجرين، وفي اختلاف الثقافات واللغات واللهجات، و في أفكار ادارة الملكية العامة وورثة اليسار والاشتراكية، وينجح في إيهام الجماهير عبر إعلاميين متآمرين لتسويق فكرة الخصخصة التامة لمرافق الدولة والسعي للبحث عن اي مصادر مالية وكيفما اتفق وكيفما سنحت الامور في السعي لغاية تبرر الوسيلة ،شرط أن تؤمن الرفاهية وتحسن الاقتصاد  وتزيد من ثروات طبقة طاغية بطموحاتها.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس الا نسخة أصلية لثقافة القرصنة القادمة وصورة طبق الأصل لديمقراطية النازيين والفاشيين الجدد ولمحة موجزة عن أخلاقيات سياسية-اقتصادية-اجتماعية عمادها التشبيح الفجّ، واساسها السرقة الوقحة وطريقها الوضوح والصراحة في الطلب من الضحية ان تموت او ان تتحول لفريسة برضاها مقابل حمايتها!! او مقابل تأمين موت لائق بها…
سيتقدم اليمين المتطرف أكثر لأن عجلة الرأسمالية المأزومة والمخنوقة بأزماتها تتطلب حروبا عابرة أو مؤقتة أو معارك أهلية أو سيطرة سلمية للدولار أو خنوعا عاما من العبيد لسيطرة نبلاء المال في العالم.
كيف يصل علماء الفيزياء الى المريخ ويفشل إقتصاديو العالم العتاعيت مفي بلورة رؤية اقتصادية لا تتطلب ظلما او دما او ازمات؟
هذا هو المذهب الترامبي، مذهب المال الحرام، مذهب اقتصادي-سياسي-اجتماعي-اعلامي- فني:ثقافة القرصنة والربح السريع الحرام، اخلاق الشياطين للسطو والتشبيح.
فهل سيسود هذا المذهب أم سيؤسس لنهضة انسانية اخلاقية عارمة؟ .
وآسف على يسار انحنت بيارقه امام حفاري قبور قذرين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى