“اغنام ” السيادة تستنجد بالراعي هوكشتاين(علي يوسف)
كتب علي يوسف – الحوارنيوز
بعد زيارة الوفذ النيابي الواسع الى واشنطن ولقائه المبعوث الصهيوني الاميركي هوكشتاين الذي ارتضيناه “محصلا لحقوقنا ” التوازنية الداخلية ومع العدو الصهيوني .. كنت سأبدأ مقالتي بالقول “دولة هوكشتاين ” الا انني سرعان ما استدركت و ر أيت ان ابدأ بالقول “زواريب هوكشتاين في المسماة دولة لبنانية” وذلك تو خيا للدقة …
صحيح ان لبنان يتمتع بحدود تم رسمها له بموجب اتفاقية سايكس بيكو، وصحيح ان فيه “أرطة عالم مجموعين”،طوائف وقبائل وعشائر اجباب و “مُغيرين” طائفتهم ومجنسين ولكن “متعصبين “، ويُطلق عليهم صفة لبنانيين مع تجنب كبير لاستعمال كلمة “مواطنين “حتى لا تفتح شهية احد بالسؤال عن معنى المواطنة …
وصحيح ان في لبنان كل المؤسسات التي يتم انشاؤها في الدول سلطات على انواعها وخدمات على انواعها وقوانين وقضاء الخ … الا ان هذه المؤسسات جميعها في تركيباتها وفي ادوارها وفي العلاقة بينها تخضع لزواريب المجموعات اللبنانية التي لم ترق لوصفها الى ما يحلو للبعض تسميتها مكونات ..كما تخضع لما قد يُسمى توازنات قوى ؟؟…
ولعل زيارة الوفد النيابي اللبناني الموسع الى واشنطن الذي ضم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي والكتائب وما يُسمى من باب الهزل “تغييرين”، والاجتماع الذي عقده الوفد مع هوكشتاين هو أكبر تعبير عما نقول وان كان لا يختصر كل “بازل “الصورة اللبنانية …
وقبل الحديث عن مهزلة اللقاء وما دار فيه يجب التوقف عند الحالة المضحكة المبكية لكل المسؤولين في لبنان والقوى السياسية والصحفيين ” والخبراء”الذين يخرجون يوميا على الاعلام و يجيبون بكل وضوح و بثقة الذل عن الأسئلة المتعلقة بالمبادرات لمعالجة ما يُسمى الازمة اللبنانية والرئاسية خصوصا، فيقولون مثلا ” ان الورقة الفرنسية هي مضيعة للوقت “وان الملف هو بيد هوكشتاين ” ويسترسل “الأكثر خبرة “والذين يميلون الى التأكيد على وضع حزب الله والثنائي، فيقولون ان الملف “بيد التفاهم الاميركي -الايراني إن في غزة او العراق او سوريا او لبنان او اليمن “.. فتعتقد احيانا ان كل الشعوب الموجودة في هذه المنطقة هم في احسن احوالهم، غنم بحاجة الى راع وان الراعي الحقيقي هو هوكشتاين الذي هو بالطبع اهم من الراعي الطائفي، وان هذا الراعي قد يحتاج الى مساعد ايراني لتلافي شرود بعض الغنم فيتفق معه على ترتيب المنافذ و طريق السير وهكذا يسير الغنم مطمئنين الى حسن الرعي ولكن ينسون ان ذلك مهم .. حتى يحين موعد الذبح ..؟؟؟
لنعد الى زيارة الوفد النيابي الذي يمثل كتلة نيابية توازي ٤٠ في المئة من مجلس النواب، والذي يذهب الى واشنطن لمعرفة ماذا يجب ان يفعل وما هو مصير ازمته ويشكو للراعي مشكلته مع من يعتبرهم “غنم شركاء في الرعي ويأخذون الجزء الاكبر من المرعى “…
ويجلس هوكشتاين بكل ثقة لم يعرف مثلها أي رئيس جمهورية في لبنان مرتكزا الى ثقته بالمعلومات التي تلقاها بأمانة واخلاص من مساعديه ومخبريه في لبنان ليجيب على الاسئلة باستهزاء ملحوظ ..:
سؤال :هل يمكن الوصول الى فصل جبهة غزة عن الجبهة اللبنانية، لاننا نرفض هذا الربط ولا علاقة لنا بالقضية الفلسطينية اكثر من بيان دعم اسوة بدول عربية حتى ان بعضها يؤيد العدوان الصهيوني ؟
جواب : نعمل على ذلك ونسعى لهدنة لكي نمرر اتفاقا بات شبه ناجز بين لبنان واسرائيل ..؟؟؟
سؤال : وهل هناك موافقة على هذا الاتفاق من قبل حزب الله ؟؟؟( يتم تجاوز السؤال عن مضمون الاتفاق على اعتبار ان هذا الامرلا يهمهم .. المهم هو الاتفاق والخلاص من المواجهة مع اسرائيل وتسليم سلاح حزب الله )
جواب: الإشاعات تقول ذلك… ويقول ذلك وهو يبتسم .. لانه يعرف ان هؤلاء سيوقعون على اي اتفاق حين يطلب منهم ذلك بغض النظر عن حجمهم في مجلس النواب وعن مضمون الاتفاق و عن ان ما يتم الحديث عنه يُفترض انه شأن وخيار وقرار لبناني ..
سؤال – هناك معلومات انكم مستعدون للمقايضة وانه في مقابل موافقة حزب الله والثنائي على فصل غزة عن الجبهة الجنوبية مستعدون للموافقة على انتخاب سليمان فرنجية كرئيس جمهورية وتأمين حصول هذا الانتخاب ؟
جواب – (مبتسما)ياريت يوافق حزب الله على ذلك …
سؤال – طيب مين بتأيدوا لرئاسة الجمهورية …( لم يتنبه من طرح هذا السؤال الى مدى الغباء في طرحه خصوصا بعد الاجوبة السابقة ) كما فات الوفد على مايبدو انهم هم من ينتخبون رئيس الجمهورية وان الرئيس الذي يتحدثون عنه يُفترض انه رئيس الجمهورية اللبنانية وانهم هم يمثلون كتلة نيابية وازنة في الانتخاب وفي السلطة عموما ..!!!!!؟؟؟؟؟
جواب – (مبتسما ) هذا الموضوع يخصكم انتم وعليكم ان تقرروا وتتوافقوا ..
هذا اختصار غير حصري لكل الاسئلة المذلة ناهيك عن زيارة الوفد اصلا التي تظهر الممارسة “الدكنجية “للمجموعات اللبنانية ( كل واحد فاتح على حسابو ) واستجداء الذل والتبعية تحت شعارات السيادة التي باتت مضحكة ..
وفي الحقيقة كنت اشعر وانا اكتب هذا المقال بحالة من الاشمئزاز والقرف وبعض المشاعر المماثلة التي لا احب ذكرها ،وفكرت اكثر من مرة بالتوقف عن الكتابة لان هذا النوع مما يُفترض ان نسميهم بشر لا يستحقون الكتابة عنهم .. الا ان مادفعني الى الاستمرار في الكتابة هو ان هؤلاء للاسف منتخبون .. وان كنت اعرف اننا في لبنان وفي الاغلب حتى لا اعمم نقترع ولا ننتخب ….
كما يهمني الاشارة الى انني استغربت في الحقيقة لماذا لم يطلب الوفد من هوكشتاين ان يكون رئيسا للجمهوية اللبنانية لأن صلاحياته على ما يبدو تفوق صلاحيات كل السلطات ….!!!!