افلاس لبنان وانهياره سببه المنظومة السياسية وليس “الاحتلال غير المنظور”.. يا غبطة البطريرك
كنا نتمنى ان يكون عنوان تجمع بكركي انقاذ لبنان من المنظومة السياسية التي اوصلت لبنان الى الافلاس والانهيار ، و الشعب الى حافة الفقر والجوع ، والتي يشترك بعض أحزابها بهذا التجمع لتغطية جرائمها .
من لا يجيد قراءة التاريخ عليه ان يعيده .
لانعاش الذاكرة قليلآ .. نتذكر الاجتماع الذي جمع الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي والبطريرك الماروني مار بطرس الراعي في ايلول عام ٢٠١٢ حيث ابلغ الرئيس الفرنسي البطريرك الراعي “ان اتفاقا قد عقد بين ادارة الرئيس اوباما و الاخوان المسلمين حيال الازمات التي تعصف في الدول العربية ،ملخصه ان تدعم الولايات المتحدة الاميركية وصول الاخوان الى السلطة في الانظمة الآيلة للسقوط، بالمقابل يساهم الاخوان في تخفيف العداء ضد “اسرائيل ” تمهيدآ لبناء سلامآ مع الكيان . و نحن في فرنسا و اوروبا ندعم هذا الاتفاق” .
و أضاف الرئيس ساركوزي: عليكم غبطة البطريرك أن تساعدونا بأيجاد حل للوجود الفلسطيني في لبنان بالقبول بصيغة طابعها قانوني تتراوح بين التوطين وحالات اللجوء، لأن ” اسرائيل” لن تقبل عودة أي فلسطيني من الشتات لعندها .
رفض البطريرك هذا الطرح و أختلف مع الرئيس الفرنسي حيال هذه المسألة .بعدها بساعات تسربت عبر الاقنية الدبلوماسية والاعلامية اجواء الاجتماع و ركزت على رفض البطريرك للاتفاق ،وحرفوا موقفه الرافض لتوطين الفلسطينيين الى موقف مدافع عن الرئيس السوري بشار الاسد .
على اثرها ارتفعت الاصوات في لبنان تهاجم البطريرك الراعي ومواقفه الرافضة لاتفاق عقدته الادارة الاميركية و السلطة الفرنسية، و كان في طليعة الذين هاجموا البطريرك هم انفسهم الذين يدعمون الآن مشاريع البطريرك الراعي الداعية لحياد لبنان وتدويله، لأنها صادرة عن مسؤولين اميركيين لمصلحة الكيان الصهيوني . و هم انفسهم الذين نظموا تجمع بكركي و اشتركوا فيه .
سايد فرنجية